اليوم الجديد

كاميرا عشوائية وهبوط حر!

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كاميرا عشوائية وهبوط حر!, اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 01:14 صباحاً

كاميرا عشوائية وهبوط حر!

نشر بوساطة ابتسام فهد الحيان في الرياض يوم 08 - 06 - 2025


داء خطير بدأ يتسلل إلى منازلنا، كخلسة المختلس دون أن ندرك حجم الضرر المقبل منه عبر الأبواب الإلكترونية. ألا وهو حب الظهور والشغف نحو «الأنا»، تطلعاً إلى الشهرة المنشودة، فأصبحت هذه الكاميرا الصغيرة في الهواتف المحمولة منبراً إعلامياً لمن يفقه ولمن لا يفقه، بمختلف الأعمار والأجناس والكل يدلي بدلوه، بأفكار ومعلومات قد لا تمت للمنطقية والصحة بصلة.
الهدف من ذلك هو «الشهرة المفتعلة» والتي بطبيعتها مؤقتة، إذ إنها تستند إلى قواعد ركيكة.
مثل هذا التكوين الذهني الضحل للبناء المجتمعي شائك جداً، أمام أجيال تنمو، قد تتبلور ثقافة عشوائية مادية بحتة ثم تتدحرج إلى الهاوية، ما لم يكن هناك حاجز يردعها. يحمي ذلك الحصن الثقافي المنيع الذي ينبغي أن يشيده الأفراد والمثقفون وكل من بيده شعلة علم.
إن للحضور الإعلامي قيمة وقواماً وآلية عالية الجودة، أبهرنا بها كوكبة من الإعلاميين السابقين، بعثوا من خلالها رسالة حية فحواها اللغة العربية الفصحى ومن ثم مخارج الحروف ناهيك إلى حسن استخدام العبارات وقوة الحضور احتراماً لهذه الصورة أمام الجماهير.
كما ذكر الإعلامي عبدالعزيز العيد في أحد لقاءاته المرئية بحضوره إلى مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون قبل النشرة بساعتين لقراءة النصوص الإخبارية، هكذا كانوا.
أما ما نراه اليوم من متملقي الشاشات الصغيرة في الهواتف النقالة، لهو عبث نفسي ولفظي وبطبيعة الحال فكري مجتمعي.
وبرغم وعي الجمهور لكل ما يتم تداوله من مقاطع مرئية لأطباء بلا شهادات ومختصين، بلا دراسات «أعني بكلماتي من تحدث في غير فنه» وجميعنا رأينا العجب.
إذ إن أصحاب هذا المسار قد يندرجون ضمن اضطراب الشخصية التمثيلي، بحسب تصنيف
الجمعية الأميركية للأطباء النفسيين والذي يعمد إلى سلوكيات مبالغ فيها تسعى إلى الاهتمام، ولفت النظر وعادة ما يكونون هؤلاء الأفراد نشيطين ولديهم من الحماس الشيء الكثير.
أفكار متباينة، لا تعرف مذهبها ولا من أي ثقافة بدأت! مقاطع، وصراخ، وتمثيليات مفبركة، وأخبار مزيفة، وبيوت وغرف داخلية، وغيرها ما يدمي لها القلب.. ثم ماذا بعد؟
تبدأ مرحلة الهبوط الحر، حينما يشعرون بفقدان الإحساس الحقيقي للذات من خلال اعتماد سعادتهم على رؤية الآخرين لهم! ومدى إعجابهم سعياً للمزيد من الأضواء والتصفيق والأهازيج المزيفة.
هنا نحنُ أمام منخفض لقيمتنا الإنسانية الحقيقية، في مقابل ارتفاع هالة جوفاء تصنعها آراء الآخرين عنه.
نحن أيضاً، بحاجة ماسة إلى وعي مستنير.. ورأي بصير وعقول تعي أهمية وجودها كرسالة ربانية في هذه الأرض وليس لوجودها أمر هامشي.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار متعلقة :