تمثل هذه المبادرة نقلة نوعية طال انتظارها، إذ تفتح نافذة جديدة لتعزيز التعاون مع القطاع الخاص بما يحقق أهدافًا تنموية مزدوجة، أهمها تحسين جودة التعليم الزراعي، ومواءمته مع متطلبات سوق العمل، إلي جانب توفير فرص تدريب عملي حقيقية للطلاب داخل مؤسسات إنتاجية قائمة. وتفعيل دور هذه المدارس كمحركات للتنمية الريفية الشاملة. خصوصًا أنها تنتشر في عمق الريف المصري وتمتلك مساحات زراعية وإمكانات غير مستغلة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه مصر حراكًا واسعًا نحو تطوير التعليم الفني بكافة قطاعاته، إدراكًا لأهميته في سد الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

في هذا الملف الخاص، نفتح الباب أمام قيادات التعليم الزراعي الحاليين والسابقين، وممثلي المجتمع المحلي، لرصد آرائهم وتصوراتهم حول آليات تنفيذ هذه الشراكة المرتقبة، والتحديات التي قد تواجهها، والمردود المتوقع منها علي مستقبل التعليم الزراعي، وواقع التنمية في الريف المصري.

" عروس الصعيد" تطلق شراكة استراتيجية بين التعليم الفني والقطاع الخاص
لتطوير المدارس الزراعية وتأهيل الطلاب لسوق العمل

المنيا - نبيل يوسف:
في إطار التوجيهات الصادرة عن رئيس مجلس الوزراء بإشراك القطاع الخاص في إدارة وتشغيل المدارس الفنية الزراعية، أعلنت محافظة المنيا عن تدشين شراكة استراتيجية بين مؤسسات التعليم الفني والقطاع الخاص، تستهدف تطوير منظومة التعليم الزراعي ورفع كفاءة الخريجين بما يتماشي مع متطلبات سوق العمل.

وأكد صابر عبد الحميد زيان، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنيا، أن المبادرة تتضمن إشراك شركات زراعية كبري في إدارة بعض المدارس الزراعية من خلال تشكيل مجالس أمناء مشتركة، إلي جانب تحديث المناهج بالتعاون مع خبراء القطاع، وتوفير فرص تدريب عملي داخل المؤسسات الزراعية، فضلاً عن تقديم دعم فني ولوجستي للمدارس المستهدفة.

ومن جانبه. شدد خيري فؤاد، نقيب المعلمين بمركز سمالوط، علي أهمية المبادرة في دعم المشروعات الطلابية، وخلق فرص توظيف حقيقية ومباشرة للخريجين داخل الشركات المشاركة، وهو ما من شأنه تقليل معدلات البطالة ورفع مستوي التعليم الفني بالمحافظة.

وقال المهندس محمد الجبالي، مدير إحدي الشركات الزراعية المشاركة في المبادرة، إن القطاع الخاص حريص علي دعم هذا التوجه لما له من تأثير مباشر علي تحسين جودة الكوادر الفنية الزراعية، مضيفاً: "نحن بحاجة إلي فنيين مدربين يمتلكون مهارات حقيقية، وسنعمل علي تأهيلهم ليكونوا قوة إنتاجية فاعلة".

وأعربت الطالبة آية رجب، بالصف الثالث بمدرسة سمالوط الزراعية، عن حماسها للمبادرة بقولها: "دلوقتي حاسين إن اللي بنتعلمه له قيمة، وبقينا شايفين نفسنا في شغل حقيقي بعد التخرج".

من جهته، أكد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، أن هذه الشراكة تمثل نموذجاً للتكامل بين الدولة والقطاع الخاص، مشيراً إلي أن تطوير التعليم الفني يأتي ضمن أولويات خطة التنمية المستدامة للمحافظة.

ووفقًا للخطة، تبدأ المبادرة بتطبيق تجريبي في عدد من المدارس الزراعية، تمهيدًا لتوسيع نطاقها تدريجيًا لتشمل باقي مدارس المحافظة، بالتوازي مع جهود الدولة لتطوير التعليم الفني علي مستوي الجمهورية وتحقيق أهداف رؤية مصر 2030.

القليوبية تبدأ تفعيل شراكة القطاع الخاص مع المدارس الزراعية..
مصانع إنتاجية داخل المدارس وتشريعات مرتقبة لتوسيع التجربة
الخبراء يؤكدون:
المبادرة ستخرج عمالة ماهرة وتغلق فجوة السوق في التخصصات الفنية

القليوبية - أحمد منصور:
يشهد قطاع التعليم الفني الزراعي في محافظة القليوبية حراكاً واسعاً نحو التطوير والتحديث، في ضوء توجهات الدولة لتعظيم الاستفادة من الموارد البشرية والبنية التحتية للمدارس الزراعية، وذلك من خلال مبادرة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي، التي تستهدف إشراك القطاع الخاص في إدارة وتشغيل المدارس الفنية الزراعية.

وفي هذا الإطار، أكد مصطفي عبده، وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية، أن المديرية بدأت خطوات فعلية لتفعيل المبادرة بالتعاون مع وزارة التعليم، مستندة إلي القرار الوزاري رقم 290 لسنة 2019 الخاص بمشروع رأس المال الدائم داخل المدارس، ما يمهد الطريق لتحويل المدارس الزراعية إلي وحدات إنتاجية متكاملة.

وأوضح المهندس إبراهيم شاكر، مدير عام التعليم الفني والقائم بعمل مدير التعليم الزراعي بالقليوبية، أن المدارس بدأت بالفعل في عقد شراكات عملية مع بعض المستثمرين لاستغلال المعدات والآلات المتاحة لإنتاج وتسويق منتجات داخلية مرتبطة بالمناهج الدراسية، مع التزام المستثمر بتدريب الطلاب علي كافة مراحل الإنتاج داخل المعامل، مقابل سداد مبلغ مالي شهري يذهب لحساب القسم التعليمي المعني.

وأشار شاكر إلي نماذج عملية بدأت تؤتي ثمارها، من بينها مصنع لإنتاج "الباتيهات" بمدرسة الشهيد مساعد أيمن علي عبد الهادي الزراعية بكفر شكر، ومصنع للبسكويت بمدرسة مشتهر الزراعية، وآخر للحلويات الشرقية والغربية بمدرسة بنها الزراعية، إلي جانب معامل لإنتاج الألبان في مدارس الخانكة ومشتهر وبنها.

وأكد شاكر أن تحقيق الاستفادة الكاملة من هذه المبادرة الطموحة يستلزم إصدار تشريعات واضحة من الجهات المختصة، تضمن تنظيم العلاقة بين القطاعين الحكومي والخاص، ومنع تداخل الاختصاصات، بما يضمن حقوق جميع الأطراف ويحقق الهدف الأسمي: تخريج كوادر فنية مدربة قادرة علي تلبية احتياجات سوق العمل المحلي والدولي، والمساهمة في سد العجز الحاد في العمالة الفنية الماهرة.

واختتم بالقول إن هذه الشراكة ليست مجرد حل مؤقت، بل رؤية استراتيجية تهدف لتحويل المدارس الزراعية إلي مراكز إنتاج وتدريب فعّالة، تربط التعليم بسوق العمل، وتعيد الاعتبار لمسار التعليم الفني كرافد رئيسي من روافد التنمية في مصر.

تعليم الفيوم:
شراكة القطاع الخاص مع المدارس الزراعية خطوة نحو نهضة زراعية شاملة
وكيل الوزارة:
المبادرة تعزز جودة التعليم وتدعم مستقبل الزراعة في مصر

الفيوم - نبيل خلف:
أشاد الدكتور خلف قبيصي، وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، بمبادرة الحكومة لإشراك القطاع الخاص في إدارة وتشغيل المدارس الفنية الزراعية، مؤكداً أنها تمثل انطلاقة جديدة لتطوير التعليم الزراعي وربطه بسوق العمل.

 وأضاف أن هذه الشراكة من شأنها أن ترفع من جودة التعليم، وتزيد من فرص العمل للخريجين، وتسهم في تعزيز القدرة التنافسية للقطاع الزراعي المصري، قائلاً: "نري فيها فرصة حقيقية لتعزيز مستقبل الزراعة في مصر".

وأكد محمد عبد السلام، مدير عام التعليم الفني بالفيوم، أن مدارس التعليم الزراعي في المحافظة، مثل مدرسة الفيوم الزراعية، ومدرسة أبوكساه بمركز أبشواي، ومدرسة طامية الزراعية، تمتلك مساحات كبيرة وأقسام إنتاجية واعدة، مشيراً إلي أن دمج القطاع الخاص في إدارتها يمثل خطوة حاسمة لتطوير الأداء وزيادة الإنتاج.

وأوضح" عبد السلام" أن مدرسة الفيوم الثانوية الزراعية، التي تُعد من أقدم مدارس التعليم الفني بالمحافظة، تضم خمسة أقسام إنتاجية، من بينها قسم الألبان الذي ينتج الجبن، الزبادي، الآيس كريم، ويقدمها بأسعار رمزية للطلاب والمواطنين، محققاً أرباحاً محدودة، وأشار إلي أن دخول القطاع الخاص سيساهم في توسيع دائرة الإنتاج والتوزيع لتشمل السوق الخارجي، بالإضافة إلي تطوير مخبز المدرسة المرخص من مديرية التموين.

ومن جانبه، أعرب، عزت شيبة، رجل الأعمال، عن ترحيبه الكامل بالمبادرة، مؤكدًا استعداده للمشاركة في تطوير المدارس الزراعية بالمحافظة، ودعم مشروعاتها الإنتاجية في الأغذية والمحاصيل المختلفة، لما لها من تأثير إيجابي علي الاقتصاد المحلي وتخفيف الأعباء عن المواطنين.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل