أكد عدد من الكتّاب والباحثين أن تنمية الذكاء العاطفي لدى الأطفال منذ سن مبكرة تلعب دوراً محورياً في بناء شخصياتهم، وتعزيز قدرتهم على فهم الذات والتعاطف مع الآخرين والتعامل مع التحديات الحياتية بوعي ومرونة.وأشاروا خلال جلسة بمهرجان الشارقة القرائي إلى أنّ الحوار والتفاعل مع الأطفال يمثلان أداتين فعالتين لتعزيز هذا النوع من الذكاء، وتمكين الأطفال من التعبير عن مشاعرهم بطريقة صحية.حملت الجلسة عنوان «تنمية الذكاء العاطفي منذ سنٍّ مبكرة»، وشارك فيها الكاتب الهندي وصانع المحتوى الإبداعي للأطفال فارون دوجيرالا، والكاتبة الكويتية المتخصصة في التفكير الفلسفي سارة الظفيري، والباحثة والكاتبة الإماراتية في مجال الذكاء العاطفي مايا الهواري، وأدارتها الإعلامية ليلى محمد.شدد دوجيرالا على أهمية تحديد هوية الطفل وشخصيته منذ الصغر لفهم العواطف وتنظيمها، مؤكداً أن تعلم إدارة المشاعر يجب أن يبدأ من سنوات الطفولة الأولى، إذ يتعلم الطفل كيفية التعرف إلى مشاعره، والتعامل معها بعيداً عن الضغوط.وأوضح أن الأطفال في المراحل العمرية المختلفة يطورون فهمهم للعواطف بشكل تدريجي، مشيراً إلى أن التفاعل مع البشر وليس الشاشات، هو الوسيلة الأمثل لبناء المهارات الاجتماعية والعاطفية.وركزت مايا الهواري على ضرورة الاهتمام بالجانب العاطفي والاجتماعي لدى الأطفال، موضحة أن الذكاء العاطفي يبدأ من حب الذات والاهتمام بها، قبل القدرة على التواصل العاطفي مع الآخرين.ونبّهت إلى أن السنوات الثماني الأولى من عمر الطفل تُعدّ المرحلة الأهم في تشكيل ذكائه العاطفي؛ إذ تتكوّن فيها الأسس التي تؤثر في وعيه الذاتي والاجتماعي حتى مرحلة البلوغ. وأضافت أن الذكاء العاطفي يشكّل مظلة تشمل مثيله الذاتي والاجتماعي، ولا يمكن للإنسان أن يمنح ما لا يملكه.أداة جوهريةأوضحت سارة الظفيري أن الذكاء العاطفي يمثل أداة جوهرية لفهم الذات والتواصل مع الآخرين، وأنه مهارة يمكن أن يكتسبها الطفل بالتربية أو من خلال التجربة. واستعرضت تجربتها في تأليف كتابها «ما هو شكل قلبي؟» الموجّه للأطفال في عمر الأربع سنوات، والذي يساعدهم في التعرف إلى مشاعرهم عبر تصوير القلب بأشكال مختلفة تمثل الحالة الشعورية. وأكدت أهمية الحوار والورش التفاعلية في دعم الأطفال للتعبير عن أنفسهم والتقليل من التفاعل المفرط مع الأجهزة الذكية.وشدد المشاركون في ختام الجلسة على أهمية مشاركة الأهل والتعاون بين المدارس وكتّاب أدب الطفل في رحلة تعزيز الذكاء العاطفي لدى الأطفال، وذلك من خلال الوعي والقدوة والاحتواء والحوار المفتوح، بما يُسهم في تنشئة أجيال أكثر توازناً وثقة ووعياً بذواتها وبالآخرين.