«ذا بالس».. قوة الفرد في الانتماء للمجموعة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

* العرض الأسترالي يمزج الفن مع الفلسفة

دبي: مها عادل

تستضيف دبي أوبرا العرض الأكروباتي العالمي «ذا بالس» الذي يختتم عروضه الأحد.

قدم الفريق الأسترالي المكون من 43 عضواً عرضاً غير تقليدي امتد 90 دقيقة متواصلة من البهجة والدراما المغناة، وامتزج فيه الأداء الحركي بالمعاني الفلسفية.

«ذا بالس» عرض يمكن تصنيفه ضمن فنون الأداء الحركي والأكروبات، لكنه ليس مجرد استعراض لمهارات جسدية، بل هو رسالة جمالية تحمل في طياتها فلسفة عميقة عن التعاون والعمل الجماعي.

يتميز العرض بحالة من الديناميكية والحيوية واللياقة والقوة البدنية، ومن اللحظة الأولى يصاب الحضور بحالة من الدهشة والفضول، إذ يقدم العارضون تصوراً مختلفاً للعروض الأدائية والفنون الاستعراضية.

وينقسم العارضون إلى فريق من الكورال وآخر من الراقصين ويتبادل الجميع الحركة والتنقل بين السكون والصخب والثبات والحركة. وما زاد من جرعة الدهشة بالعرض الدور الذي يمثله الكورال المتحرك على المسرح، حيث تميز الغناء بالطابع الأوبرالي تارة وبالأداء الغنائي الروحاني الذي يقترب من الترانيم تارة أخرى.

ورغم البهاء الجسدي والإتقان الحركي، فإن ما يميز «ذا بالس» الرسالة الفلسفية العميقة التي يقدمها العرض. ومن خلال الحركات المشتركة والتوازن الدقيق بين الأفراد، يشير العرض إلى مفهوم التكاتف الذي يعزز من قدرات الفرد، ففي لحظات كان الفريق يتحد ليشكل هرماً بشرياً يتحدى قوانين التوازن، ثم في لحظات أخرى ينفصل ليؤدي حركات فردية، كأنهم يقولون إن التماسك الجماعي لا يلغي خصوصية الفرد.

أحد أبرز المشاهد كان عندما شكل الفريق دوائر حركية متشابكة، تبدو كأنها تدور بانسجام رغم اختلاف زوايا الأداء. هذه الحركة بالذات جسدت فلسفة العمل الجماعي الذي يسمح للإنسان بالتحرك بحرية دون أن يتخلى عن مكانه في المجموعة.

لم تكن الموسيقى مجرد خلفية صوتية، بل جزءاً من العرض، إذ تعالت الإيقاعات مع كل حركة جسدية، وكأنها نبضات قلب الفريق. الموسيقى المستخدمة تراوحت بين إيقاعات تقليدية وأخرى حديثة، ما أعطى العرض تنوعاً صوتياً يلائم الزخم الحركي.

أما الإضاءة فكانت العنصر الساحر الذي رسم أبعاد العرض. أحياناً، كانت الأضواء تسلط على فرد واحد ليعبر عن التميز الفردي، ثم ما تلبث أن تتسع الدائرة لتشمل الجميع، في إشارة إلى روح الجماعة.

وفي النهاية، نجح عرض «ذا بالس» في أن يقدم تجربة بصرية وحركية متكاملة تحمل في طياتها دعوة صريحة للتكاتف. في عالم يميل فيه الأفراد إلى العزلة والانعزال، تأتي مثل هذه العروض لتذكرنا بأن قوة الإنسان تكمن في انتمائه للمجموعة.

تكامل العناصر

الفنان الاستعراضي الأمريكي تشيس ليفي (24 عاماً) أعرب لـ «الخليج» عن سعادته بتقديم هذا العرض لأول مرة في دبي. وقال: بدأت مشواري الفني كلاعب سيرك وأكروبات وطورت أدائي ليتناسب مع هذا العرض متكامل العناصر. وأشعر أنني محظوظ بمشاركتي في هذه النسخة التي نقدمها على مسرح دبي أوبرا، هذا الصرح الذي يتسم بالفخامة وأن ألتقي بجمهوره المشهود له بالرقي وتذوق الفنون، كما أبهرتني دبي التي أزورها للمرة الأولى، لما شهدته بها من تقدم ونمو متسارع في جميع المجالات.

وعن فكرة العرض يقول: استلهمناها من فترة جائحة «كوفيد 19»، إذ عانينا جميعاً من الوحدة والتباعد الاجتماعي وواجه العالم حينها الكثير من الضغوط التي لايزال بعضها يؤثر في حياتنا سلبياً، لكننا لم نجد الملاذ من هذه الضغوط إلا في تكاتفنا، ومن هنا جاءت فكرة إبراز أهمية التعاضد بين البشر لمواجهة الأزمات.

يتكون فريق العمل من 25 فناناً من الكورال و18 عارضاً يقدمون الأداء الحركي ما بين راقصين ولاعبي أكروبات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق