نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إنهم لا يدفعون الرواتب!, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 07:17 صباحاً
نشر بوساطة عصام أمان الله بخاري في الرياض يوم 02 - 05 - 2025
في أحد المحافل الدولية، اجتمع رئيس شركة في أحد الدول مع شخص يقود شركة أخرى والذي قدم عرضاً وشرحاً رائعاً عن خدمات شركته وتم الاتفاق المبدئي على التفاوض للدخول في صفقات ومشاريع تجارية. وبعد فترة وقبل التوقيع علي أي اتفاقات، إذا برئيس الشركة يُصدم بإيميل من أحد منسوبي شركته يحذره من ذلك الشخص وتلك الشركة التي كان يعمل بها سابقاً. كان سبب التحذير أن تلك الشركة بكل بساطة لم تكن تدفع الرواتب له عندما كان يعمل بها وكان عليها الكثير من الملاحظات والمشاكل القانونية. بطبيعة الحال كان القرار بعد التأكد والتثبت هو إيقاف كل المباحثات والمشاريع التي كانت في مرحلة التخطيط والتفاوض بناء على شهادة ذلك الموظف السابق عن شركته السابقة ورئيسها السيء.
هذه الحادثة ذكرتني بمقولة للسيد فيليب كوتلر: «أفضل الدعايات تكون عبر عميل راضٍ!». في الواقع ما غاب عن ذهن رئيس الشركة السيء ومن على شاكلته هو أنه مهما حاولوا تلميع صورهم في مواقع التواصل والإعلام والعلاقات العامة واستخدام المؤثرين، فستظل تجربة العملاء هي الشهادة ذات المصداقية والتأثير في السوق. أما الشهادة الأقوى والتي ينساها الكثير من المديرين والمسؤولين فهي شهادة الموظفين والمرؤوسين الذين عملوا وما يزالون يعملون في الشركات والمنظمات.
بكل بساطة، فالشركات والمنظمات التي تهتم بموظفيها وتستثمر فيهم وتحرص على تمكينهم وسعادتهم وتطوير إمكاناتهم تنجح في كثير من الأحوال في تقديم منتجات وخدمات مميزة ومنافسة تحظى برضا العملاء والزبائن. والعكس صحيح. فمن الصعب أن تتوقع من موظف محبط ومظلوم ويعاني الأمرين من أن يبدع وينجز ويتفاني في عمله. بطبيعة الحال هذا لا يعني إطلاقاً التساهل والتسيب مع التقصير أو سوء أداء الموظفين. فالحزم مطلوب في غير ظلم، والحلم مطلوب في غير ضعف ولؤم.
وكما يقول ريتشارد برانسون: «الاحترام هو كيف تعامل الجميع وليس فقط الذين تريد إبهارهم». فإذا أردت أن تعرف الإنسان فلا تنظر إلى شهاداته أو منصبه أو ثروته، بل انظر كيف يتعامل مع الناس البسطاء وموظفيه بعيداً عن الكاميرات والمسؤولين، فالتعامل المحترم لغة صعبة لا يتقنها المتكبرون. ويبقى التحدي الأهم هو كيفية خلق ثقافة منظمة وبيئة عمل وأنظمة تدعم هذه المبادئ وتحارب كل المتجاوزين مهما كانت مناصبهم ورتبهم.
هذه الإجراءات لها تكلفة دون شك. ولكن الخسائر الهائلة المترتبة على إهمالها والتفريط فيها أكبر بكثير. فلو أن شركة ذلك المدير السيء كانت ملتزمة بدفع راتب موظفها السابق لما خسرت عقوداً كبيرة كانت ممكن أن تخلق لها مبيعات وأرباح. وأكبر خسارة دون شك هي فقد المصداقية والسمعة في السوق مع العملاء والشركاء.
وباختصار، أفضل دعاية لبيئة العمل لأي منظومة يقوم بها موظفوها السعداء والمنجزون في ظل إدارة ممكّنة وعادلة ونزيهة. أما بيئات العمل السامة والمريضة فلن تجمّل حقيقتها صور الكعكات والحلوى وألوان الزينة ومنشورات دعائية وتسويقية بعيدة عن الواقع.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق