اليوم الجديد

المملكة والبيئة.. من الوعي إلى الإنجاز في خدمة كوكب الأرض

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المملكة والبيئة.. من الوعي إلى الإنجاز في خدمة كوكب الأرض, اليوم الخميس 24 أبريل 2025 10:33 صباحاً

المملكة والبيئة.. من الوعي إلى الإنجاز في خدمة كوكب الأرض

نشر بوساطة محمد الحيدر في الرياض يوم 24 - 04 - 2025


في الثاني والعشرين من أبريل كل عام، يتوحد العالم في صوت واحد احتفاءً ب "اليوم الدولي لأمنا الأرض"، تلك المناسبة السنوية التي لم تعد مجرد تذكير بجمال كوكب الأرض وتنوعه البيولوجي الفريد، بل هي صرخة إنذار مدوية تدعونا جميعًا إلى تحمل مسؤولياتنا تجاه هذا الكوكب الذي يمثل بيتنا الوحيد ومصدر حياتنا.
اليوم الدولي لأمنا الأرض عالميًا
يعود الاحتفاء بهذا اليوم إلى عام 1970، عندما خرج ملايين الأمريكيين إلى الشوارع للمطالبة بحماية البيئة، وكانت تلك اللحظة الشرارة الأولى لحركة بيئية عالمية، وفي عام 2009، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 22 أبريل يومًا دوليًا لأمنا الأرض، اعترافًا بأن الأرض ونظمها الإيكولوجية توفر لنا الحياة والغذاء والماء، وأن الحفاظ عليها ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة والعيش في وئام وتصالح مع الطبيعة.
يهدف هذا اليوم عالميًا إلى زيادة الوعي بتحديات البيئة الملحة التي تواجه كوكبنا، مثل تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث، وتدهور الأراضي، وتعزيز العمل المناخي، وحث الحكومات والمنظمات والمجتمع المدني والأفراد على اتخاذ إجراءات ملموسة للحد من الأنشطة الضارة بالبيئة وتعزيز الممارسات المستدامة، وتشجيع التعليم البيئي، وتسليط الضوء على أهمية دمج القضايا البيئية بالمناهج التعليمية؛ لتمكين الأجيال القادمة من فهم التحديات والمساهمة في حلها، وبناء شراكات عالمية، وتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات والمعرفة في مجال حماية البيئة وتحقيق الاستدامة، وتذكير المجتمعات بقيمة النظم الإيكولوجية وضرورة الحفاظ عليها للأجيال القادمة.
تحديات عالمية تستدعي العمل الفوري
يواجه كوكبنا اليوم تحديات بيئية غير مسبوقة تهدد استدامة الحياة عليه، وتشير تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إلى ارتفاع غير مسبوق في درجة حرارة الأرض، مما يؤدي إلى ظواهر جوية متطرفة مثل الفيضانات والجفاف وموجات الحر، كما يحذر تقرير التقييم العالمي للتنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية الصادر عن المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية (IPBES) من أن مليون نوع من الكائنات الحية مهدد بالانقراض، مما ينذر بانهيار النظم الإيكولوجية التي نعتمد عليها، بالإضافة إلى ذلك، يلوث البلاستيك محيطاتنا وأراضينا، ويؤثر تلوث الهواء على صحة الملايين، وتتدهور الأراضي الزراعية بسبب الاستغلال المفرط.
جهود عالمية للحفاظ على الكوكب وحياة البشر
لمواجهة هذه التحديات، تتضافر الجهود على مستوى العالم من خلال اتفاقيات دولية: مثل اتفاقية باريس للمناخ، واتفاقية التنوع البيولوجي، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، التي تضع أطرًا للعمل المشترك وتحدد أهدافًا طموحة، كما تتبنى العديد من الدول سياسات واستراتيجيات، تهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية، وحماية المناطق الطبيعية، وتعزيز الطاقة المتجددة، وإدارة الموارد بشكل مستدام، حيث تلعب المنظمات البيئية دورًا حيويًا في رفع الوعي، وممارسة الضغط على الحكومات والشركات، وتنفيذ مشاريع للحفاظ على البيئة.
ويساهم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات البيئية، مثل تقنيات الطاقة النظيفة، وإدارة النفايات، والزراعة المستدامة، ويعزز ذلك تنامي وعي الأفراد بأهمية تبني ممارسات صديقة للبيئة في حياتهم اليومية، مثل تقليل الاستهلاك، وإعادة التدوير، واستخدام وسائل النقل المستدامة.
المملكة رؤية خضراء لمستقبل مستدام
تدرك المملكة العربية السعودية، بتاريخها العريق وحاضرها الطموح، مسؤوليتها تجاه كوكبنا ومستقبل أجيالها، ففي قلب رؤية 2030، تتبوأ الاستدامة البيئية مكانة محورية، حيث تسعى المملكة جاهدة لتحقيق توازن دقيق بين النمو الاقتصادي المزدهر والحفاظ على كنوزها الطبيعية الثمينة.
ومن هذا المنطلق، أطلق خادم الحرمين الشريفينالملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهدرئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- مبادرات رائدة تجسد هذا الالتزام الراسخ، فها هي مبادرة السعودية الخضراء تنطلق كبشارة خير، تحمل في طياتها حلمًا بغطاء نباتي يزدان بعشرة مليارات شجرة، ومساحات محمية تحتضن أكثر من ثلث أراضي المملكة، وطموحًا للوصول إلى الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2060، ليتردد صداها في سماء العالم كعهدٍ بالوفاء لأمنا الأرض.
ولم تقف المملكة عند حدود الطموحات، بل خطت خطوات عملية نحو تحقيقها. ففي صحرائها الشاسعة، تنمو مشاريع الطاقة المتجددة العملاقة كأشجار الأمل، تستمد طاقتها من شمسها الساطعة ورياحها العاتية، لتوفر بديلاً نظيفًا ومستدامًا للوقود الأحفوري، وتخفض من بصمتنا الكربونية على هذا الكوكب، من خلال طموحات مدينة نيوم الخضراء، ومستقبل مشروع سدير للطاقة الشمسية، وغيرهما من المشاريع التي تنير طريقنا نحو مستقبل أكثر استدامة.
ولأن ثراء المملكة يكمن في تنوعها البيولوجي الفريد، فقد أولت اهتمامًا خاصًا بحماية هذا التنوع،فأنشأت المحميات الطبيعية ملاذًا آمنًا للكائنات الحية، وأطلقت برامج لإعادة الحياة إلى الأنواع المهددة بالانقراض، ورفعت صوتها عاليًا في وجه الصيد الجائر الذي يعبث بتوازن الطبيعة.
وفي أرض قاحلة نسبيًا، أدركت المملكة قيمة كل قطرة ماء، فتبنت استراتيجيات مبتكرة لإدارة مواردها المائية بحكمة، من خلال تحلية المياه بتقنيات حديثة، وترشيد الاستهلاك في كل قطاع، واستخدام أساليب ري مستدامة تحفظ هذا المورد الثمين للأجيال القادمة.
ولم تنس المملكة التحدي الذي يواجه أراضيها، فشرعت في تنفيذ برامج واسعة النطاق لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، تزرع الأمل بغرس الأشجار وإدارة المراعي بأساليب تحافظ على خصوبة الأرض وتمنع زحف الرمال.
وإيمانًا منها بأن الحفاظ على البيئة مسؤولية مشتركة، أطلقت المملكة مبادرات جادة لخفض التلوث في سمائها ومياهها وتربتها، تشجع على إعادة تدوير النفايات وتحفيز القطاعات المختلفة على تبني ممارسات صديقة للبيئة.
ولأن قضايا البيئة لا تعرف حدودًا، فقد كانت المملكة دائمًا في مقدمة الصفوف في التعاون الدولي لمواجهة تغير المناخ وحماية كوكبنا، حيث تشارك بفاعلية في المحافل العالمية، وتستضيف المبادرات الهامة، مثل قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، لتكون جزءًا من الحل العالمي لهذه التحديات المصيرية.
في هذا اليوم الدولي لأمنا الأرض، تقف المملكة العربية السعودية شامخة بإرادتها الخضراء، عازمة على المضي قدمًا في طريق الاستدامة، لتكون مثالًا يحتذى به في الحفاظ على كوكبنا وضمان مستقبل مزدهر لأجيالنا القادمة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار متعلقة :