تشارك سلطنة عُمان لأول مرة في المعرض الدولي التاسع عشر من بينالي البندقية للعمارة، من خلال جناح وطني يحمل عنوان «أثر».
يُسلّط الجناح الضوء على مفهوم السبلة العُمانية، وهي مساحة تَقليدية للنقاش والتواصل والحوار، وأساس لاتخاذ القرارات المشتركة في المجتمع، ونموذج مُلهم لعمارة الحاضر والمستقبل.
يقام الجناح بإشراف المهندسة المعمارية العُمانية ماجدة الهنائي التي صاغت تجربة تصميمية تمزج بين الحرفية العُمانية والسرد المكاني والابتكار المادي، بما يتماشى مع شعار بينالي البندقية لعام 2025: «ذكاء: طبيعي. اصطناعي. جمعي». ويستمد الجناح إلهامه من السبلة العُمانية بوصفها ركيزة أساسية في الحياة الاجتماعية في السلطنة، حيث كانت وما زالت مركزاً للقاءات، وتبادل الأحاديث، ومناقشة شؤون الحياة اليومية، وتعد رمزاً لتبادل الأفكار والضيافة والتماسك الاجتماعي. ومن خلال إعادة تخيّل السبلة ضمن رؤية معمارية معاصرة، يُبرز الجناح دور السبلة نموذجاً قابل للتكيّف، يربط بين الماضي والحاضر، ويعكس القيم العُمانية الأصيلة في الضيافة والحوار وروح الجماعة.
وصُمّم جناح «أثر» بهيكل مرن وقابل لإعادة التركيب بمساحة 10×10 أمتار مربعة، دون حدود واضحة بين الداخل والخارج، ما يتيح للزوّار التفاعل بحرية مع المساحة، وإعادة تشكيله بما يُناسب تجاربهم الشخصية.
ويتضمن الجناح مقاعد قابلة للنقل مصنوعة من خامات طبيعية منسوجة من سعف النخيل، بألوان مستوحاة من طين الفخار والرمال العُمانية، ما يخلق بيئة دافئة ومرنة تُخصَّص لاستضافة الحوارات العامة واللقاءات الثقافية طوال فترة المعرض.
وقالت ماجدة الهنائي: بصفتي مهندسة معمارية وقيّمة فنية، أؤمن بأن الحلول المعمارية ذات الأثر الحقيقي تنبع من فهم الروابط العميقة بين المكان، والناس، والذاكرة الجمعية. يسلّط جناح «أثر» الضوء على أهمية التماسك الاجتماعي، والحوار، والمساحات المجتمعية في تشكيل البيئة العمرانية. فالعمارة ليست مجرد بناء، بل هي أداة لصياغة تجارب مشتركة ومساحات للتواصل. سعيتُ إلى تصميم مساحة مرنة تتطوّر بمرور الزمن، تماماً كما تتطوّر اللقاءات والمحادثات التي تنشأ بشكل طبيعي في السبلة العُمانية».
ورغم أن جناح «أثر» ينطلق من جذور التراث العُماني العريق، فإنه يقدّم نموذجاً عالمياً لتصميم مساحات شاملة وقابلة للتكيّف، تعزّز من التفاعل المجتمعي وتسهم في بناء مسؤولية جماعية، ويجسّد كيف يمكن للمساحات المعمارية متعددة الوظائف التعامل مع التحدّيات المحلية والعالمية في آنٍ معاً.
وتعد هذه المشاركة الأولى من نوعها لسلطنة عُمان في بينالي البندقية للعمارة، فرصة فريدة لعرض التراث الثقافي والمعماري العُماني أمام الجمهور العالمي، وتتماشى هذه المشاركة مع رؤية عُمان 2040، التي تسعى إلى خلق بيئة ثقافية حيوية تدعم السياحة، وتعزّز من حضور الثقافة العُمانية عالمياً.
وتؤكّد وزارة الثقافة والرياضة والشباب في السلطنة التزامها بالحفاظ على هذا الإرث المعماري العُماني، عبر إيجاد توازن مستدام بين البناء التقليدي والمعاصر، بما يخدم أهداف التنمية الثقافية والبيئية على حدٍ سواء.
ويفتح جناح سلطنة عُمان في بينالي البندقية للعمارة أبوابه للجمهور من السبت 10 مايو/ أيار وحتى الأحد 23 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبلين.
سلطنة عُمان تشارك لأول مرة في معرض بينالي البندقية للعمارة بـ «أثر»

سلطنة عُمان تشارك لأول مرة في معرض بينالي البندقية للعمارة بـ «أثر»
0 تعليق