نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين الحلم والحقيقة.... سارة تحج بعد سبعة عقود, اليوم السبت 24 مايو 2025 08:41 مساءً
نشر بوساطة أبيدجان واس في الرياض يوم 24 - 05 - 2025
في زاوية من صالة المغادرة بمطار أبيدجان الدولي، جلست الحاجة سارة وتره، البالغة من العمر 72 عامًا، تمسك بيد ابنها وتحدّق في ورقة الحجز التي كتب عليها: وجهة الرحلة: المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية، لم تكن تصدق أن حلمها الذي انتظرته أكثر من سبعة عقود يتحقق أخيرًا.
سارة، السبعينية، لم تكن تملك إلا الدعاء والرجاء. منذ كانت فتاة صغيرة وهي تحلم بالوقوف على صعيد عرفات، وبأن تمسح جبينها بدموع الخشوع أمام الكعبة المشرفة، لكن العجز، وكبر السن، كلها كانت عوائق متراكمة أرجأت حلمها عامًا بعد عام.
في هذا اليوم المشهود، وفي هذا المكان المزدحم بالمشاعر، لم يكن انتظار الطائرة مجرد لحظة سفر عادية، لقد كانت لحظة عمر، لحظة انتصارٍ على السنوات، وعلى كل ما أعاقها في الماضي.
قالت سارة وهي تمسح دموعها بطرف غطاء رأسها: "كنت أحلم، وأقول في نفسي: يا رب، هل تطأ قدماي رحابك قبل أن ألقاك يا رب؟ واليوم.. أشعر أني ولدت من جديد".
قصة سارة بدأت حين قرر ابنها أن يقدم لها ما اعتبره "أعظم جائزة يمكن أن تُهدى لأمٍّ صبرت"، فسجّلها عبر مبادرة "طريق مكة"، المبادرة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية لتيسير إجراءات الحج في عدد من الدول، ومن بينها كوت ديفوار، حيث تجري جميع الإجراءات من إصدار التأشيرة الحج إلكترونيًا إلى إنهاء إجراءات الجوازات، مرورًا بالفحص الطبي وترميز الأمتعة، قبل أن تبرح الحاجة سارة بلدها.
في المطار، تحيط بسارة فرق العمل، بابتساماتهم ولباقتهم وهم يُنهون إجراءات السفر، بينما هي لا تكاد تصدق أن كل هذه الأبواب كانت مفتوحة أمامها بسهولة، دون عناء، ودون أن تُضطر للوقوف في طوابير طويلة، أو أن تتنقل بين المكاتب والجهات المختلفة.
قال أحد منسوبي قطاع الجوازات : سعيد صالح العجمي مبتسمًا: "الحاجة سارة نموذج لما نريد أن نصل إليه.. أن نجعل الحج ممكنًا، وميسرًا، ومشرفًا، لكل من انتظره طويلاً".
مبادرة "طريق مكة" لم تسهل الطريق إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة فقط، بل فتحت الأمل في قلوب آلاف الحجاج من كبار السن والمحتاجين، وبدّلت مشقة الرحلة إلى تجربة تليق بضيوف الرحمن. لم تكن سارة الوحيدة في رحلتها، بل عشرات الحجاج في المطار حملوا معهم نفس المشاعر، والقصص، والدموع.
ومع كل لحظة تقترب فيها الطائرة من موعد الإقلاع، كانت سارة تردد دعاءً بصوت خافت: "يا رب، اجعلها حجة مقبولة، واكتب لغيري ما كتبت لي".
هكذا تختصر مبادرة "طريق مكة" المسافة بين الحلم والحقيقة. وهكذا، قبل أن تقلع الطائرة، تكون الرحلة قد بدأت فعلًا... في قلب كل حاج يعتلي أجنحة الأمل.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق