الحج قيمة وسيادة

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحج قيمة وسيادة, اليوم الجمعة 30 مايو 2025 12:14 صباحاً

الحج قيمة وسيادة

نشر بوساطة عبد العزيز اليوسف في الرياض يوم 29 - 05 - 2025

alriyadh
تُدرك المملكة أن خدمة الحرمين شرف لا يُقارن، وتتعامل مع ضيوف الرحمن على أنهم أمانة في أعناقها، وقد سخّرت لذلك عشرات الآلاف من الرجال والنساء من مختلف القطاعات، ووفرت كل الإمكانيات، لا طلبًا للثناء، بل قيامًا بالواجب. وتبقى المملكة العربية السعودية حصنًا للحرمين الشريفين، وعنوانًا للتنظيم والإنجاز في إدارة الحج..
يُعدّ الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، ويأتيه الملايين من المسلمين من مختلف بقاع الأرض كل عام إلى المملكة العربية السعودية. ومنذ تأسيسها، أولت المملكة هذا الركن اهتمامًا بالغًا، واعتبرته مسؤولية دينية، وشرعية، وسيادية كبرى. وتُعدّ جهودها في تنظيم الحج نموذجًا فريدًا لإدارة الحشود، وتوفير الخدمات، وتوظيف التقنية، والتعامل مع التحديات المعقدة، رغم ما يُواجه أحيانًا من مواقف سلبية وجاهلة تفتقد للموضوعية أو تنطلق من خلفيات سياسية أو أيديولوجية.
ولا شك أن تنظيم تظاهرة دينية لواحدة من أعقد التجمعات البشرية في العالم سيعتبر هائل المسؤولية، وعظيم الأمانة
ولا شك أن تنظيم الحج ليس حدثًا موسميًا فقط، بل هو مشروع وطني مستمر على مدار العام، يبدأ بالتخطيط والإعداد، وينتهي بتقييم التجربة وتطويرها للسنة التالية، تستقبل المملكة سنويًا أكثر من 1.8 إلى 2.5 مليون حاج، وتوفر لهم خدمات متكاملة تشمل إدارة الحشود وتنقلاتهم عبر قطار المشاعر، وخطط التفويج الدقيقة، ومنظومات تتبع لحظية، ورعاية صحية من متابعات دائمة وإقامة مستشفيات متنقلة، وفرق طبية ميدانية، وتدخلات استباقية للأوبئة. كما أن التقنيات الذكية باستخدام الذكاء الاصطناعي، والتطبيقات الرقمية لتسهيل التنقل والمعاملات غدت حاضرة وفي حقل الأمن والسلامة فهناك تنظيمات أمنية عالية من قوات أمن مدربة، وخطط طوارئ، ومراقبة عبر الكاميرات والأقمار الصناعية، وكذلك الخدمات اللوجستية من مياه، وكهرباء، ونظافة، وتغذية، وإسكان، ونقل للحجاج من وإلى المشاعر.
كل ذلك يتم في بيئة مشحونة بالروحانية، وسط تقلبات مناخية وتحديات لغوية وثقافية جمّة، مما يجعل المهمة فريدة ومركبة استجابة استباقية للطوارئ والظروف الاستثنائية.
والكل يتذكر على الرغم من التحديات الكبرى، مثل: جائحة كورونا، لم يتم تعطيل هذه الشعيرة، حيث أثبتت المملكة ريادتها بإقامة حج مصغر وآمن عام 2020 و2021، حافظ على الشعيرة وضمن صحة الحجاج، وفق بروتوكولات عالمية. كما أن المملكة تتعامل بسرعة مع أي حالات طارئة طبيعية أو بشرية، وتقلل من آثارها بفعالية ملحوظة.
وللأسف حين يستيقظ الخراصون وأصحاب الأهواء، وعلى الرغم من كل هذه الجهود، تظهر أحيانًا أصوات ناقدة تسيء إلى المملكة دون فهم أو وعي، وقد تكون مدفوعة بخلفيات سياسية. تتهم هذه الأصوات السعودية ب"تسييس الحج"، أو "القصور في الخدمات"، أو "التضييق على الحجاج"، وهي ادعاءات لا تصمد أمام الحقائق التالية:
1. الانفتاح في منح التأشيرات: الحج متاح لجميع الجنسيات وفق اتفاقيات واضحة مع كل دولة إسلامية.
2. مساواة الجميع في الخدمة: لا تمييز بين حاج وآخر في الأمن أو الرعاية أو التسهيلات.
3. شهادات الحجاج أنفسهم: تجارب مئات الآلاف سنويًا تؤكد على التنظيم المذهل، وحسن الضيافة.
4. منظمات دولية تشهد بالنجاح: الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وغيرها أشادت مرارًا بإدارة المملكة للحج.
الانتقادات الجاهلة لا تضر إلا مطلقيها، وتكشف قصورًا في فهم طبيعة الحج، وتعقيداته، وجهود المملكة العظيمة في خدمته.
ويبقى القول: تُدرك المملكة أن خدمة الحرمين شرف لا يُقارن، وتتعامل مع ضيوف الرحمن على أنهم أمانة في أعناقها، وقد سخّرت لذلك عشرات الآلاف من الرجال والنساء من مختلف القطاعات، ووفرت كل الإمكانيات، لا طلبًا للثناء، بل قيامًا بالواجب. وتبقى المملكة العربية السعودية حصنًا للحرمين الشريفين، وعنوانًا للتنظيم والإنجاز في إدارة الحج، ومهما قيل أو زُيّف، فإن صوت الواقع أعلى، وأثر العمل أصدق من كل ادعاء وأوضح من أي تشويه.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق