نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السياق الثقافي في الهندسة المعمارية, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 04:13 صباحاً
نشر بوساطة نجوى العمري في الرياض يوم 09 - 05 - 2025
تعد الهندسة المعمارية من أهم الفنون الإبداعية، لأنها تمثل أبعادًا ثقافية عميقة، وتعكس صورًا دافئة للنسيج الاجتماعي، وتتحدث بلغة المكان والزمان، والأهم من ذلك كله هو أن الهندسة المعمارية دلالة قوية على التاريخ الذي امتد منذ آلاف السنين، وإن صح القول فإن العمارة فنٌ أنيق يرتكز على القيم والعادات وأسلوب الحياة، ويترجم النمط المعيشي المُمارس في المنطقة، وقد تُعد العمارة ظاهريًا مباني وهياكل جامدة؛ ولكن في الحقيقة هي بوح بالقيم الثقافية والإنسانية، كما تُعد مرآة لمتطلبات البشرية، وانعكاساً للهوية الجمعية، وهذا ما صدَّره لنا الواقع والأدب أيضًا حيث يحتل المكان بتفاصيل عمرانه الدقيقة مساحة شاسعة في الرواية والشعر والقصة، لذلك هناك اتصال وثيق بين العمارة والثقافة، ولو تأملنا في الأبواب والجدران والأسقف والأعمدة والنوافذ والتفاصيل الدقيقة للبناء لوجدنا أننا أمام إبداع بشري هائل، وأمام حكايات وأحداث ووقائع ثرية، فكل التفاصيل منذ القرون البعيدة تتحدث عن دقة المعمار الذي يتبنى احتياجات وتوجهات الإنسان في المأوى، وأماكن العمل والعبادة والترفيه، وعند عمل مقارنة بين تلك التفاصيل في مختلف أنحاء العالم سنكتشف مدى التفاوت المعماري وذلك تبعًا للحضارات المتنوعة وتبعًا لطبيعة الأرض والمناخ، ومقاومة الأثر البيئي، ولو تحدثنا على صعيد الموروث سنجد أن التراث العمراني يقوم بدور مهم جدًا في حفظ الثقافة، وإبراز الهوية، وتصدير تاريخ المجتمعات، وقد قامت المملكة العربية السعودية بجهود عظيمة في الحفاظ على هذا الموروث المادي، وذلك من خلال إعادة ترميم المباني التاريخية في عدة مناطق، وتحويلها إلى مراكز جذب للسياح، والتعريف عنها بصورة تليق بقيمتها العمرانية، خاصة أن بنائها كان معتمدًا على مهارات الإنسان البسيط وجهده وإتقانه، ورغم افتقاره لأدوات البناء الحديثة إلا أن إنتاجه لم يخلو من الإبداع والابتكار والنقش والزخرفة، وفي مقابل هذا الموروث المتميز شهدت المملكة نهضة عمرانية عظيمة، برزت من خلالها جهود المهندسون المعماريون الذين برعوا في تحقيق المتطلبات العمرانية للعصر الحديث، وتمكنوا من تكوين علاقة جيدة بين الأفراد ومساكنهم وذلك من خلال ابتكار تصاميم تخدم نمط الحياة الحديثة، وتعكس ثقافة المجتمع، وتعزز الاستدامة، وتدعم النمو الاقتصادي للمدن.
الهندسة المعمارية بما تشمله من مباني وجسور وأبراج ومنحوتات ليست إلا إحدى نداءات الفن، ومنابر الأدب، ولو أطلنا النظر لوجدنا أن لكل معمار حكاية، ولكل مدينة قصة، فالهندسة المعمارية وهج ثقافي وجغرافي واجتماعي.
جدة التاريخية
ترميم المباني التراثية مشروعات سياحية قابلة للنجاح
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :