نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مترو الرياض, اليوم الاثنين 9 ديسمبر 2024 12:25 صباحاً
نشر بوساطة تهاني عبد الله الخيال في الرياض يوم 09 - 12 - 2024
في مدينة الرياض، التي تنبض بالحياة وتستعد لتصبح واحدة من أهم المدن الذكية عالميًا، يتربع مشروع مترو الرياض كعلامة فارقة تعيد صياغة مفهوم النقل العام والتنمية الحضرية. هذا المشروع، الذي يُعد الأكبر من نوعه في العالم، يمثل أكثر من مجرد شبكة نقل متطورة؛ فهو تجسيد لرؤية المملكة 2030 نحو الاستدامة والابتكار وتحقيق جودة حياة استثنائية للسكان.
بتكلفة تجاوزت 22.5 مليار دولار، يمتد مترو الرياض عبر ستة خطوط رئيسة تغطي 176 كيلومترًا، ويربط بين 85 محطة صُممت بأحدث التقنيات العالمية لتقديم تجربة تنقل مريحة وآمنة. ومع توقعات بخدمة 1.16 مليون راكب يوميًا عند إطلاقه، يتطلع المشروع إلى استيعاب 3.6 ملايين راكب يوميًا بحلول عام 2035، في خطوة تهدف إلى تقليل الازدحام المروري وخفض الاعتماد على السيارات الخاصة بمقدار مليوني رحلة يوميًا، ما يوفر 400 ألف لتر من الوقود يوميًا، ويقلل الانبعاثات الكربونية بما يعادل زراعة 10 ملايين شجرة سنويًا.
تخيل نفسك في عام 2035، تستقل القطار الكهربائي الذي يربط كافة أحياء الرياض. الوقت الذي كنت تقضيه في الزحام أصبح الآن وقتًا للراحة، القراءة، أو حتى التحضير لاجتماعاتك القادمة. هذه ليست مجرد خيال، بل واقع يبنيه مترو الرياض اليوم. لم يكن هذا المشروع مجرد وسيلة نقل، بل نافذة أمل لعائلات الرياض. أحمد، العامل الذي كان يقضي ساعتين يوميًا في الزحام المروري، أصبح الآن يقضي هذا الوقت مع أسرته. الطالبة ليلى، التي كانت تجد صعوبة في التنقل لحضور الجامعة، أصبحت تجربتها الدراسية أكثر سلاسة بفضل هذا المشروع.
خلال المؤتمر السعودي الفرنسي للاستثمار، أعلن وزير الاستثمار خالد الفالح عن توسعة طموحة للشبكة بالتعاون مع شركات فرنسية بقيمة تتجاوز 79 مليار ريال. هذه الشراكة تعكس التزام المملكة بالتعاون الدولي، حيث يجتمع الإبداع الأوروبي مع الطموح السعودي لتحويل الرياض إلى مدينة المستقبل.
مشروع مترو الرياض ليس مجرد شبكة نقل، بل هو أيضًا مشروع بيئي ضخم. مع تشغيله، سيتم تقليل مليوني رحلة يوميًا بالسيارات، مما يساهم في خفض الانبعاثات الكربونية والحفاظ على بيئة الرياض النقية للأجيال القادمة. كما أنه ليس مجرد قطارات ومحطات، بل أيقونة للإرادة السعودية الصلبة، ورؤية القيادة التي تسعى لتحويل المملكة إلى مركز عالمي للابتكار والتطور. من خلال هذا المشروع، تُظهر السعودية كيف يمكن للبنية التحتية أن تكون ركيزة للنمو الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
إن مشروع مترو الرياض هو أكثر من مجرد شبكة نقل؛ إنه رمز للتقدم والتنمية التي تعيشها عاصمتنا تحت ظل قيادتنا الحكيمة. فبفضل الرؤية الطموحة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبقيادة عرّاب هذه الرؤية الجبارة، سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تتحول الرياض إلى نموذج عالمي للمدن الذكية والمستدامة.
هذه الخطوات العملاقة لا تعكس فقط طموحات المملكة في بناء مستقبل مشرق، بل تُثبت أيضًا أن التحديات يمكن أن تُترجم إلى إنجازات غير مسبوقة. ومع استمرار هذا الزخم التنموي، سنشهد معًا كيف ستصبح الرياض وجهة عالمية تحتضن الابتكار والحداثة، وتحتفي بجودة الحياة التي يستحقها كل مواطن ومقيم.
0 تعليق