لوحات أطفال «التمكين».. مشاعر وأحلام

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

* دعاء محمد: التعبير الفني أبلغ من الكلمات

عبّر أطفال مؤسسة «الشارقة للتمكين الاجتماعي» عن أعماقهم وتجاربهم الخاصة خلال ورشة عمل تحوّلت فيها أوراق الرسم إلى مرايا تعكس مشاعرهم وآمالهم وأحلامهم، عبر رسم أجزاء الشجرة وما تمثله لهم.

أقيمت الورشة ضمن مشروع «تخطِّ» الهادف إلى تمكين الأطفال نفسياً وعاطفياً بعد فقد أحد الوالدين، إذ يتيح لهم التعبير عن مشاعرهم بطريقة إبداعية وآمنة من خلال الرسم، الرموز البصرية والألعاب التفاعلية.

خلال الورشة، طُلب من الأطفال رسم شجرة وكتابة ما يمثله كل جزء منها لهم. حملت كل لوحة قصة فريدة، وفي كل فرع حُلم يلامس السماء، لم تكن رسومهم مجرد تصوير لشجرة، بل تجسيداً حيّاً لأفكارهم ومشاعرهم، إذ رسم كل طفل بأسلوبه الخاص عن آماله وارتباطه بمن حوله.

اعتبر الطفل محمد الجذور التي رسمها عائلته التي تمنحه الثبات والقيم الراسخة والجذع بصمودها وقوتها وتحملها للمسؤولية، أما الفروع فكانت امتداداً لطموحاته والثمار الناضجة جسدت الإنجازات المحققة، فيما مثلت الثمار غير الناضجة الأهداف التي ما زالت قيد التحقق وكذلك، رسم العواصف تعبيراً عن التحديات، مؤكداً أنها تجلب المطر، فيزهر الأمل من جديد، ما يعكس تفاؤله ونضجه الفكري.

وفي زاوية أخرى رسمت الطفلة نايا شجرة تزينها القلوب الصغيرة وكتبت على الأغصان أسماء أحبائها: أمي، أختي، أخي، جدتي، أضافت غيمة يخرج منها برق وكتبت: «عندما توفي والدي شعرت بالحزن، لكنني قررت أن أكمل حياتي وأصبح طبيبة». كلماتها العفوية عبّرت عن قوة العزيمة وتحويل الحزن إلى دافع للنجاح.

أما الطفلة تاليا، فرسمت شجرة تحمل ذكريات جميلة، ودوّنت أمنياتها وأحلامها، معبرة عن امتنانها لعائلتها ووالدتها لاهتمامهم بها. وعبّر الطفل يوسف عن هواياته وأمنياته برسوم ملونة زاهية، أظهرت إبداعه وحبّه للفن.

وفي لوحة مؤثرة أخرى، رسمت الطفلة ليانا شجرتها وكتبت أسماء عائلتها حولها، قائلة: إنها، بالرغم من حزنها لفقد والدها، تؤمن بأن هذه ليست النهاية وتعد نفسها بأن تصبح ناجحة وسعيدة، وتساعد والدتها في المستقبل.

إبداع

قالت دعاء محمد، أخصائية نفسية في مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي: «نؤمن بأن الطفل يحمل بداخله قوة التعافي واكتشفنا من خلال هذه الورش كم يمتلك الأطفال من الوعي والقدرة على التعبير عن أنفسهم بطريقة عميقة ومبدعة، هذه الورشة ليست مجرد نشاط فني، بل نافذة مفتوحة على قلوبهم تحمل رسائل أمل وعزيمة تتجاوز أعمارهم».

وأوضحت أن مشروع «تخطِّ» يهدف إلى مساعدة الأطفال على تجاوز التحديات النفسية بعد فقد أحد الوالدين، عبر توفير وسائل تعبير إبداعية تساعدهم في تحويل مشاعرهم وتجاربهم إلى رسوم تحمل قصصاً ملهمة عن الصمود والتفاؤل.

وأكدت دعاء محمد أن «العلاج النفسي بالرسم يعد وسيلة فعالة للتعبير عن المشاعر التي يصعب أحياناً الإفصاح عنها بالكلمات، خاصة لدى الأطفال وهو يساعد في تقليل التوتر وتعزيز الوعي الذاتي وتحسين الحالة النفسية، إضافة إلى أنه أداة تتيح للمختصين فهم أعمق لمشاعر الأطفال وتقديم الدعم النفسي المناسب».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق