في منطقة غابات نائية وكثيفة على إحدى سلاسل الجبال في أواهو، إحدى جزر هاواي، اكتشف علماء نوعاً من اليرقات التي تتغذى بطريقة مخيفة، لدرجة أنهم أطلقوا عليه لقب «جامع العظام».
قال الباحثون إن اليرقة تجوب شبكات العنكبوت بحثاً عن ضحاياها العالقة والعاجزة؛ من النمل والخنافس والسوس والذباب، متخفية بأسلوب ماكر؛ خشية التهامها من العنكبوت.
وأوضحوا أن اليرقة تخفي جسدها داخل غلاف تصنعه من حريرها الخاص وتزينه بأجزاء غير صالحة للأكل تجمعها من حشرات ميتة.
ومن خلال العملية، تتحول هذه اليرقة في النهاية إلى شكلها البالغ، عثة بلون بني وأبيض. واليرقات هي المرحلة الصغيرة للعثة، ويكون جسمها مشابهاً للدود.
وقال دانيال روبينوف، أستاذ علم الحشرات بجامعة هاواي في مانوا وقائد فريق هذه الدراسة التي نُشرت الأسبوع الماضي بمجلة «ساينس»، إن هذه هي اليرقة الوحيدة المعروفة في العالم التي تعيش مع العناكب وتستفيد منها.
وربما يبدو سلوكها المخيف مناسباً تماماً لإحدى الروايات عن عالم الجريمة؛ لكنه يوفر مثالاً على المسارات الإبداعية التي تسلكها الكائنات الحية على كوكبنا من أجل البقاء والاستمرار.
وقال روبينوف: «إنها تحتاج إلى الاختباء بين أجزاء الحشرات للبقاء على قيد الحياة في وكر العنكبوت».
وأضاف: «أعتقد أنها بطلة بحق، إنها تعيش في عرين الأسد، مختبئة من عنكبوت، وتستخدم شبكته لتوفير الطعام وربما المأوى. تهاجم هذه اليرقة فريسة لا تستطيع الفرار لكنها بطيئة جدا ومتعثرة؛ إذ تحمل خلفها كيساً كبيراً من الحرير».
وتتغذى اليرقات على الحشرات الضعيفة أو الميتة التي تصادفها داخل الشبكات التي تنسجها العناكب في تجاويف الأشجار وشقوق الصخور.
قال روبينوف: «لذا، من المحتمل أنها تتناول بقايا الطعام بعد أن يتغذى العنكبوت».
و«جامع العظام» لقب قاتل متسلسل في رواية تحمل الاسم ذاته للمؤلف جيفري ديفر عام 1997، وهو أيضاً اسم فيلم من إنتاج 1999.
وأضاف روبينوف: «أعتقد أن هذا المصطلح شائع، ويتناسب تماماً مع طبيعة هذا النوع من اليرقات. إنه أمر مضحك بعض الشيء؛ إذ إن المفصليات لا عظام لها في الواقع».
وقال الباحثون إن «جامع العظام» يسكن رقعة من الغابات الجبلية لا تتجاوز مساحتها 15 كيلومتراً مربعاً في سلسلة جبال واياناي. وعلى مدى عقدين من العمل الميداني، رصد باحثون وجود هذه اليرقة 62 مرة فقط.
«جامع العظام».. يرقة تستخدم شبكة العنكبوت لتوفير غذائها

«جامع العظام».. يرقة تستخدم شبكة العنكبوت لتوفير غذائها
0 تعليق