نشر في باب نات يوم 27 - 04 - 2025

افتتحت مساء أمس السبت بدار الثقافة بدوار هيشر الدورة 23 لمهرجان محمد عبد العزيز العقربي للمسرح الذي يعود بعد ست سنوات من احتجابه في أوج إشعاعه الثقافي والمسرحي، وذلك بدورة جديدة تبحث عن التجدد والتميز، ويجد فيها المسرحيون والممثلون ملتقاهم السنوي بالجهة، وتقليدهم الفني الذي ينتظرونه كمساحة للإبداع تنسج فيها خيوط التواصل عبر العروض، والنقاشات والحوارات .
و انتظمت تظاهرة احتفالية جابت شوارع دوار هيشر، الى جانب كرنفال شمل دمي عملاقة من إنتاج المركز الوطني لفن العرائس وفرقة نحاسية وفرقة فنون شعبية وفوج كشافة حي خالد ابن الوليد، والهيئة المحلية للهلال الأحمر بدوار هيشر. وأعلنت هذه الأنشطة بدء انطلاق المهرجان الذي تنظمه جمعية صدق الاخاء، بالتعاون مع دار الثقافة ومركز الفنون الدرامية والركحية بمنوبة تحت اشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وبدعم من المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية وبلدية دوار هيشر.
وافتتحت الأنشطة رسميا بمعرض خاص بمحمد عبد العزيز العقربي أعاد الحضور بالذاكرة الى تجربة ثرية وزاخرة بالإبداع، عبر صور استعرضت ابداعاته وبصماته في الحراك المسرحي التونسي ووثائق تاريخية ابرزت إسهاماته الفاعلة في اضاءة الرصيد المسرحي، فضلا عن معرض بعنوان " ذاكرة المسرح الوطني " من إنتاج المسرح الوطني عكس محتواه ذاكرة حيّة للفن والعروض المسرحية وأجيال متعاقبة من الممثلين والمخرجين والكتّاب الذين تركوا بصمة لا تُنسى في تاريخ المسرح الوطني.
وفاجأ الممثل والمخرج نزار الكشو جمهور المهرجان ورواد معرض الحرفيين الذي انتظم على هامش المهرجان بمشاركة 25 حرفية وحرفيا، بعرض مسرحي في الهواء الطلق في صميم اختصاصه المميز الذي يخرج بالمسرح من القاعات المغلقة إلى الفضاءات المفتوحة ويتوجه مباشرة إلى الناس في الشارع.
وجرى بالمناسبة تكريم عدد من المسرحييين اعترافا بمسيرتهم المسرحية الحافلة، ورصيدهم الثري بالمسرحيات والاعمال الناجحة، وهم نصاف بن حفصيه، وجميلة الشيحي، والبحري الرحالي، وثلة من التقنيين والموضبين في المسرح التونسي، مع عرض شريط قصير لمسة وفاء لروح عدد ممن فقدتهم الساحة المسرحية في تونس سنة 2024، وشريط قصير " ذاكرة المهرجان 22 دورة من التميز" التي تسترجع مسيرة المهرجان طوال الدورات السابقة.
كما شملت بقية فقرات اليوم الأول من المهرجان المتواصل الى تاريخ 03 ماي القادم، عرضا موسيقيا للفنانة فنون الذهيبي، وانطلاق العروض المسرحية بعرض الافتتاح " البخارة " انتاج المسرح الاوبرا تونس إخراج الصادق الطرابلسي.
واعتبر مدير المهرجان محمد رشاد بلحم في تصريح لوات ان إعادة احياء المهرجان، حملت شعار "العودة بقوة والإبداع بتجدد"، برؤية بحثية متجددة اشعت على بقية المؤسسات الثقافية بطبربة والمرناقية وبعض المؤسسات الأخرى على غرار مركب الطفولة بدوار هيشر والمركب الشبابي بمنوبة والمركز الثقافي والجامعي بمنوبة، ومركز الدفاع والادماج الاجتماعي بالمنطقة، وذلك عبر برنامج تمهيدي أيام 18 و19و20 افريل، للتربصات والورشات التكوينية بإشراف ثلة من المسرحيين والمختصين.
ولئن غابت المسابقة التي يرتكز عليها المهرجان خلال هذه الدورة لضيق الوقت وفق المدير ، فقد فسح المجال لعدد من العروض المسرحية على غرار "الفولارة " للمخرج الطاهر الرضواني، و" قودزيلا" للمسرح الوطني التونسي للفنان أوس بن براهيم و" البوابة 52 " انتاج مسرح الناس للمخرجة دليلة مفتاحي، وعروض متنوعة للاطفال هذا فضلا عن برنامج ثري بالتربصات منها تربص مسرحة القصّة، واعداد الممثل ومسرح الشارع.
واضافة الى تكريمات الافتتاح ثم الاختتام التي تشمل كلا من الفنان محمد منير العرقي والبشير الغرياني وعبد الرحمان محمود، والمشرفين على التربصات والورشات، اختارت هيئة المهرجان بادرة "مسيرتي" التي تفتح المجال أمام الفنانين المسرحيين للغوص في تجاربهم الذاتية، واستحضار محطاتهم الفنية، بما تحمله من نجاحات وتحديات وتحوّلات كفعل ثقافي يُسهم في حفظ الذاكرة المسرحية، ونقل الخبرة للأجيال الصاعدة من خلال لقاءات تفاعلية مباشرة مع المسرحيين حمادي المزي و حبيبة الجندوبي ومحمد توفيق الخلفاوي وعزيزة بولبيار ودليلة المفتاحي.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.