نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دعوة زاهى حواس.. مرفوضة!!, اليوم الأحد 15 ديسمبر 2024 06:14 صباحاً
أثارت تصريحات الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق الجدل مؤخرا بعد دعوته للحفاظ على المساجد الأثرية وعدم الصلاة فيها خوفا من سرقة مقتنياتها وبيعها في الخارج.. حيث كان قد أكد أنه تم ترميم مساجد أثرية ويمكن للمواطنين أن يؤدوا الصلاة فيها.. ولكنه لا يفضل ذلك لعدة أسباب قائلا: "مينفعش حد يروح يسرق وفي ناس لما تفتح المسجد الأثري بيسرقوا حاجات بتتباع بره في الخارج والهدف كنت عايز أحافظ على المساجد الأثرية من السرقة.. المساجد كثيرة في مصر وقلت نصلي في مساجد مش أثرية ونحافظ على المسجد الأثري عشان يعطينا تاريخ الإسلام العظيم وفن العمارة الإسلامية والحفاظ عليها".
الجمهورية أون لاين ناقشت هذه التصريحات مع بعض علماء الدين والآثار وكانت هذه آراءهم:
يقول د.أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إن الله عز وجل قال في كتابه الكريم "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله".. وقد قال ابن كثير رحمه الله أي أمر الله بتعمير المساجد وتطهيرها ومنع اللغو فيها.. وقد وردت أحاديث كثيرة في بناء المساجد واحترامها وتوقيرها وتطييبها وتبخيرها وتطهيرها منها عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من بنى لله مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة".. وعن عائشة رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالمساجد أن تبنى في الدور وأن تنظف وتطيب.. وعن وائلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وشراءكم وبيعكم وخصوماتكم، ورفع أصواتكم وإقامة حدودكم وسل سيوفكم، واتخذوا على أبوابها المطاهر وجمروها في الجمع".. وقد بنيت المساجد لذكر الله تعالى وللصلاة فيها.. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إن المساجد لذكر الله وللصلاة وقراءة القرآن وقال أهل العلم هي بيوت في أرضه ومواطن ذكره وشكره وتوحيده وتنزيهه.
ولذا يستحب لزومها والجلوس فيها وانتظار الصلاة في وقتها فقد قال أبو الدرداء رضي الله عنه لابنه: يا بني ليكن المسجد بيتك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المساجد بيوت المتقين وقد ضمن الله عز وجل لمن كانت المساجد بيوته الروح والرحمة والجواز على الصراط إلى الجنة.
وتأسيسا على ذلك كما يقول د.كريمة فإن الدعوة إلى منع الصلاة في المساجد الأثرية خوفا من سرقة الٱثار الموجودة فيها مخالفة للشريعة الإسلامية جملة وتفصيلا وحري من يدعو إلى ذلك أن يعين خفراء لحراسة ما تشتمل عليه هذه المساجد من تحف أو من أشياء ذات قيمة أثرية أما أنها تهجر بعدم الصلاة فيها فهناك الٱلاف من المساجد الأثرية بنيت في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وعصر الصحابة رضي الله عنهم كمسجد عمرو بن العاص في الفسطاط بمصر القديمة وهناك مساجد أخرى بنيت في العهود المتوالية وعلى رأسها الأزهر الشريف ومساجد منطقة القلعة وغيرها فهل من المعقول أو المقبول أن هذه المساجد وهي علامة على إسلام البلاد والعباد أن تهجر للمحافظة على قنديل أو منبر أثري أو على أي شيء يخاف أن يسرق فأين شرطة السياحة ؟.
دعوة للخراب
يقول د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن الدعوة لعدم الصلاة في المساجد الأثرية التي بها ٱثار إنما هي دعوة لخراب هذه المساجد.. فبيوت الله خصصت للصلاة والجلوس فيها قال تعالى "إنما يعمر مساجد الله من ٱمن بالله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا".. ولذلك نجد العجب العجاب عندما جاءت كورونا تعالت الأصوات بمنع الصلاة في المساجد مع أنها لم تمنع في بعض المسارح والسينمات والمصالح.
أكد د. طه أن أكبر مسجدين بهما ٱثار هما المسجد الحرام والمسجد النبوي.. فالمسجد الحرام فيه ٱية من ٱيات الله وهي مقام إبراهيم.. وكذلك مسجد الحبيب صلى الله عليه وسلم فهل يمنع الناس من الصلاة فيهما بحجة المحافظة على الٱثار الموجودة بهما ؟.
قال د. طه إن من يريد أن يحافظ على الٱثار في المساجد الأثرية فيكون ذلك بالتوعية والحراسة الدائمة على تلك المساجد وهذا لا يكلفنا شيئا.. أما إذا طالبنا بإغلاقها أو عدم الصلاة فيها بحجة عدم سرقة ما بها من آثار تاريخية فمعنى ذلك أن العالم كله سيقتدي بنا ونكون سببا في خراب تلك المساجد التي ستتعرض للهجر.
طالب د.طه الإعلام ووزارة الٱثار بتثقيف الناس وتوعيتهم وتعليمهم وإرشادهم بحرمة المساجد وما فيها.. كما طالب بتخصيص برامج توعية بالحفاظ على الٱثار عامة والمساجد خاصة ونعلمهم مدى أهمية الٱثار الموجودة بها..
بالإضافة إلى تخصيص كتيبات تبين أهمية هذه الٱثار بالنسبة للدولة باعتبارها من أدوات جذب السياح وتخصيص مقررات دراسية للطلاب تقوم بإلقاء نبذة عن هذه الٱثار وأهميتها وكيفية الحفاظ عليها باعتبارها ثروة قومية.
حذر من هجر المساجد الأثرية لأنها سوف تكون عرضة للسرقة والنهب أكثر من تواجد المصلين فيها بصفة مستمرة.
آثار إسلامية
أكد ناصر حافظ الخبير في الشئون الأثرية والتاريخية أننا لا ننكر أن د. زاهي حواس عالم مصريات كبير ولكن ما يخص الآثار الإسلامية المسئول عنها هو رئيس القطاع الإسلامي والقبطي في الوزارة حاليا.. وعندما يتحدث عن سرقة المساجد الأثرية فمن باب اولى أن يتناول سرقة ونهب المقابر الفرعونية القديمة وتهريبها للمتاحف الأوروبية.. كما أن عهدة ومسؤولية كل شيء في المسجد تخص عامل الأوقاف والذي من المفترض أن تكون له إقامة دائمة في المسجد حيث يجب مطالبة مديريات الأوقاف بضرورة زيادة العمال للحفاظ على المسجد.
أضاف حافظ أن باقي الآثار الإسلامية والمتمثلة في الأسبلة والكتاتيب والمقاعد وغيرها فليس هناك مانع من إعادة تدويرها بما يعود بالمنفعة على أهل الحي والمحافظة عليها.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
أخبار متعلقة :