نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: المُرشد الأوحد, اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 03:01 صباحاًالمُرشد الأوحد نشر بوساطة fatimahnahar@ في البلاد يوم 06 - 05 - 2025 في بعض العلاقات، يظهر شخص يضع نفسه في موقع "المرشد الأوحد"، ذلك الذي يصرّ على أن يعود إليه الآخرون في كل قرار صغيرًا كان أم كبيرًا، يتحدث بثقة زائدة، وينسج حول نفسه هالة من الفهم المطلق والخبرة التي لا يُشق لها غبار، حتى يظن السامع أنه لا طريق للنجاح دون المرور من بوابة رأيه، ويبدأ الأمر بنية نصح، لكنه ينتهي بتحكم خفي يُضعف الاستقلالية ويفرض التبعية. هذا النوع من الأشخاص، لا يكتفي بإبداء الرأي فقط، بل يربطون فشل الآخرين بعدم استشارتهم لهم، فإن تعثّر أحدهم في تجربة، أو لم ينجح في مشروع، يسارعون إلى التوبيخ أو التلميح بأن الخطأ كان في تجاوزه لهم، بل يتهمونه بقلة الفهم، وكأن العودة إليهم ضمان وحيد للسلامة والنجاح.الخطير في مثل هذه الشخصيات، ليس فقط تحكمهم، بل تحيّزهم الواضح. فهم لا يرون الأمور إلا من زاويتهم، ويشككون في قدرات الآخرين إذا لم تتوافق اختياراتهم مع آرائهم، وكما أنهم يقلِّلون من تجاربهم، ويهمشون مشاعرهم، و يُعلّون من شأن نصائحهم كأنهم أفراد يمتلكون مفاتيح حُلول الحياة كلها!وبمرور الوقت، يجد من يحيط بهؤلاء الأشخاص، نفسه في دائرة من الشك والقلق، و يخاف من أن يخطو أي خطوة دون موافقتهم، فيفقد ثقته بذاته، ويصبح رهينًا لرأي أشخاص يحجّمون من طموحه، ويشوّهون إدراكه لذاته وإمكاناته.وممّا لا شك فيه أن الحياة مشاركة، والنصيحة الحقيقية تُعطى بتواضع لا بغرور، وبحرية لا بتحيز أبدًا، ومن يكترث لأمرك، لا يُضعفك، ومن يؤمن بك،لا يشكك فيك.فيجب علينا أن لا نجعل من رأي شخص ما، سجنًا لعقولنا، ولا من حضوره، شرطًا لنجاحنا، ولا ننسى أن الاستشارة مهمة، لكن الأهم، أن نبقى أحرًارًا في اختياراتنا. انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.