اليوم الجديد

أُحد يحبنا ونحبه.. هنا استشهد حمزة عم النبي في المعركة الشهيرة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أُحد يحبنا ونحبه.. هنا استشهد حمزة عم النبي في المعركة الشهيرة, اليوم السبت 24 مايو 2025 10:33 صباحاً

على أطراف المدينة المنورة، يقف جبل أُحد شامخًا كأنه حجرٌ في ذاكرة الزمان، لا يشيخ ولا ينسى؟ ليس مجرد مرتفعٍ صخريّ، بل شاهدٌ حيّ على لحظة فارقة من تاريخ الإسلام، وعلى معركة خُطّت بدماء الصحابة، وانكسارٍ لم يمنع النهوض، بل عمّق الإيمان ورسّخ العزم.

 

حين تقترب من الجبل، تدرك أنه ليس كباقي الجبال، ليس في شكله فقط، ولا في موقعه الجغرافي، بل في هيبته الهادئة، وكأن الصخور التي تراكمت على سفوحه تحمل صوتًا صامتًا، لا يُسمع إلا لمن أنصت بحواسه كلها، لا بأذنه فقط، جبل أُحد ليس صخرةً صمّاء؛ هو ذاكرة محفورة في وجدان الأمة.

 

تتجول العيون بين سفوحه، فتقع على مقبرة شهداء أُحد، وتقرأ الأسماء التي نقشتها الدماء لا النقّاش.

 

هناك يرقد حمزة بن عبدالمطلب، سيد الشهداء، عمّ النبي، الرجل الذي كان قلبه يقاتل كما يده. ترفرف روحه فوق المكان، كما يرفرف العلم فوق تراب الوطن. في تلك البقعة، تشعر أنك لست أمام قبر، بل أمام قصة حيّة تنبض بالعظمة والحزن.

 

المكان لا يُروى فقط، بل يُعاش، الزائر لا يغادر كما جاء؛ يخرج منه بشيء تغيّر داخله، بشيء صلب كحجر الجبل، ورقيق كدمعة سالت على خده. أُحد يعلّم بالصمت، ويُبكّي بدون نواح، ويفرض هيبته من دون أن ينطق.

 

في كل خطوة بين الصخور، تتسلل إلى ذهنك أسئلة لا إجابات سهلة لها: ماذا لو انتصر المسلمون يومها؟ وماذا لو لم يخالف الرماة أمر النبي؟ لكن أُحد لا يمنحك إجابات، بل يعطيك ما هو أعمق: الدرس.

 

وربما لهذا قال فيه رسول الله: "أُحد جبل يحبنا ونحبه"؟ لا لأن الجبل يسمع ويتكلم، بل لأن المعاني تسكنه، ولأن الوجدان البشري بحاجة إلى رموز تذكّره بأن النصر لا يأتي دائمًا كاملاً، وأن الهزيمة قد تكون بداية لفهمٍ أعمق، لا نهاية لطريق.

 

 

 

 

 

أخبار متعلقة :