من جيزان إلى الهند.. كيف صاغ البحر هوية أبناء جيزان وفرسان؟

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من جيزان إلى الهند.. كيف صاغ البحر هوية أبناء جيزان وفرسان؟, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 09:33 صباحاً

من جيزان إلى الهند.. كيف صاغ البحر هوية أبناء جيزان وفرسان؟

نشر بوساطة أحمد علي بكري في الوكاد يوم 05 - 05 - 2025

1950173
على مرمى حجر من مهرجان «الحريد» السنوي في فرسان، الذي يُحيي تراث الصيد والغوص، تتنفس جيزان وفرسان تاريخًا بحريًا يمتد إلى مئات بل آلاف السنين. هنا، حيث تُعلّم الأمواج الإنسان التواضع، وتُحفر دروس الحياة على جدران السفن الخشبية، تروي حكايات الأجداد عن رحلاتٍ تجاريةٍ بطوليةٍ وصلت إلى سواحل الهند، حاملين البن واللبان، عائدين بالخيرات مثل الأخشاب والدهان العطرية والبهارات والحرير الهندي (الميل)، في رحلةٍ شاقةٍ صنعت منهم أسيادًا في فنون الملاحة.
لم تكن رحلات أبناء جيزان وفرسان مجرد إبحارٍ عشوائي، بل كانت رحلاتٍ مدروسةً بذكاءٍ فطري. فقبل اختراع الأجهزة الحديثة، اعتمدوا على النجوم واتجاهات الرياح الموسمية، مثل رياح «الكوس» الصيفية التي كانت تحمل سفنهم من ميناء جيزان إلى موانئ الهند وسريلانكا. تقول أم محمد، حفيدة أحد أشهر الملّاحين: «جدي كان يروي كيف أنهم تعلموا من الهنود فنونًا جديدةً في بناء السفن، بينما علّموهم هم طرقَ صيد اللؤلؤ».
فقد كانت السفينة الشراعية (الصنبوق أو السنبوك): مدرسة الصبر والعِشرة، فعلى ظهر «الصنبوق أو السنبوك»، السفينة الخشبية التقليدية، تختصر الحياة كلها:
- الصلابة: «من يبكي على البحر يغرق».. مثلٌ شعبي يلخص فلسفتهم في مواجهة الأعاصير.
- التكافل: نظام «القرينية» (الشراكة في الرحلات) جعل الربح خيطًا يجمعهم قبل الخسارة، فالبحر يُعلّم أن النجاة جماعية أو لا تكون.
الذكاء: حتى اليوم، يستخدم صيادو فرسان إشاراتٍ مثل «اصفرار الأفق» للتنبؤ بالطقس، متحدِّين توقعات الأرصاد الحديثة أحيانًا!
البحر في دمائهم: من الغوص إلى «الحريد».
قبل أسابيع من انطلاق مهرجان الحريد (الذي يُقام مع تجمع أسماك «الحريد» النادرة حول جزيرة فرسان)، تتحول الجزيرة إلى ورشة عملٍ فنية: شباك تُصلح، قوارب تُدهن، وأغانٍ شعبية تُعاد. المهرجان ليس احتفالًا بالصيد فحسب، بل بطريقة حياةٍ توازن بين الاحتياج البشري واحترام البيئة، تمامًا كما فعل الأجداد عند إبحارهم إلى الهند دون إفراطٍ في استغلال البحر.
الختام
يبدو البحر الأحمر وكأنه يهمس للعالم: «هنا، حيث التقى الإنسان بالبحر، وُلدت حضارةٌ لا تعرف سوى لغة الأمواج». حضارةٌ ترويها شباك الصيد المعلقة على الجدران، وأسماء السفن القديمة المحفورة على الصخور، وهمسات الملّاحين القدامى الذين رأوا في الهند لياليَ لم يرها غيرهم.
نقلا عن الجزيرة

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق