نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: رُبَّ كلمة طيبة تغير مصيرًا, اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 03:39 صباحاًرُبَّ كلمة طيبة تغير مصيرًا نشر بوساطة almosaily @ في البلاد يوم 21 - 05 - 2025 يعد التعزيز أحد العوامل الأساسية في تشكيل سلوك الأفراد وتحفيزهم على التقدم في مختلف جوانب حياتهم، فعلى الرغم من أن التعزيز يُستخدم بشكل بارز في السياقات التعليمية، إلا أن تأثيره يمتد ليشمل جوانب حياتنا اليومية، ومن خلال التعزيز، سواء كان بالكلمة الطيبة، أو بالثناء على إنجازات صغيرة، أو بتقديم مكافآت معنوية، يمكننا تعزيز السلوكيات الإيجابية وبناء علاقات صحية ومثمرة في محيطنا الشخصي والاجتماعي. وتشير الدراسات إلى أن الأفراد الذين يتلقون تعزيزًا مستمرًا، سواء من الأسرة أو الأصدقاء أو في بيئة العمل، يظهرون مستوى أعلى من الرضا النفسي والقدرة على التفاعل مع تحديات الحياة اليومية، كما يعزز التعزيز من شعور الفرد بالاعتراف بذاته، مما يساهم في تعزيز ثقته وقدرته على اتخاذ القرارات بشكل أكثر فاعلية.وعلى هذا الأساس، فلا يمكننا التقليل من أهمية التعزيز كأداة في بناء بيئة إيجابية تساعد الأفراد على تحقيق الاستقرار النفسي والارتقاء الشخصي في حياتهم اليومية.ومن هذا المنطلق، ففي كل لقاء تربوي أو محاضرة جامعية تجمعني بالمعلمين في المدارس أو أعضاء هيئة التدريس، لا أتوانى عن الحديث عن أهمية الثواب والتعزيز ودوره الجوهري في بناء شخصية الطالب، على اعتبار أن التعزيز بمختلف صوره وأساليبه، ليس مجرد أداة لتحفيز السلوك الإيجابي، بل هو رسالة إنسانية عميقة مفادها: "أنتَ مهم.. وإنجازك يستحق التقدير".وخلال إحدى محاضراتي لطلاب الدراسات العليا في الجامعة، كنت أتناول أهمية التعزيز، خاصة في المرحلة الابتدائية، وفجأة قاطعني أحد الطلاب بمداخلة صادقة ومؤثرة، بعد أن بدا عليه التأثر، واحمرت عيناه بشيء من الذكرى، وتحدث بصوت تختلط فيه العاطفة بالامتنان عن تجربة شخصية، حين كان في الصف الأول الابتدائي، وكيف أن أستاذه -رحمه الله- قد علق له عدة "نجمات" كمكافأة على تفوقه.يقول الطالب إن ذلك المشهد البسيط غيّر مجرى يومه بالكامل، فقد عاد إلى منزله محملاً بالفرح، واستقبلته أسرته باحتفال عفوي لا يُنسى، وعلى الرغم من أن الحدث مضى عليه نحو عشرين عاماً، إلا أن أثره التربويّ لا يزال حيًا في ذاكرته، وكأنما حدث بالأمس القريب.هذه القصة البسيطة تُلخص فلسفة التعزيز الحقيقية؛ إذ أنه لا يقتصر على تحفيز مؤقت، بل يُغرس في وجدان الطالب، وينعكس على مسيرته العلمية والحياتية لسنوات طويلة، وحينما ندرك هذه الحقيقة، فإننا نُدرك أن كلمة طيبة، أو إشارة تقدير، أو حتى نجمة صغيرة، قد تصنع فارقًا عظيمًا في حياة الطالب.وعلى مستوى نتائج البحوث التربوية الحديثة، فهي تؤكد أن الطلاب الذين يتلقون التعزيز الإيجابي يشعرون بدافع أكبر للتعلم، وتترسخ لديهم مفاهيم النجاح والثقة بالنفس، كما أن تعزيز السلوك الإيجابي منذ الطفولة يسهم في تشكيل جيل يؤمن بقيم العمل الجاد والاعتراف بالإنجاز.لذلك، أدعو زملائي التربويين في كل مراحل التعليم إلى جعل التعزيز عادة يومية في قاعات الدراسة، فالتعزيز لا يحتاج إلى ميزانيات ضخمة، بل إلى قلب واعٍ، وإرادة تؤمن بأن الكلمة الطيبة قد تبني أمة.وفي النهاية، قد ينسى الطالب يوماً جدول الضرب أو تاريخ حادثة مهمة، لكنه لن ينسى أبداً معلمًا عزز ثقته بنفسه في لحظة فارقة من حياته، على اعتبار أن التعزيز ليس مجرد مكافأة عابرة، بل هو استثمار طويل الأمد في بناء الثقة والطموح داخل نفوس طلابنا، ومن يزرع بذور التشجيع اليوم، يحصد غدًا قادة ومبدعين يضيئون دروب المستقبل، ولرُبَّ كلمة طيبة تغيّر مصيرًا. انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.