كشفت صور مؤلمة مدى خطورة قضاء ساعات طويلة في اللعب على الهاتف الذكي، إذ قد يؤدي ذلك إلى ما يُعرف بـ«متلازمة الرأس المتدلي» المخيفة.
وقد تحدث أطباء يابانيون عن حالة شاب يبلغ من العمر 25 عاماً أصبحت فقرات عنقه ضعيفة جداً بسبب هذه العادة، حتى إنه لم يعد قادراً على رفع رأسه.
وأظهرت الصور الصادمة انتفاخاً بارزاً في رقبته، قال الأطباء إن سببه يعود إلى تمدد فقرات عنقه بشكل مفرط نتيجة الوضعية غير الطبيعية التي اعتاد اتخاذها أثناء استخدام الهاتف الذكي، بحسب صحيفة ديلي ميل.
ما هي متلازمة الرأس المتدلي؟
متلازمة الرأس المتدلي، والمعروفة أيضاً باسم تشوّه الذقن على الصدر، هي حالة نادرة، تحدث عندما تضعف عضلات الظهر والرقبة لدرجة تجعل الشخص غير قادر على رفع رأسه، فينحني الرأس إلى الأمام ويستقر على الصدر.
أبرز خصائص الحالة:
•ضعف شديد في عضلات الرقبة والظهر يمنع من دعم الرأس بشكل قائم.
•تحدث بشكل تدريجي خلال فترة تتراوح بين شهر إلى ثلاثة أشهر.
•في وضعية الاستلقاء، يمكن مدّ الرقبة طبيعياً، على عكس الوضع عند الجلوس أو الوقوف لا يتمكن الشخص من فعل ذلك.
الأعراض:
•مظهر غريب ومقلق يتمثل في الانحناء للأمام طوال الوقت.
•صعوبة في البلع، نتيجة ضغط الرأس على المريء.
•مشاكل في الكلام بسبب وضعية الرأس غير الطبيعية.
•ضيق في التنفس إذا كان الانحناء يؤثر في القصبة الهوائية.
القصة الكاملة لحالة الشاب الياباني
كتب الأطباء في تقرير حالة الشاب الياباني، أن المريض لجأ إليهم بعد أن عانى آلاماً شديدة في الرقبة استمرت لمدة 6 أشهر، وأصبح غير قادر على رفع رأسه.
كما واجه صعوبة في البلع، مما أدى إلى تقليل عدد وجباته اليومية وفقدان كمية مقلقة من الوزن نتيجة لذلك.
كشفت الفحوص التي أجراها الأطباء أن فقرات رقبة المريض أصبحت مشوهة ومنخلعة، مع تطور أنسجة شبيهة بالندبات في العمود الفقري بمرور الوقت نتيجة للوضعية غير الطبيعية.
في البداية، حاول الأطباء علاج «متلازمة الرأس المتدلّي» باستخدام الأطواق الطبية وهي أجهزة تُرتدى حول الرقبة لدعم الرأس وتثبيته.
لكن بما أن المريض اشتكى من تنميل أثناء استخدام هذه الأجهزة، تم التوقف عن هذا النوع من العلاج.
وقرر الأطباء اللجوء إلى سلسلة من الإجراءات الجراحية.
أولًا، أزالوا أجزاء صغيرة من فقرات الرقبة وبعض الأنسجة المتندبة التي تطورت في عنقه.
ثم قام الأطباء بإدخال سلسلة من البراغي والقضبان المعدنية داخل عظام الرقبة بهدف تصحيح وضعيته.
وبعد مرور 6 أشهر على الجراحة، تبين أن المريض أصبح قادراً بسهولة على تثبيت رأسه في وضع أفقي.
وخلال المتابعة بعد عام من الجراحة، لم تعد لديه مشاكل في رفع الرأس أو البلع.
مضاعفات صحية خطرة بسبب الانحناء المستمر
يمكن أن يؤدي استخدام الهواتف الذكية لساعات طويلة، إلى مضاعفات صحية خطرة، بعضها قد يكون دائماً إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.
فيما يلي أبرز هذه المضاعفات:
1- متلازمة الرأس المتدلي: تسبّب تشوها في الفقرات العنقية وألماً مزمناً.
2- إجهاد عضلات الرقبة والكتفين.
3- انضغاط الأعصاب: ضغط على أعصاب الرقبة نتيجة انزلاق غضروفي أو تشوّه في الفقرات.
4- مشاكل في البلع والتنفس: الانحناء المزمن قد يضغط على القصبة الهوائية أو المريء.
5- تغيّرات دائمة في بنية العمود الفقري.
العزلة والاستخدام المفرط للهاتف سبب رئيسي للحالة
خلص الخبراء إلى أن حالة المريض نشأت نتيجة مزيج من الآثار طويلة الأمد لوضعية الرقبة غير الطبيعية أثناء اللعب على الهاتف الذكي.
وأشار الأطباء إلى أن هذا الشاب، الذي لم يُكشَف عن اسمه، لاعتبارات الخصوصية، كان في طفولته نشيطاً، لكن كل ذلك تغيّر في أوائل سنوات مراهقته.
بعد تعرّضه لتنمّر قاسٍ، انسحب المريض فعلياً من المجتمع، وترك أصدقاءه، وأغلق على نفسه باب غرفته لعدة سنوات.
وخلال فترة عزلته، كان يقضي فترات طويلة في لعب الألعاب على هاتفه، وهو منحنٍ بشدة برقبته للأسفل للنظر إلى الجهاز.
لذلك شددوا على ضرورة زيادة الوعي بمخاطر الاستخدام المفرط للهواتف الذكية، خاصة مع تزايد هذه الظاهرة بين الشباب.
وكتب الفريق الطبي في مجلة JOS Case Reports، أن المريض وعائلته قد وافقوا على نشر تفاصيل حالته.
0 تعليق