مُرتكزات الترجمة في المحافل الدوليّة

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مُرتكزات الترجمة في المحافل الدوليّة, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 11:53 مساءً

مُرتكزات الترجمة في المحافل الدوليّة

نشر بوساطة بدور بنت عبد العزيز الفالح في الرياض يوم 19 - 05 - 2025

alriyadh
سبحان من جعلَ العقلَ البشريّ ديناميكيًا؛ يتجدد فكره وعطاؤه، وهذا العقل البشريّ لا ينضب؛ بل يظل يغيثُ اختراعاتٍ وإبداعات تخدم بني جنسه؛ منها ذلك الاختراع المُدهش الذي أذهل مُستخدميه؛ حتّى أصبحَ علمًا بحدِّ ذاته؛ بل تعددت تخصصاته؛ ألا وهو الذكاء الاصطناعيّ، ومن استخداماته وإبداعاته الترجمة، من اللغات وإليها؛ سواءً أكانت الحيّة منها أم غيرها؛ إلا أنّ ذلك العقل الصناعيّ بذكائه المُتفتّق يعتمد اعتمادًا كُليًّا على العقل البشريّ؛ الذي يُدخل تلكم المعلومات إلى ذلك العقل الصناعيّ، ومن ثم يصيغها ذلك الأخير أو يُعيد برمجتها. ولا ريب أنّه قد أفادَ في مجال الترجمة؛ من حيث التقنية وسرعة إيجاد المعلومة؛ إلا أنّه توجد مجالات لا يُمكن إعمالها إلا بالترجمة البشريّة الفوريّة؛ وذلك لحساسيتها وتطلّبها دقةً مُتناهية؛ وبالأخص الترجمة الفوريّة في المجالات السياسيّة في المحافل الدوليّة، وعلى وجه الخصوص إذا كانت ترجمةُ كلماتِ قادة.
استوقفتني ترجمة كلمة صاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في منتدى الاستثمار السعوديّ الأميركيّ؛ الذي عُقد في الرياض في 13 مايو 2025، كان مترجمُ كلمة سموّه على درجةٍ عالية من الإبداع والتميّز؛ من حيثُ سلامة اللغة ومخارج حروفها وما تعنيه كل كلمةٍ؛ ولِمَ لا، فهوَ يُترجم كلمةَ قائدٍ فذ، ويتكلمُ بصوته؛ إذ إنّ كل كلمة من كلمات القادة لها معانيها ومدلولاتها وغاياتها، ويستوجب على المترجم أن ينقل تلكم الكلمات وِفقَ ما تعنيه؛ حيثُ إنّها ستؤخذ وتُحلل وتُدرَس وتصبح وثيقةً تاريخيةً ومرجعًا من المراجع التي يُستند إليها. كما استوقفتني ترجمة أولئك المترجمين لكلمة رئيس الولايات المتّحدة الأميركية دونالد ترمب؛ حيث أبدعوا وتميّزوا وأتقنوا حرفة الترجمة. استمرت الكلمة لأكثر من ستٍ وأربعين دقيقة؛ وهذا يتطلب نفسًا عميقًا، وسرعةً مع بديهة، وملاحقةً للمُتحدث. ومما زادَ من صعوبةِ تلكم الترجمة أن كانت كلمة فخامة الرئيس ارتجاليّة، وهذا مصدر صعوبة أخرى؛ لكن حينما يكونُ المترجمُ على درجةٍ عاليةٍ وإدراكٍ تامٍ لما يقومُ به وما تتطلبه الترجمة الفورية -لا سيما في مثل هكذا محافل- يوصل الرسالة للمُستمِع وفق استراتيجيات الترجمة الفورية، ليتلقاها المُستقبِل بلغةٍ مفهومة، وهذا الأسلوب يتطلبُ مِرانًا وتدريبًا لا يكلُّ ولا يملُّ؛ حيث إن هذه المواقف -في كلتا الحالتين- قد تجعل المترجمين يشعرون بشيءٍ من الخوف، وقد ينتابهم بعض التلعثم والتعتعة، وقد يُرتج عليهم؛ لا سيما حين تُترجَم كلماتُ قادةٍ في محافلَ دوليّة -كمنتدى الاستثمار السعوديّ الأميركيّ، ومن قائدين كبيرين، كصاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وفخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتّحدة الأميركية- حيثُ العالم كل العالم يترقبُ الكلمتين، وعلى وجه الخصوص المشتغلين بالسياسة والاقتصاد والأمن والسلام الدوليين، فكلُّ كلمةٍ ينطق بها هذان القائدان يُحسب حسابها وتدخل حيز التنفيذ، وهذا ما يُضاعف جهدَ المترجمين وقلقهم وتوترهم، فكم شيّبت المنابر بأصحابها؛ ذلك أنّ المنابر تحتاجُ إلى العدّة والاستعداد لها؛ لما تحمله الترجمة من مسؤوليةٍ عُظمى، فمن خلالها تنبعُ قرارات ذاتُ أهميّةٍ كُبرى. وقد يكونُ من المفيد وذا الجدوى أن يُستفادَ من خبرات وتجارب أولئك المترجمين؛ وذلك بتقديم التدريب للطلاب والطالبات في كليات اللغات والترجمة في جامعاتنا؛ بحيثُ أن يُبدأَ من حيث انتهى الآخرون؛ فهؤلاء المترجمين ما وصلوا إلى هكذا درجة من القدرة والتمكّن من الترجمة إلا بعد جهدٍ وجهادٍ وصبرٍ ومُصابرة؛ يحقُ للطلاب والطالبات أن يستفيدوا منها.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق