نشر في المصدر يوم 21 - 04 - 2025

مع كل تظاهرة سباقات حوافر ومنافسات الركض والوثب بميدانه الرملي، يمتزج صهيل الخيول بضرب حوافرها أرضيته الرملية، ويتحول مركض سباق الخيل إلى مسرح حيّ ينبض حياة تراثية وفنية ابعد من مجرد سباق للخيول، ومن مجرد تظاهرة رياضية لها عشاقها.
ويستعيد الفضاء بريقه الثقافي والتراثي، بتاريخ ضارب في القدم يعود الى 1893، والتي نقل فيها مركض الخيل لجمعية لهواة الفروسية وسباق الخيل بتونس من مقرين الى قصر السعيد، وبجمالية طبيعية جمعت بين الاخضرار والمساحات الشاسعة والبنية التحتية الهامة، وبجملة الأنشطة التي يتم احتضانها تزامنا مع السباق والتظاهرات الرياضية وخاصة الكبرى.
تظاهرة سباقات كأس رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للخيول العربية الأصيلة في نسختها الخامسة التي جرت امس الاحد كانت لوحة متكاملة تنبض بروح التراث وأصالة التاريخ، فلم يقتصر الحدث الرياضي على المنافسات على الميدان الرملي، بل تحوّل إلى مهرجان ثقافي جسّد عبر العاب الفروسية التقليدية التي تخللت السباقات، والاستعراضات البهلوانية للفرسان والفارسات، البعد التاريخي والتراثي للعلاقة بين التونسيين والخيول، واعاد إحياء ملامح من الحياة البدوية والفروسية العربية.
ففي عروض فنية جمعت بين الطرب والأصالة والإبداع، افتتح الفنان الشاب حسان الدوس التظاهرة بمجموعة من اغانيه، كما كان للجمهور موعد مع عرض للفنون الشعبية لمنير الطرودي ولوحات تراثية وعروض فلكلورية مستوحاة من التراث التونسي والعربي تفاعل معها الحضور، وصدع صداها في سماء الفضاء الرحب.
كما اثث فوج الشرف والخيّالة للجيش الوطني وماجورات قصر هلال لوحات فنية خلال التظاهرة ونغمات وأهازيج أحاطت الضيوف من السفراء واعضاء من السلك الديبلوماسي المعتمدين بتونس، وعدد هام من الحضور من بأجواء من الأصالة والاحتفاء بالتاريخ.
تظاهرة سبقتها تظاهرات طيلة سنوات مضت، حيث تقاطعت رياضة الفروسية بالأصالة والثقافة بروح المنافسة، وتنوعت الأنشطة الفنية والتراثية لتعرض مهارات الفروسية التقليدية، واستعرضت لوحات فلكلورية معبرة عن الهوية التونسية، إلى جانب معارض الفنون التي تعكس براعة الإنسان في توظيف البيئة لخدمة التراث، واخرها معرض الفسيفساء الذي اقيم السنة المنقضية لصانع الأعمال الفنية الفسيفسائية الفنان محمد عادل النقاش، المتضمن لأكثر من 100 لوحة بزخارف ونقوش نباتية.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.