بيروت: «الخليج»
أطلقت «لجنة مهرجانات بيت الدين الدولية»، خلال مؤتمر صحفي، عقدته قبل ظهر الأربعاء، في القاعة الزجاجية بوزارة السياحة في الحمرا، «برنامج صيف 2025»، برعاية لورا الخازن لحود، وزيرة السياحة، وحضور د.غسان سلامة والمحامي بول مرقص، وزيري الثقافة والإعلام، ونورا جنبلاط، رئيسة اللجنة، والفنانة جاهدة وهبة المشاركة في المهرجان، المخرج روي الخوري.
في بداية المؤتمر تحدثت وزيرة السياحة مبدية سعادتها لإطلاق المهرجانات، وقالت: «مشهد حياة تنبض من جديد، ويؤكد أن لبنان لا يزال بلد اللقاء، والفرح، والاشتياق إلى كل ما يجمع، بعد سنوات التباعد والتعب. واليوم، نلتقي لإطلاق مهرجانات، هي من الأعرق، برمزيتها وجمالها، مهرجانات بيت الدين الدولية. في بيت الدين، لا يقام المهرجان فقط، تستعاد الذاكرة، والأصوات، والليالي، ودفء تصفيق طويل لنجوم المسرح ونجوم السماء، أضاءت معاً سهراتنا».
ورأت أن «بيت الدين مرآة لذوقنا الفني، وللقدرة على الجمع بين الأصالة والحداثة. هي، بذلك، مرآة لما نريده للبنان».
وأشارت لورا لحود إلى أنه «في الدورة الحالية، نلتقي بفنانين جعلوا أعظم المسرحيات الغنائية العالمية روايات ناطقة بلغتنا وبهمومنا وبآمالنا». وقالت: «نلتقي بأصوات وأوتار، تختزن الذاكرة العالمية والعربية، وترتقي بالقصائد والمقامات».
وقال د.غسان سلامة: «شيد قصر بيت الدين، ليكون بيتاً للحكم، ومورس فيه الحكم، ومورست فيه أساليب عديدة من البطش والقسوة أيضاً. جاءت الأيام، ليتحول بيت الحكم إلى فضاء من التقاتل الداخلي بيننا. تقاتلنا حوله وفيه وعليه. لكن، في عز الحرب، جاءت أنامل دمشقية لتغير مآل هذا المكان، فبدلته من موقع للحكم ومن فضاء للتقاتل، إلى ساحة للفنون والثقافة».
وأضاف سلامة: «جرى ذلك في عز رحم الحرب نفسها؛ إذ جرى بدء مهرجانات بيت الدين، منذ 41 سنة، أي 5 سنوات قبل توصلنا إلى اتفاق الوفاق الداخلي في الطائف. كنا نتحارب، وهذا أمر في غاية الأهمية». واعتبر أن «مهرجانات بيت الدين، التي بدأت بإنشاء الوفاق الوطني، قبل أن نقوم بالتوافق عليه بعد ذلك بسنوات، أعطت نموذجاً عن تلك المسافة الضرورية بين السياسة والثقافة». وشدد على أنه «لا يجب علينا أن نقبل يوماً، بأن تطغي السياسة على الثقافة، ولا يجب علينا في الاتجاه الآخر، أن نجد تفسيرات ومبررات ثقافوية لكل أمر سياسي».
بدوره، اعتبر بول مرقص أن «مهرجانات بيت الدين الدولية ليست مجرد حدث فني أو سياحي عابر، إنها جزء من هوية لبنان الثقافية ومن مسيرته التي تحدت الصعاب وعادت لتزهر من جديد في بداية عهد جديد».
ورأى أن «الحديث عن بيت الدين يقودنا تلقائياً إلى التاريخ، تاريخنا الناصع والضارب في الجذور، ولعلها فرصة تتجدد سنوياً لنوائم بين هذا التاريخ الأصيل وحاضرنا الذي من خلاله نتطلع إلى بناء المستقبل على أسس صلبة تليق بوطن الأسطورة». وقال: «إن إطلاق مهرجانات بيت الدين يرسل إشارة واضحة أن الأزمات لا تطفئ روح لبنان، ولا تعطل إرادة الحياة فيه. ونحن على أبواب صيف واعد، نستعد لموسم سياحة ثقافية لطالما كانت ركيزة أساسية في جذب اللبنانيين والمنتشرين والزوار من مختلف أنحاء العالم، فكيف اليوم ونحن في انتظار المغتربين والسياح من كل العالم، ولا سيما الإخوة من دول الخليج؟».
وكشف مرقص عن أن «الكويتيين بعد الإماراتيين يتحضرون للعودة إلى لبنان وهم لطالما واظبوا على زيارة بلدهم الثاني».
وقالت نورا جنبلاط: «مع عودة مهرجانات بيت الدين لهذا العام، بعد انقطاع قسري العام الماضي، نقدم برنامجاً غنياً ومتنوعاً، يجمع بين الفنانين اللبنانيين الكبار والعالميين، وبأعمال أعدت خصيصاً».
وأضافت: «يبقى الهدف الأساسي هو التأكيد على أهمية الفن والثقافة والموسيقى، لا سيما في لحظات الحروب التي لا تنتهي، والمآسي التي لا تتوقف».
وأعلنت نورا جنبلاط برنامج المهرجانات، التي تفتتح في 3 تموز/يوليو المقبل بليلة أوبرالية، وفي 10 منه، يُقدم عرض عالمي أول لمهرجانات بنت الدين بعنوان «ديوانية حب» بمشاركة 3 من كبار نجوم الغناء العربي: جاهدة وهبة، ريهام عبد الحكيم، لبانة القنطار.
من جهتها، قالت جاهدة وهبة: «في زمن يضيق فيه الأفق، وتضج الأرواح بالقلق والحنين لمواسم العز، كان لا بد من مساحة تتسع للنغم والأنس والحب».
وأضافت: «من هنا، ولدت فكرة «ديوانية حب»، حملتها في قلبي لسنوات... ثلاثية الأنغام هذه رؤية فنية عدت وصغتها بعناية فائقة وخاصة لمهرجانات بيت الدين، لتتطور الرؤية مع كريم مسعود إلى ديوان ومجلس طربي، يعيد إلى صوتنا العربي وهجه، وإلى أغنيات الزمن الجميل دفئها، وإلى أصالتنا روحها، لكن بروح جديدة، وتصور مختلف».
وتابعت: «في حضن بيت الدين، سأدعو الصوتين الكبيرين ريهام عبد الحكيم ولبانة القنطار، لنلتقي في مجلس فني لن يشبه إلا نفسه. أما الموسيقيون فكوكبة من المبدعين على رأسهم أحمد طه عازف التشيلو المصري الشهير، أسامة عبد الرسول عازف القانون البلجيكي العراقي وعلي مذبوح ساحر الناي والمزمار اللبناني».