نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السياحة الرياضية وروح الاستدامة, اليوم الجمعة 6 ديسمبر 2024 12:01 صباحاً
نشر بوساطة عبد العزيز اليوسف في الرياض يوم 06 - 12 - 2024
من المهم لدى وزارة الرياضة التعرف على رغبات السائحين المرتبطة بالرياضات الممارسَة ومقاصد السياحة الرياضية، حيث إن هذا المجال لا يقتصر على الفعاليات التي تقوم على بطولات ومسابقات يتم جلبها لوطننا الغالي؛ بل يتعدى الأمر إلى أن هذا النوع من السياحة المرتبطة بالرياضة يعتبر نوعًا مهمًا جدًا لارتباطه بمعالم البلد البيئية وتضاريسه ومكوناته الجغرافية..
تمهيدا يجب أن نحمد الرزاق الكريم حيث من فضل الله ومنته أظهرت أرقام الميزانية المحافظة على معدلات النمو، والاستدامة المالية ومواصلة التوسع في الإنفاق الاستراتيجي على المشروعات التنموية وفق الاستراتيجيات وبرامج «رؤية 2030»، واستمرار تنفيذ المشاريع ذات العائد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المستدام، وتطوير بيئة الأعمال لتعزيز جاذبيتها.
كما تستمر ميزانية الرخاء في التركيز على الاهتمام بالمواطن واحتياجاته الأساسية، من خلال ميزانيات إنفاق ضخمة على قطاعات حيوية متفرقة ومن أهمها التعليم، والصحة، والخدمات الاجتماعية، ومنها القطاع الرياضي. وتواصل جهود تعزيز جودة الخدمات والمرافق الحكومية وتطوير البنية التحتية في مختلف مناطق المملكة، مما يسهم في رفع مستوى جودة الحياة فيها، مع التركيز الدائم على تحسين منظومة الدعم وزيادة فاعليتها. هذا ما جاءت به المضامين الرقمية والتفصيلية لميزانية المملكة ومكنونها الاستراتيجي واقعا ومستقبلا.
ولا شك أن الحقل الرياضي بكل مقوماته ومحتواه الزاخر بالعمل والنشاط الدائم من خلال ديناميكية وزارة الرياضة ممثلة بسمو وزير الرياضة الرجل الميداني الذي يعمل عبر الإمكانات المسخرة والداعمة من قبل القيادة الرشيدة التي حقّقت بفضل الله ثم بفضل هذا الدعم، أرقامًا إيجابية وصلت لمستويات وريادة عالمية. ومازالت تساهم في تنفيذ الخطط والبرامج والتشغيلات والمتابعات التي تتعلق بمسؤولية الوزارة اتجاه خدماتها المناطة بها لخدمة الوطن في هذا المجال الصاخب.
ومن خلال ما ذكر الأمير عبدالعزيز بن تركي وزير الرياضة أن المملكة تستهدف عوائد استثمارية من القطاع الرياضي تبلغ 500 مليون ريال معتقدا تنامي هذا الرقم في ضوء ما يتوقع طرحه من المنشآت كفرص استثمارية تعتمد على رغبة القطاع الخاص في الاستثمار بهذا المجال. مع إيضاح صعوبة المرحلة الأولى في هذا الشأن لأنها تتعلق بسَنّ الأنظمة والقوانين والحوكمة.
ولاشك أن كل مواطن ومهتم بالشأن الرياضي يفخر بزهو لما قدمته وزارة الرياضة من مساهمات أثرت الواقع الوطني وأحدثت حراكا سياحيا جاذبا وذلك ما بينه سمو وزير الرياضة في حديثه عن الاستضافات، مبينًا أنه خلال 4 سنوات ماضية استضافت المملكة 80 فعالية عالمية زارها مليونان ونصف المليون سائح، مستذكرًا مثالًا استضافة الفورمولا 1 في جدة، وقد حضرها 160 جنسية؛ حيث وفّرت 20 ألف فرصة وظيفية خلال أيام الفعالية، وسجّلت أرقامًا اقتصادية للمدينة بلغت 900 مليون ريال أثرًا مباشرًا وغير مباشر، بالإضافة إلى تحقيق أرقام قياسية في الحضور الجماهيري من شتى دول العالم في الفعاليات الرياضية في السعودية، فيما ينقل الدوري السعودي في أكثر من 160 دولة في العالم؛ مما حقّق عوائد استثمارية وحضورًا عالميًّا رياضيًّا. وكذلك إنشاء منصة "نافس" لتأسيس الأندية والأكاديميات الرياضية، وترخيص 2000 أكاديمية و500 نادٍ، مبينًا أن عددًا من الأندية أصبحت بصفة شركات؛ مما يتيح لها العمل بنظام الشركات.
اللافت حقا هذا المفهوم المهم الذي تتبناه وزارة الرياضة وأكّد عليه سمو الوزير ويتمثل في "السياحة الرياضية" وهو مفهوم جاذب ومتشعب المعاني والمعطيات حيث إن لهذا النوع أهمية على أكثر من مستوى سواء على المستوى الرياضي، والثقافي، والإعلامي وأيضا السياسي كما يستهدف هذا النوع من السياحة دعم وتحسين الروافد الاقتصادية بشكل كبير فهي توفر فرص العمل في كثير من القطاعات داخل الدولة، وأيضا تتمثل أهميتها في زيادة الخدمات السياحية وتطوير خدمات النقل والفنادق والمطاعم. وتعمل على تبادل الثقافات عن طريق العلاقات الاجتماعية بين المواطنين والوافدين رياضيا وسياحيا.
والحقيقة أن تنشيط السياحة الرياضية يتوقف على الجهود الترويجية للمقومات السياحية والبطولات الرياضية لجذب السائحين لزيارة مقاصد السياحة الرياضية المختلفة بالاعتماد على الاتصالات التسويقية المتبعة ووسائل الإعلان والدعاية والنشر المختلفة لبناء صورة ذهنية جيدة عن الخدمات السياحية المتاحة والأنشطة الرياضية المنظمة وفق إجراءات تسويقية محددة من خلال عناصر المزيج الترويجي المتعددة لتحقيق التنمية السياحية الرياضية وتشجيع المستثمرين والشركات الراعية للاستثمار في مجال السياحة الرياضية، وأيضا من أهم الأمور التي تجب مراعاتها الاهتمام بتدريب الكوادر البشرية المتخصصة في مجال السياحة الرياضية.
ويبقى القول: في هذا السياق من المهم جدا لدى وزارة الرياضة التعرف على رغبات السائحين المرتبطة بالرياضات الممارسة ومقاصد السياحة الرياضية، حيث إن هذا المجال لا يقتصر على الفعاليات التي تقوم على بطولات ومسابقات يتم جلبها لوطننا الغالي؛ بل يتعدى الأمر إلى أن هذا النوع من السياحة المرتبطة بالرياضة يعتبر نوعا مهما جدا لارتباطه بمعالم البلد البيئية وتضاريسه ومكوناته الجغرافية حيث قد تعتمد في الأساس على الأماكن الواسعة مثل الطرق الريفية، أو طرق الغابات، أو المتنزهات الكبيرة، أو حتى الطرق الصحراوية، وتسلق الجبال، والطيران الشراعي، والتجديف، أو مغامرات التزلج على الرمال، وركوب الجمال، كل هذا يشكل بُعد اتجاه نوعي مهم يعزز خيارات السائح الذي يأتي فلا يكون تواجده مؤقتا بزمن الفعالية القصير وحين تنتهي يرحل؛ بل هنا ترتبط السياحة الرياضية باستدامة طوال فترات السنة.
0 تعليق