ضعف الطلب على النفط

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ضعف الطلب على النفط, اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 12:25 صباحاً

ضعف الطلب على النفط

نشر بوساطة فهد محمد بن جمعة في الرياض يوم 10 - 12 - 2024

2108124
بوضوح أصبح ضعف نمو الطلب على النفط ومرونته العالية في الاتجاه المعاكس لأسعار النفط خلال عام 2024، والذي يمثل تحديًا لأسواق النفط في عام 2025. فلم يؤد ارتفاع المعروض من خارج أوبك+ إلى هبوط أسعار النفط إلى مستويات متدنية تحفز نمو الطلب عالميًا، وخاصة من الصين، بل إنها بقيت ومازالت في نطاق 70 دولارًا حتى هذه اللحظة مدعومة باستمرار تخفيضات أوبك+. إنها آلية تعكس تباطؤ نمو الطلب الصيني عندما ترتفع أسعار النفط، ونموه نسبيًا عندما تنخفض، ولذا تشتري الصين النفط الرخيص من روسيا أو إيران بسبب الحظر الأمريكي والأوروبي، لكن تباطؤ طلب الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، بعد كوفيد - 19، لا يزال يثقل كاهل الأسعار وله تداعيات على توازن أسواق النفط عند أسعار جيدة، فمازالت المخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط والتوقعات المتشائمة قائمة وتؤثر على أسعار النفط سلبًا وعلى استقراره.
وتراجعت أسعار النفط بعد اجتماع أوبك+ الخميس الماضي، لتنهي الأسبوع على تراجع برنت 2.5 % أو 1.82 دولارًا إلى 71.12 دولارًا، وغرب تكساس 1.2 % أو 80 سنتًا إلى 67.20 دولارًا، رغم جهود أوبك+ الاحترازية، بقيادة المملكة العربية السعودية، بتأجيل إعادة تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية الربع الأول من عام 2025، حيث إن الأسواق قد احتسبت ذلك مسبقًا. كما أن أوبك+ مددت التعديلات الطوعية الإضافية البالغة 1.65 مليون برميل يومياً التي بدأت في أبريل 2023، حتى نهاية ديسمبر 2026، وسيتم تخفيف الخفض الطوعي، 2.2 مليون برميل يومياً، تدريجياً حتى نهاية سبتمبر 2026. ورغم أيضًا انخفاض مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 5.1 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 29 نوفمبر 2024، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وتشير بعض التوقعات إلى وصول الطلب الصيني على النفط إلى ذروته، بسبب انخفاض الطلب على وقود النقل وارتفاع عدد المركبات الكهربائية، ووصول الطلب على المنتجات النفطية إلى ذروته باستثناء المواد الخام البتروكيماوية في عام 2023. ومن المتوقع أيضًا أن تصل واردات النفط ذروتها في عام 2025، وفقًا لمحلل وكالة الطاقة الدولية، وقد فشلت المحفزات المالية الحكومية في درء مخاوف ضعف أداء الاقتصاد وسوق العقار، مما يشكل أزمةً حقيقية العام المقبل. هكذا يتحول الاقتصاد المحرك لاستهلاك النفط عالميًا خلال العقد الماضي إلى تباطؤ الطلب على النفط، ولكن سيبقى قطاع البتروكيماويات المحرك الأساسي لطلب على النفط، ولن يعوض نمو الطلب على وقود الطائرات، انخفاض طلب القطاعات الأخرى ذات الاستهلاك الأكبر.
وقد خفضت أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط أربع مرات متتالية في تقريرها الشهري، حيث توقعت انخفاض الطلب من 1.64 مليون برميل يوميًا إلى 1.54 مليون برميل يوميًا لعام 2025. ولم يتضح كيف سيتم التعامل مع الدول المنتجة للنفط خارج تحالف أوبك+ مثل، الولايات المتحدة وكندا وغويانا والبرازيل، التي تزيد إنتاجها، كلما مددت أوبك+ تخفيضها الطوعي، ما نتج عنه فائضا في المعروض وأيضا في مخزونات النفط العالمية. وفي نفس الوقت، يشعر المتداولون بالقلق اتجاه معادلة التوازن بين العرض والطلب أو على الأقل تضييق الفجوة بينهما وتفادي تقلبات الأسعار الحادة على المدى القصير واستمرار استقرارها على المدى الطويل. وبتأكيد ان جهود أوبك+ الاحترازية ومراقبة ظروف سوق النفط العالمي واتخاذ القرارات التلقائية المناسبة، لها دور محوري في استقرار أسواق النفط العالمية، ومن المتوقع تراجع الأسعار إلى المستوى الذي يمكن منحنى الطلب من التقاء منحنى العرض عند نقطة التوازن.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق