نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أميركي يصطاد النعامة الأخيرة في جزيرة العرب قبل 77 عاماً, اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 12:26 صباحاً
نشر بوساطة سعود المطيري في الرياض يوم 20 - 05 - 2025
وفقاً للكاتبة فيوليت ديكسون زوجة المفوض السياسي البريطاني في الكويت هارولد ديكسون كان المقاولون الأميركيون في الفترة ما بين 1948م إلى 1950م يمدون خط أنابيب النفط الكبير الذي يعرف باسم التوبلاين عبر شمالي الجزيرة العربية ليحمل البترول من حقل النفط السعودي بإقليم الأحساء إلى ميناء صيدا على ساحل لبنان وقد اتخذ رأس مشعاب وهو لسان بري داخل البحر على شاطئ الخليج في جنوب المنطقة المحايدة كميناً لتفريغ المواد والمعدات اللازمة لإنشاء خط الأنابيب وكانت الكاتبة أحياناً تذهب إلى هناك بالسيارة لمشاهدة النشاط المضني في ميناء مشعاب وللتحدث إلى بعض الأميركيين العاملين في المشروع وكان الخط سيعبر بعض الأراضي الصحراوية النائية المنعزلة قرب الحدود العراقية السعودية وعندما تقدم الإنشاء كان على العاملين في المشروع أن يعيشوا ويعملوا فترة من الزمن في هذه البراري مترامية الأطراف وغير المطروقة تقريبًا وكانوا في هذه المناطق يتصلون بميناء رأس مشعاب بواسطة اللاسلكي وفي إحدى أمسيات أعياد الميلاد خلال تلك السنوات كانت الكاتبة تحاول التقاط محطة الإذاعة البريطانية بي. بي. سي. من مذياعها في البيت عندما سمعت أصواتاً أميركية فاسترقت فيلويت السمع إلى محادثتهم وكان هناك استفسار عن المخازن وما إذا كانت معدات معينة قد وصلت وكان واضحاً من طريقة ملاحظاتهم وكلمة (حوّل) التي كانوا ينتقلون بها من الإرسال إلى الاستقبال أنها تستمع إلى بعض موظفي التوبلاين التقطها المذياع وقد كانت المحادثة تقنية إلى حد بعيد ولكن فجأة كما تقول سمعت شيئاً زادها فضولاً فقد قال الرجل الذي كان من الواضح أنه في أعماق الصحراء لزميله في القاعدة: وماذا لدينا لعشاء عيد الميلاد غداً..؟ أجاب: نعامة!!
وسمعت الرجل على الطرف الآخر يعبر عن دهشته بينما قال الرجل الأول إنه قد اصطاد هذه النعامة في مكان غير بعيد من معسكرهم وتستطرد الكاتبة: لقد ذهلت وتمنيت لو أمكنني أن أسألهما عنها حيث كان هذا الموضوع يهمني جداً فقد كان النعام متوفراً بشكل معقول في صحراء النفود في شمال نجد حتى عام 1919 أو 1920 وكانت قبيلة عنزة قد أهدتني جلد نعامة عام 1922م عندما كنت في الحلة ولكن خلال إقامتنا في الكويت لم نسمع أخباراً موثوقاً بها عن وجود نعام إلا فيما ندر فقد أصبح هناك افتراض عام بأن النعام قد تعرض للصيد إلى حد الانقراض وفي عام 1930م أحضر بدوي من قبيلة العجمان إلى ديكسون بيضتي نعامة لا أزال أحتفظ بهما ضمن ممتلكاتي ولكنهما على قدر ما أذكر لم تكونا قد وجدتا في صحراء النفود ولكن في المناطق الرملية التي تحد الربع الخالي من الجنوب ومنذ ذلك الحين لم يكن لدينا أي دليل على أن النعام لا يزال يعيش في شبه الجزيرة العربية وقد فكرت أنه ربما يكون مخطئاً ولكنني قررت أنه حتى أقل المشاهدين معرفة لا يمكن أن يخطئ في معرفة النعامة ثم تساءلت باستغراب ما إذا كانت تلك هي آخر نعامة في الجزيرة العربية وشعرت بأسى شديد لقتلها وتقديمها كعشاء في عيد الميلاد.
تذكر بعد ذلك أنها خلال الفترة ذاتها من إنشاء التوبلاين ولا تتذكر السنة على وجه الدقة سافرت على الطائرة داكوتا التي كانت تطير يومياً لنقل المؤن من الظهران ورأس مشعاب إلى المحطات المتقدمة على خط الأنابيب وقد هبطت الطائرة في مطار بدنه الصحراوي (قرب عرعر) وهي على بعد 500 ميل غربي الكويت وبينما كانوا هناك أطلعهم أحد الأميركيين العاملين في محطة الضخ على جلد فهد وكان قد أطلق عليه النار بعد أن صدمه بسيارته صدفة وأصابه بينما كان يجري أمامه عبر الطريق الصحراوي وقد اعتقد أنه نمر أو قط ولكن ديكسون قال إنه فهد وقد تم إرسال صورة لجلده إلى متحف التاريخ الطبيعي في لندن إذ كانت الفهود كالنعامات شائعة سابقاً في شبه الجزيرة العربية ولكن منذ أن جاؤوا للكويت كما قالت كانت تلك أول مرة يشاهدون فيها دليلاً موثقاً على وجود الفهد هناك.
الأستاذ سيف مرزوق الشملان مقدم ومراجع كتاب فيوليت أربعون عاماً في الكويت مصدر هذه المعلومات والذي يؤخذ عليه عدم تحقيق أسماء بعض الأماكن ومنها أماكن معروفة مجاورة للكويت. ذكر أن النعام والكثير من الوحوش التي كانت تدخل جزيرة العرب من أفريقيا توقفت مع إنشاء قناة السويس سنة 1869م وبقي الموجود منها سابقاً فقط. فقضى عليها بعد ذلك التمدد العمراني والصيد الجائر.
كتاب فيوليت أربعون عاماً في الكويت
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق