في إطار استعداداتها لاستقبال ضيوف الرحمن، بدأت بعثة الحج المصرية تنظيم الجسر الجوي بين مصر والأراضي المقدسة لنقل الحجاج، حيث تغادر اليوم السبت ثاني أفواج حج القرعة من مطار القاهرة الدولي متجهًا إلى المدينة المنورة.
تأتي هذه الخطوة في ظل حرص الدولة على تقديم أفضل سبل الراحة والتسهيلات لحجاج بيت الله الحرام، لتلبية كافة احتياجاتهم وضمان رحلة دينية آمنة وميسرة.
منذ لحظة وصول أول فوج من الحجاج إلى المدينة المنورة، التي تعد نقطة انطلاق نحو أداء المناسك، عملت بعثة الحج المصرية على توفير كافة خدمات الرعاية لهم. تم تسكين الحجاج في فنادق مميزة، تقع بالقرب من الحرم النبوي، ما يسهل عليهم أداء مناسكهم بارتياح تام.
وقد أعرب ضيوف الرحمن عن تقديرهم الكبير لجودة التسكين والخدمات المقدمة لهم، حيث تم توفير أطقم متخصصة لنقل الحقائب إلى أماكن الإقامة بكل يسر وسهولة.
إلى جانب ذلك، تم مرافقة الضباط للحجاج طوال الرحلة، ما أسهم في تسهيل كافة إجراءات وصولهم وتسكينهم.
كما حرص علماء الدين على شرح مناسك الحج، مما ساعد الحجاج على فهم كل مرحلة من مراحل هذه الفريضة الكبرى.
ولم تقتصر الجهود على التنظيم والإرشاد الديني فقط، بل شملت أيضًا الرعاية الطبية التي وضعت في مقدمة أولويات البعثة فقد تم تجهيز أطقم طبية متكاملة لمتابعة الحالة الصحية للحجاج طوال فترة إقامتهم في الأراضي المقدسة، مع توفير عيادات طبية موزعة على أماكن إقامة الحجاج في المدينة المنورة ومكة المكرمة.
في خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي الديني والصحي لدى الحجاج، قامت وزارة الداخلية بتوزيع كتابين هامين على جميع حجاج بعثة القرعة، الأول هو كتاب "دليلك إلى الحج" الذي أعدته الوزارة بالتعاون مع وزارة الأوقاف، ويشرح فيه كيفية أداء مناسك الحج المختلفة.
الكتاب من تقديم الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الذي يتناول فيه الأحكام الفقهية الخاصة بالحج، بما يضمن أن يؤدي الحجاج مناسكهم على أكمل وجه.
أما الكتاب الثاني فهو "إرشادات صحية للحجاج"، الذي أعدته وزارة الصحة بالتعاون مع الداخلية، هذا الكتاب يحتوي على مجموعة من التعليمات الطبية التي تهدف إلى الحفاظ على صحة الحجيج، وخاصة في أيام وقفة عرفات وأيام التشريق في منى، حيث تزداد الحاجة للمراقبة الصحية بسبب التحديات البيئية والاحتكاك الكبير.
كما يتناول الكتاب طرق الوقاية من الأمراض المعدية، وسبل التعامل مع الحالات المرضية الطارئة، لحين التوجه إلى العيادات الطبية التابعة للبعثة.
وقد تم توفير تعليمات خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة، إضافة إلى طرق التعامل مع التسمم الغذائي، النزلات المعوية، والإجهاد الحراري، وهو أمر بالغ الأهمية خاصة في أوقات الحج التي تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة.
وفي إطار متابعة سير العملية بشكل فعال، حرصت وزارة الداخلية على إقامة غرفتي عمليات في كل من المدينة المنورة ومكة المكرمة.
هاتان الغرفتان تعملان على مدار الساعة، لمتابعة شؤون الحجاج وحل أي مشكلات قد تواجههم أثناء فترة وجودهم في الأراضي المقدسة.
تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لضمان سير الأمور بيسر ودون أي تعقيدات قد تؤثر على راحة الحجاج.
ومن جانب آخر، شدد اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، على ضرورة تقديم كافة التسهيلات الممكنة لضيوف الرحمن، وقد تم اتخاذ العديد من الإجراءات لتحقيق ذلك، بدءًا من توفير فنادق قريبة من الحرمين الشريفين، إلى إنشاء مخيمات مكيفة ومجهزة في المشاعر المقدسة. علاوة على ذلك، تم تجهيز منظومة نقل حديثة لضمان تنقل الحجاج بين المشاعر بكل سهولة ويسر.
واستكمالًا لهذا الاهتمام الكبير، تم توفير منظومة غذائية وصحية متكاملة، تضم وجبات صحية وملائمة للحجاج في مختلف مراحل الحج، بالإضافة إلى فرق طبية تُقدم العلاج والرعاية اللازمة في أي وقت.
تستمر بعثة الحج المصرية في تقديم خدماتها المتكاملة، وهي عازمة على أن تكون رحلة الحجاج من مصر إلى الأراضي المقدسة مثالاً للتنظيم والإحساس بالمسؤولية، فكل خطوة، وكل خدمة مقدمة، هي جزء من رسالة كبيرة تؤكد على الدور البارز للدولة في خدمة أبنائها، وتوفير كل السبل ليتمكنوا من أداء مناسكهم في جو من الطمأنينة والراحة.
0 تعليق