نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: شرف الخصومة, اليوم الأحد 11 مايو 2025 02:10 صباحاًشرف الخصومة نشر بوساطة عبد الرحمن بن حمد المزروع في الرياض يوم 10 - 05 - 2025 الاختلاف طبيعة بشرية وسنة من سنن الحياة، يقول الله عز وجل في سورة هود: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ولذَلكَ خَلَقَهُمْ)، لذا نجد الشرع الحنيف يحثنا على أدب الخلاف والتحلي بشرف الخصومة، يقول الله عز وجل في سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، كما أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حذر من الفجور في الخصومة، ووصف المنافق بأنه إذا خاصم فجر، ومن يستعرض تاريخنا الإسلامي والعربي المجيد يلاحظ العديد من النماذج الراقية في أدب الخلاف وشرف الخصومة، والحرص على تجنّب الغوغاء والوضاعة، ومن ذلك ما يُذكر عن عبدالملك بن مروان عندما سئل هل يشرب مصعب بن الزبير الخمر، وبالرغم من الخلاف المعروف بينهما -رحمهما الله- إلا أن عبدالملك أجاب: "لو علم مصعب أن الماء يفسد مروءته ما شربه"، وهنا تتجلى الأخلاق الإسلامية، والأصالة العربية، والأخلاق السامية، فعند الخصومة والغضب تظهر معادن الرجال، ولذلك قيل: "إذا أردت معرفة أخلاق شخص فانظر إليه حين يغضب"، فحينها تنكشف الحقائق، وتتضح المشاعر، وتتبيّن الأصالة وحسن التربية، ويظهر رقي الشخص من عدمه، يقول ابن خلدون: "الأمم البدائية تتفاضل فيما بينها بالقوة، فإذا ارتقت تفاضلت بالعلم، فإذا بلغت النهاية في الرقي تفاضلت بالأخلاق"، وعندما ساءت علاقة أبو الطيب المتنبي مع سيف الدولة، قال: فإن كان فعله الذي ساء واحد فأفعاله اللائي سررن ألوففلم ينكر فضله، ولم يفش سره، ولم يتحدث عنه بسوء أمام الآخرين، فأدب الخلاف وشرف الخصومة فضيلة لا يملكها إلا الشرفاء، وأصالة لا يتحلى بها إلا أصحاب القيم والمبادئ، وفروسية لا يتقنها إلا النبلاء، فكما أن الفارس لا يطعن خصمه من الخلف، فإن من يتحلى بشرف الخصومة لا يتحدث بسوء عن خصمه في غيابه، ولا يفشي أسراره، ولا يعمل على تشويه سمعته، ولا يحرض عليه القريب والبعيد، ولا يرميه بالاتهامات الباطلة، والأحاديث الزائفة، بل يترفع عن هذه الوضاعة والدناءة ويتركها لضعاف النفوس وعديمي المروءة، يقول الشافعي:ولا خير في خل يخون خليله،،، ويلقاه من بعد المودة بالجفاوينكر عيشا قد تقادم عهده ،،،ويظهر سرا كان بالأمس قد خفاوفق الله الجميع لكل خير.. انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.