أوبرا «لا فورتسا ديل ديستينو» تعود إلى مسرح «لا سكالا»

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تعود أوبرا «لا فورتسا ديل ديستينو» لجوزيبي فيردي، السبت، إلى مسرح «لا سكالا» في ميلانو، واعدة بالإثارة والتشويق.
ويشكل رعب الحرب السائد في كل مكان بالإضافة إلى الانتقام والشغف، مواضيع هذه الميلودراما المستوحاة من مسرحية «دون ألفارو» الإسبانية التي كتبها أنخيل بيريث دي سافيدرا عام 1835.
ويشير المايسترو الإيطالي ريكاردو شاي إلى أن هذه المسرحية «مرتبطة جداً بالأحداث الراهنة من خلال صورها عن الحرب»، لافتاً إلى أنّ «العمل يبدأ من الحرب في القرن الثامن عشر ويصل بعد أكثر من ثلاث ساعات من الموسيقى إلى الصراعات الحالية».
وهذه المسرحية التي تفتتح موسم الأوبرا، ستكون الأخيرة لمدير «لا سكالا» المنتهية ولايته دومينيك ماير الذي تولّى هذا المنصب منذ العام 2020.
يغادر ماير الذي عُيّن مديراً عاماً لأوركسترا غرفة لوزان، مرغماً، إذ يترك منصبه تماشياً مع مرسوم حكومي يحدد الحد الأقصى لسن مديري المسارح الغنائية بسبعين عاماً.
ومن المقرر أن يتولى الإيطالي فورتوناتو أورتومبينا (64 عاماً)، الذي دعمت حكومة جورجيا ميلوني ترشيحه، مهامه في مطلع مارس/ آذار.
ويقول ماير إنّ «الحرب حالة دائمة تعبر كل العصور، مع نفس الدوافع للانتقام»، ويضيف: «إنّ هذا العمل يعيدنا في عمقه إلى مرآة قاسية لما نحن عليه».
وتؤدي السوبرانو الروسية أنّا نيتريبكو دور دونا ليونورا، ابنة ماركيز كالاترافا الذي يعارض زواجها من دون ألفارو، وهو بيروفي مختلط العرق ينحدر من سلالة ملكية.
تعتبر أنّا أنّ صوت ليونورا فريد في أعمال جوزيبي فيردي، وتقول «يجب أن تكون في السماء لتغني هذا الدور» أو «تدع نفسك تنجرف بشيء خارق للطبيعة».
وثمة وجه جديد في المسرحية هو التينور الأمريكي براين جايد الذي يتولى دور دون ألفارو، ويحل بذلك محل يوناس كوفمان الذي ألغى مشاركته لأسباب عائلية.
يقول جايد «إنه دور صعب لجميع التينور، لكنني أحبه». وسبق له أن نجح في تأدية هذا الدور في دار أوبرا باستيي في باريس وفي متروبوليتان في نيويورك.
بعد قتل ماركيز كالاترافا عن طريق الخطأ، ينضم دون ألفارو إلى الجيش الإسباني وتلجأ ليونورا إلى أحد الأديرة. ويبدأ بملاحقتهما شقيق ليونورا، دون كارلو دي فارغاس، الذي يصبح مهووساً بالانتقام.
ويؤدي دور دون كارلو الباريتون الفرنسي لودوفيك تيزييه، الذي يصف دون كارلو ب«الشخصية ذات الجوانب النفسية الكبيرة»، التي تسيطر عليها «كراهية شديدة» و«ذهنية الثأر المتأصلة في الثقافات التي تركز على مسألة الشرف في مناطق البحر الأبيض المتوسط».
ويقول إنّ «الجزء الصوتي صعب جداً. مع فيردي، لا يقل التعبير أهمية عن الصوت، وعلى المغني أن يكون قادراً على الجمع بين الاثنين».
وتهيمن على المسرح حركة دائمة لجنود ورهبان على امتداد أربعة قرون ضمن أربعة فصول يتضمنها العمل، في عالم يشهد سلسلة من الحروب ومجاعة وبرد.
ويقول مخرج العمل ليو موسكاتو: «إنها نوع من عجلة القدر التي تدور بلا هوادة، مع تحرّك الشخصيات في الاتجاه المعاكس» من خلال «سيناريوهات متغيرة باستمرار».
ويضيف: «مع مرور الوقت وعلى مر القرون، تصبح هذه المشاهد قاتمة بشكل أكبر وأكثر دماراً وأقرب إلى الواقع».
عُرضت «لا فورتسا ديل ديستينو» للمرة الأولى على مسرح «لا سكالا» سنة 1869 وحققت نجاحاً كبيراً، على الرغم من أن مزيج اللحظات المأسوية والكوميدية أربك قسماً من الجمهور.
وتاريخ هذه المسرحية مليء بالصدف الكارثية، إذ توفي الباريتون الأمريكي الشهير ليونارد وارين على مسرح متروبوليتان في نيويورك عام 1960 خلال المسرحية.
وهذه الأوبرا التي ألّفها فيردي عام 1861 لافتتاح المسرح الإمبراطوري في سان بطرسبورغ، لم تُعرض للعامة إلا بعد سنة لأنّ المغنية إميليا لا غروا كانت مريضة جداً.

أخبار ذات صلة

0 تعليق