كبار السن في السعودية.. ومبادرات مستدامة

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كبار السن في السعودية.. ومبادرات مستدامة, اليوم الخميس 8 مايو 2025 02:27 صباحاً

كبار السن في السعودية.. ومبادرات مستدامة

نشر بوساطة محمد الحمزة في الرياض يوم 08 - 05 - 2025

2131113
تبنت المملكة العربية السعودية رؤية وطنية طموحة (رؤية 2030) تشمل تعزيز جودة الحياة وتمكين جميع فئات المجتمع، بما في ذلك كبار السن، حيث يُشكلون نحو 6.3 % من السكان (نحو 2.2 مليون نسمة) وفقًا للهيئة العامة للإحصاء عام 2023. وتُشير التوقعات إلى ارتفاع هذه النسبة إلى 10 % بحلول 2050 (الإحصاءات العالمية للأمم المتحدة، 2022)، مما يعزز ضرورة استدامة البرامج الموجهة لهم.
أسست السعودية برنامجا وطنيا لكبار السن تحت مظلة وزارة الموارد البشرية، مع زيادة عدد دور الرعاية إلى 15 دارًا عام 2023 مقارنة ب12 دارًا في 2021، وتخطط لبناء 8 مراكز جديدة بحلول 2025. كما خصصت 1.2 مليار ريال من ميزانية 2023 لدعم مبادرات الرعاية الصحية والاجتماعية، حيث يوفر "الضمان الاجتماعي" مساعدات نقدية دورية للأسر المحتاجة التي تضم كبار السن، بما في ذلك توزيع 30,000 جهاز مساعد (كراسي متحركة، أسرة طبية) خلال العامين الماضيين مما يضمن استقلاليتهم وكرامتهم في منازلهم. وتقدم خدمات الإقامة المنسقة والرعاية التمريضية والنفسية، إضافة إلى برامج التأهيل المهني والترويح الاجتماعي.
يوفر القطاع الصحي الحكومي خدمات طبية مجانية أو مدعومة للمسنين في المستشفيات والمراكز الصحية، مع تفعيل وحدات طب الشيخوخة ضمن المستشفيات الكبرى لضمان رعاية شاملة للأمراض المزمنة والشمول الصحي، وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، توسعت مبادرات "الرعاية المنزلية" لتصل إلى مناطق ريفية، عبر فرق طبية واجتماعية تزور كبار السن في منازلهم لتقديم الخدمات الأساسية والرصد الصحي المنتظم.
حيث يغطي القطاع الصحي الحكومي 95 % من كبار السن عبر وحدات طب الشيخوخة في 20 مستشفى حكوميا، وفقاً لتقرير وزارة الصحة عام 2023. كما وسعت مبادرات الرعاية المنزلية نطاقها لتشمل 120 قرية نائية، مع استخدام تقنيات "الطب الاتصالي" لخدمة 50,000 مسن سنويًا. وتتعاون الوزارة مع 12 شركة خاصة لإطلاق مراكز رعاية نهارية، تماشيًا مع مبدأ "الشيخوخة النشطة" الذي تدعمه منظمة الصحة العالمية.
وفقًا لمبادئ الأمم المتحدة لكبار السن (قرار الجمعية العامة 46/91 الصادر بتاريخ 16 ديسمبر 1991)، تُنظّم هذه المبادئ حول خمسة محاور رئيسة: الاستقلال، المشاركة، الرعاية، التحقّق الذاتي والكرامة. حيث أدمجت الهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة (الصحة الجيدة) عبر توفير فحوصات دورية ل85 % من كبار السن فوق 65 عامًا. كما حققت تقدمًا في الهدف 10 (الحد من عدم المساواة) برفع مخصصات الضمان الاجتماعي لكبار السن بنسبة 20 % في 2022، لضمان حياة كريمة.
وتم تحقيق الهدف 11 (المدن والمجتمعات المستدامة)، عبر تهيئة بيئات حضرية صديقة لكبار السن، كإنشاء مسارات مخصصة للمشي وتطوير مراكز مجتمعية قريبة، تتواءم مع متطلبات العمر المتقدم. وتم تحقيق الهدف 17 (شراكات من أجل تحقيق الأهداف)، عبر الدور الفاعل للشراكات الحكومية -الخاصة- المدنية يعكس التزامًا بمبدأ التضامن والتمويل الشامل للوصول إلى جميع كبار السن.
تبوأت السعودية مكانة رائدة إقليميًّا وعالميًّا في تعزيز حقوق كبار السن، من خلال إصدار نظام رعاية المسنين الذي يكفل حقوقهم في الحصول على الخدمات والرعاية المناسبة، والاستثمار في البنى التحتية بإقامة مراكز متخصصة ومشاريع مجتمعية تعنى بالشيخوخة الصحية والنشطة، مع تبادل الخبرات على المنصات الدولية.
رغم التقدم، تواجه المناطق الريفية فجوة في الوصول إلى الخدمات، حيث 30 % من كبار السن في هذه المناطق لا يحصلون على رعاية منتظمة وفقاً لما ورد في تقرير التنمية البشرية عام 2023. لذا، تخطط الوزارة لزيادة فرق الرعاية المنزلية بنسبة 50 % بحلول 2025، مع تدريب 2,000 ممرضة متخصصة في طب الشيخوخة بالتعاون مع جامعة جونز هوبكنز الأميركية.
شاركت السعودية في المنتدى العالمي للشيخوخة 2023 التابع للأمم المتحدة، معلنةً عن مشروع "السعودية الذكية لكبار السن" الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لمراقبة صحة 100,000 مسن عبر منصات رقمية. كما وقعت شراكة مع الصندوق الدولي للشيخوخة لتمويل أبحاث حول الأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر.
لقد أظهرت المملكة التزامًا راسخًا بمبادئ حقوق الإنسان الدولية ومنطلقات التنمية المستدامة فيما يخص فئة كبار السن. عبر استراتيجيات وطنية طموحة وجهود تشاركية واسعة، وحققت المملكة تميّزًا إنسانيًا وعالميًا في ضمان حياة كريمة ومستقلة وآمنة لكبار السن، مما يعزز من مكانتها كشريك فاعل في مسيرة حماية حقوق الإنسان على المستوى الدولي.
كبار السن هم عماد الحكمة وذاكرة الأمة، واستثمارنا في رعايتهم وتمكينهم يعكس التزامنا ببناء مستقبلٍ يضمن الكرامة والصحة للجميع. في السعودية، نسير وفق رؤية 2030 لنسجّل نموذجًا عالميًا في دمج كبار السن في التنمية المستدامة، تماشيًا مع مبادئ الأمم المتحدة، لأنَّ رفعة الأمم تُقاس بحرصها على أبنائها حتى في لحظات حياتهم الذهبية.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق