نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: اللغة العربية والهوية الوطنية, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 01:26 صباحاًاللغة العربية والهوية الوطنية نشر بوساطة فهد إبراهيم البكر في الرياض يوم 09 - 05 - 2025 هناك عبارة جميلة لأبي منصور الثعالبي (429ه) في كتابه (فقه اللغة وسر العربية) تؤصل لمفهوم الهوية اللغوية، والانتماء الديني، واللغوي، والوطني، وهي قوله: «أما بعد حمد الله على آلائه، والصلاة والسلام على محمد وآله، فإنّ من أَحَبَّ الله تعالى أحبَ رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، ومن أحبَّ الرسولَ العربي أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحب العربية عني بها، وثابر عليها، وصرف همته إليها، ومن هداه الله للإسلام، وشرح صدره للإيمان، وآتاه حسن سريرة فيه اعتقد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة». إن هذه العبارة التي استهل بها الثعالبي كتابه تؤسس لمفهوم الانتماء، وتعزيز الهوية، وذلك من خلال اللغة، فهذه الدرجات التراتبية في المحبة هي سلالم حجاجية تؤدي إلى اقتناع المتلقي بأفضلية اللغة، وأفضلية أهلها، والمكان الذي نبعت منه، والأصل الذي ولدت فيه؛ ولهذا نستطيع السير على منوال عبارة الثعالبي في تسلسلها، وذلك أن هذه الأرض المباركة التي هي المملكة العربية السعودية هي مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، ومعقل العربية الأول، فمن أحب العربية أحبها، ومن أحب الإسلام أحبها، ومن أحب الدين، والعروبة، أحب منبعها، وأرضها، وأهلها، وأحب من يقوم على خدمتها، ورعايتها، ويرعى شؤونها، وهنا تصبح الهوية الدينية، واللغوية أمراً مهماً في علاقة الإسلام واللغة بهذه الأرض الطيبة، وما يتصل بها.إن ارتباط اللغة العربية بإنسانها العربي، وبأرضها العربية، وبثقافتها العربية، وبعلومها، وآدابها ارتباط وثيق، فاللغة التي هي ركن أصيل، وسد منيع، تنمو وتسمو بالعربي الذي يعتز بها، قبل غيره الذي اعترف بها، وبفضلها، وقيمتها العلمية، والأدبية، والثقافية، والحضارية، والأخلاقية؛ لهذا فإن التركيز على قيمة الهوية في علاقتها باللغة، وربط ذلك ببعضه البعض هو أول مظاهر الاحتفاء باللغة، والاعتناء بها، ومن هنا فإن علينا أن نعزّز من أثر اللغة العربيّة في الهوية الوطنية، وتقديم الرؤى، وصياغة المقترحات، وصناعة المبادرات والمشاريع التي من شأنها أن تجعل الإنسان أكثر حباً للغته، وانتماءً لوطنه، ولا سيما أن المملكة العربية السعودية التي تمثل جزيرة العرب تشهد اليوم حراكاً ثقافيّاً، يأتي ضمن خططها التنموية، وكما قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -: «القرآن الكريم نزل بلغة العرب، وهذا شرف لهم ومسؤولية».ولأننا اليوم نعيش - بحمد الله - في وطن عظيم وُلدت منه اللغة العربية، وانطلقت من أرجائه؛ لتضيء للدنيا في مشارقها ومغاربها، فإن العربية جزء أصيل من بلادنا، وثقافتنا، وهويتنا منذ القديم، وستبقى مشرقة للعالم من موطنها الأول أمام كل اللغات؛ لذلك فإن الحديث عن اللغة العربية والهوية الوطنية أمر في غاية الأهمية، ولا سيما في هذا الوقت الذي يظن كثير من الناس بأن اللغة ضعفت، أو أنها لا تخدِمُ، ولا تقدِّمُ؛ لهذا شكراً لجامعة القصيم ممثلة بكلية اللغات والعلوم الإنسانية بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية على عقدهم الأسبوع الماضي مؤتمراً بعنوان: (اللغة العربيّة وتعزيز الهويّة الوطنيّة السعوديّة) لتقوية هذه الفكرة، ومناقشة موضوعاتها، واستعراض التجارب العالمية حولها، وأثر ذلك العنوان في تنمية الهوية اللغوية، وربط ذلك الأثر بالهوية الوطنية في المملكة العربيّة السعودية. انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.