خيوط بيضاء في البيضة تحفظ توازن الحياة.. ما حقيقتها؟

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

الشارقة: سارة المزروعي

هل لاحظت يوماً عند كسر بيضة وجود خيطين أبيضين ملتفّين حول الصفار؟ قد تبدو غريبة أو غير مألوفة للبعض، لكن تلك الخيوط المعروفة علمياً باسم «الكلازا» ليست دليلاً على التلف، بل على العكس، تُعدّ مؤشراً قوياً على أن البيضة طازجة وذات جودة عالية.
في قلب البيضة، وتحديداً بين الصفار وبياض البيضة، تتدلّى هذه الخيوط البيضاء الدقيقة، والتي تشبه الحبال أو الأوتار الملفوفة، تؤدي هذه التكوينات البروتينية وظيفة أساسية، وهي تثبيت الصفار في مركز البيضة، مما يحميه من الاصطدام بالقشرة أثناء النقل أو الحركة، لا سيما إذا كانت البيضة مخصبة وفي طور التكوين الجنيني.
ويتكوّن كل جانب من البيضة الطازجة عادة من خيط لولبي واحد من هذه الخيوط، يربط الصفار بجدار البيضة الداخلي، وكأنها أعمدة غير مرئية تحفظ التوازن الداخلي بدقة متناهية.
رغم ظهورها اللافت عند كسر البيضة، إلا أن «الكلازا» لا تؤثر في الطعم أو القيمة الغذائية، وتُعدّ صالحة تماماً للأكل، ويؤكد خبراء التغذية أنها آمنة، إذ تختفي وتندمج تماماً مع بياض البيضة عند الطهو.
ورغم ذلك، يفضّل بعض الطهاة إزالة هذه الخيوط عند إعداد الحلويات الناعمة مثل الكاسترد أو الكريم بروليه، وذلك فقط لضمان نعومة القوام وخلوّه من التكتلات، وليس بسبب أي ضرر صحي كما يعتقد البعض خطأً أنها قد تُسبّب رائحة غير مرغوبة، لكن هذا غير دقيق علمياً.
تظلّ هذه الخيوط الصغيرة مثالاً على دقة التكوين الطبيعي داخل أكثر المواد الغذائية بساطة وانتشاراً، وتذكيراً بأن تفاصيل الحياة كثيراً ما تكمن في ما لا نراه لأول وهلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق