الملكة ترف دخيل واستنزاف بلا معنى

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الملكة ترف دخيل واستنزاف بلا معنى, اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 11:26 مساءً

الملكة ترف دخيل واستنزاف بلا معنى

نشر بوساطة مسفر آل فطيح في الوطن يوم 06 - 05 - 2025

1164749
في السنوات الأخيرة، تسللت إلى مجتمعنا عادات دخيلة لم تكن مألوفة في عهد الآباء والأجداد، ومن أبرزها ما يُعرف اليوم ب«حفلة الملكة» حفل يُقام بعد عقد القران، يضاهي في مظاهره ليلة الزواج، بل قد يفوقها في التكلف والإنفاق والمبالغة..
تحدث كثيرون عن هذه الظاهرة، وأنا واحد ممن كتبوا عنها، لأنها باتت تمثل هدرًا ماليًا مرهقًا للعريس، وتُكرّس مظهرًا مكررًا لا يحمل قيمة مضافة..
إنها نسخة مستنسخة من حفل الزواج، تُقام قبل الزفاف، وتُثقل كاهل الزوج، وتستهلك من المدعوين وقتًا وجهدًا ومالًا، رغم أن كثيرًا منهم لا يقتنعون أصلاً بجدوى هذا الحفل، لكنه الحرج الاجتماعي والمجاراة لا أكثر..
تخيل فقط أن يكون في محيط العائلة أو القبيلة خمس زيجات في صيفٍ واحد، ما يعني خمس حفلات ملكة تسبقها!
فمتى يستطيع الإنسان، الذي تربطه أواصر القربى، أن يُلبي كل هذه الدعوات وهو غير مقتنع، بل مُنهك ذهنيًا وماليًا؟ وليس لديه الوقت الكافي لتلبية كل الدعوات؟
الواقع أن المستفيد الحقيقي من هذه المظاهر ليس العروسين، بل أصحاب القاعات، ومحال الورد، والهدايا..
أما العريس، فقد يشعر بفرحة لحظية، لكنها تنتهي سريعًا، لتبدأ بعدها رحلة الديون والضغوط النفسية والمشاكل الزوجية التي قد تتفاقم من أول الطريق بسبب الضائقة المالية..
أما من زاوية الدين، فإن الشريعة الإسلامية تدعو إلى التيسير في الزواج لا التعسير، قال صلى الله عليه وسلم: «أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة».
لكننا اليوم نقف على النقيض تمامًا: نقيس الزواج بحجم الحفل لا بنُبل القصد، وبفخامة الورد لا برقي التفاهم.
وفي زحمة هذه الطقوس، يغيب عن بعض النساء جوهر الارتباط ومسؤوليته، ويختزل الزواج في فساتين وتصوير وهدايا، متناسين أن الزواج في حقيقته مشروع حياة، لا لحظة مجد اجتماعي عابرة..
وفي المجتمعات الراقية، ومجتمعنا بإذن الله يتصدر القائمة في الرقي والثقافة والثقة والعلم، تُقاس قيمة المرأة المتزوجة بثقافتها الرفيعة، وبقدرتها على إدارة منزلها، وتربية جيل يُسهم في بناء الوطن.
هي المدرسة الأولى، والمربية الأعظم، وركيزة البيت وعماده، وضابطة إيقاع النجاح والاستقرار.
وعندما نرى عادات تُرهق وتُكلف ماديًا وتُضعف المعنى الحقيقي للزواج، فنحن أمام خيارين لا ثالث لهما:
إما الاستسلام لها تحت ضغط المجاملة، أو مواجهتها بسلاح الوعي والإدراك والمسؤولية..
فما نُؤسسه اليوم، وما نقتنع به ونُمارسه، سيكون متاحًا ومقبولًا للأجيال القادمة، وقد يصعب تغييره لاحقًا.
لذا، فإن معركتنا ليست ضد الفرح، بل ضد المبالغة، وضد التكرار الذي يُفرغ الفرح من محتواه.
نحن بحاجة إلى أفراح تُفرِح... لا تُرهق.
نحتاج إلى زواج يبدأ بثبات... لا يُبنى على وهم اللحظة.
نحتاج إلى مجتمع يعيد تعريف البهجة، ويُرسخ قيم التيسير لا الاستنزاف..

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق