الجامعات السعودية تعزز التحول الرقمي للدواء الوطني

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجامعات السعودية تعزز التحول الرقمي للدواء الوطني, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 01:25 صباحاً

الجامعات السعودية تعزز التحول الرقمي للدواء الوطني

نشر بوساطة نورة الحربي في الرياض يوم 02 - 05 - 2025

2130175

تمكين صناعة الأدوية عبر الشراكات والاستثمار
توطين المعرفة والتقنيات الحديثة والتركيز على الابتكار والاستدامة
في إطار رؤية السعودية 2030، وضعت المملكة خطة شاملة لتنويع مصادر دخلها وتعزيز الاستدامة الاقتصادية، حيث برزت صناعة الأدوية كأحد القطاعات الاستراتيجية الحيوية لدورها المحوري في دعم الأمن الصحي والنمو الاقتصادي. وتسعى المملكة إلى ترسيخ مكانتها كمركز صناعي دوائي رائد في المنطقة والعالم، مستندةً إلى تحولات اقتصادية ومجتمعية واسعة أسستها الرؤية الطموحة، التي وضعت تمكين المرأة ضمن أولوياتها. وفي هذا السياق، أصبحت مشاركة السعوديات في القطاعات الحيوية -وعلى رأسها الصناعات الدوائية- هدفًا وطنيًا يعكس توجه الدولة نحو شمولية التنمية، مع سعي لرفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 40 % بحلول عام 2030، بعدما تخطت النسبة حاجز 30 %.
وتُعد صناعة الأدوية عنصرًا رئيسا في بناء منظومة صحية مستدامة، حيث تهدف المملكة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية الأساسية بنسبة 40 % من الاستهلاك المحلي، إلى جانب تطوير الابتكار الدوائي، وتعزيز التصدير، وتوطين الوظائف في مجالات متعددة تشمل التصنيع، والبحث السريري، وضبط الجودة، والتسويق الدوائي. كما تستهدف الخطط الوطنية رفع إسهام قطاع الصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية في الناتج المحلي من أقل من 1 % في عام 2020 إلى نحو 3-4 % بحلول 2030، مع التركيز على تمكين الكفاءات الوطنية، خصوصًا النساء، في مختلف مراحل سلسلة الإنتاج والتطوير الدوائي.
جذب الاستثمارات وتعزيز البحث
ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، تركز المملكة على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع الأدوية، إلى جانب تحفيز القطاع الخاص المحلي لضخ استثمارات في تصنيع الأدوية، خصوصًا الحيوية والمبتكرة. كما تدعم المملكة الشركات الناشئة في مجالات البحث الدوائي والتقنيات الصحية. وتسعى الرؤية إلى رفع الإنفاق على البحث والتطوير في القطاع الدوائي إلى 2.5 % من إجمالي الإيرادات بحلول 2030، مع التركيز على تطوير أدوية للأمراض المستعصية، والابتكار في اللقاحات والعلاجات البيولوجية، من خلال مراكز بحثية بالشراكة مع الجامعات والشركات العالمية.
وتشمل الخطط تطوير مدن صناعية متخصصة، مثل مدينة سدير للصناعات الدوائية ومشروع نيوم الصحي، بهدف استقطاب الشركات العالمية ونقل التقنية وبناء كفاءات وطنية. كما تهدف المملكة إلى رفع قيمة صادراتها من الأدوية والمستحضرات الطبية، مع توقعات بنمو السوق بنسبة 5 % سنويًا ليبلغ 10 مليارات دولار بحلول 2025، ما يعزز مكانة السعودية كمركز إقليمي للصادرات الدوائية نحو الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. وتدعم هذه الأهداف عدة مبادرات، منها: برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية (NIDLP)، استراتيجية صناعة الأدوية والمستحضرات الحيوية، مبادرة التميز الدوائي بالتعاون مع هيئة الغذاء والدواء، وبرامج الابتعاث والتدريب المتخصص.
بين التحديات والفرص
تشكل صناعة الأدوية إحدى ركائز رؤية السعودية 2030، إذ تسعى المملكة إلى تعزيز إنتاج الأدوية الحيوية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، رغم التحديات المرتبطة بارتفاع تكاليف التصنيع ونقص الكفاءات المتخصصة والمنافسة العالمية. في المقابل، تفتح هذه الصناعة آفاقًا واعدة، أبرزها تنامي الطلب الإقليمي، وتوسع الشراكات مع شركات عالمية، إضافة إلى الاستثمار في تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي لتطوير الأدوية.
وتولي المملكة أهمية كبرى لدمج الذكاء الاصطناعي في صناعة الأدوية، حيث تسهم هذه التقنية في تسريع الابتكار، وتحسين الإنتاج، وتطوير علاجات مخصصة. وتعمل المملكة على بناء منصات رقمية تربط الجهات الفاعلة في القطاع، إلى جانب تأسيس مراكز ابتكار دوائي داخل الجامعات. وتشمل التطبيقات المستقبلية للذكاء الاصطناعي أنظمة تنبؤية، روبوتات إنتاج، تحليلات البيانات الضخمة، وتقنيات الواقع الافتراضي لتدريب الكوادر. ومع الاعتماد المتزايد على الرقمنة، تبرز الحاجة لتأمين البيانات الحيوية في القطاع. لذلك، تُكثّف السعودية جهودها لحماية البنية الرقمية عبر سياسات وطنية، وأنظمة متقدمة، وتدريب كوادر في الأمن السيبراني الدوائي، بالشراكة مع جهات متخصصة مثل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي.
صناعة دوائية رقمية
تلعب الجامعات السعودية دورًا محوريًا في تعزيز التحول الرقمي في قطاع صناعة الأدوية، من خلال تطوير البنية التحتية البحثية وتأهيل كوادر وطنية متخصصة. ويأتي هذا الدور انسجامًا مع رؤية المملكة 2030 التي تركز على توطين الصناعات الحيوية، وفي مقدمتها الصناعة الدوائية. وقد بادرت جامعات كبرى، مثل جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، بتأسيس مراكز بحثية متخصصة في مجالات التقنيات الصيدلانية والذكاء الاصطناعي الحيوي، بهدف دعم تطوير أدوية مبتكرة وتحسين كفاءة التصنيع.
وتواكب الجامعات هذا التوجه من خلال إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في برامج التعليم الأكاديمي، خصوصًا في تخصصات الصيدلة والكيمياء الحيوية. وتسهم هذه الخطوة في إعداد خريجين يمتلكون المهارات المطلوبة لصناعة دوائية حديثة قائمة على المعرفة. وتشمل مجالات البحث التي تحظى بدعم الجامعات: تصميم الأدوية بالمحاكاة الحاسوبية، تطوير منصات رقمية لتحليل البيانات السريرية، استخدام التعلم الآلي لتقييم الأدوية، ودراسة الجينوم السعودي لتطوير علاجات مخصصة تعتمد على الطب الدقيق. كما تفعّل الجامعات برامج الابتعاث الخارجي والتعاون الدولي مع مؤسسات أكاديمية وشركات دوائية عالمية لنقل المعرفة وتبادل الخبرات. وتُنظَّم مؤتمرات وورش عمل تربط الأكاديميين بالممارسين في الصناعة لتعزيز التكامل بين البحث والتطبيق. هذه الجهود ترسخ موقع الجامعات كمحرك رئيسي في تطوير قطاع الأدوية في المملكة، وتسهم في تسريع الانتقال نحو صناعة دوائية رقمية مبتكرة، قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا.
استدامة بيئية
تتسارع وتيرة صناعة الأدوية في المملكة العربية السعودية بشكل يتماشى مع رؤية السعودية 2030، حيث تسعى المملكة لتحقيق توازن مثالي بين النمو الصناعي وحماية البيئة. تواكب هذه الصناعة التوجه العالمي نحو "الصناعات الخضراء"، حيث بدأت مصانع الأدوية السعودية في اعتماد تقنيات صديقة للبيئة تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، ترشيد استخدام الموارد الطبيعية، وتعزيز ممارسات التصنيع المستدام. من أبرز المبادرات البيئية التي تبنتها المملكة، تطوير أنظمة متقدمة لإدارة النفايات الطبية والدوائية، لضمان التخلص الآمن من المواد الكيميائية والدوائية بما يحافظ على سلامة البيئة. وقد وضعت هيئة الغذاء والدواء والهيئة العامة للبيئة معايير صارمة لضمان امتثال المصانع للأطر البيئية. كما تروج الحكومة لاستخدام الطاقة المتجددة في تشغيل خطوط الإنتاج، حيث يتم تشجيع المصانع في المدن الصناعية الجديدة مثل "سدير" و"مدينة المعرفة" على استخدام الطاقة الشمسية والحد من استهلاك الطاقة والمياه عبر حوافز مخصصة. ويمثل دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في مراقبة الأثر البيئي لمصانع الأدوية خطوة مهمة نحو تعزيز الكفاءة البيئية. فبفضل الأنظمة الرقمية الذكية، يمكن الآن رصد الانبعاثات وجودة الهواء والمياه في الوقت الفعلي، ما يساعد على اتخاذ قرارات بيئية مدروسة وتحقيق الشفافية في تقارير الأداء البيئي. وتسعى المملكة من خلال هذه الجهود إلى تعزيز صورتها كمركز صناعي حديث يعكس التزامها العميق بالاستدامة البيئية، مما يسهم في جذب الشركات العالمية التي تتطلب معايير عالية من حيث المسؤولية البيئية في شراكاتها الاستثمارية.
حجر الزاوية
تعد صناعة الأدوية اليوم من المحركات الأساسية للاقتصاد الوطني، حيث تُمثل عنصرًا حيويًا لتحقيق أهداف رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الأمن الصحي الوطني. تتطلع المملكة من خلال هذه الصناعة إلى توطين المعرفة والتقنيات الحديثة، مع التركيز على الابتكار واستدامة التصنيع المحلي للأدوية. وتسهم التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في تحسين الأداء العام للقطاع، مما يزيد من قدرة المملكة على التنافس في الأسواق العالمية في مجالات مثل تصنيع الأدوية الحيوية والمستحضرات الطبية المتقدمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز مشاركة المرأة في هذه الصناعة يعكس تحولًا إيجابيًا ليس فقط في الاقتصاد الوطني، بل أيضًا في تطوير بيئة العمل في الصناعات الحيوية بشكل عام.
الشراكات الاستراتيجية
تسعى المملكة إلى أن تصبح مركزًا رائدًا في صناعة الأدوية من خلال الاستثمار في البحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى بناء شراكات استراتيجية مع الشركات العالمية. وهذا يتيح نقل التقنيات الحديثة وتوطين إنتاج الأدوية المتقدمة. كما أن المملكة تدعم الشركات الناشئة في هذا المجال من خلال حاضنات الأعمال وبرامج التمويل الحكومية، مما يعزز ريادة الأعمال الصحية في البلاد.
وقد أوجدت الحكومة بيئة تنظيمية مرنة، تسهم في جذب الاستثمارات عبر مبادرات مثل الرخص الصناعية السريعة والتسهيلات التمويلية من صندوق التنمية الصناعي السعودي، ما ساعد القطاع الخاص على التوسع في خطوط الإنتاج. كما أسهم هذا التكامل بين القطاعين العام والخاص في تسريع عملية نقل المعرفة والتقنيات الحديثة، مع خلق فرص عمل نوعية، مما يرفع من كفاءة الإنفاق الحكومي على الرعاية الصحية.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق