ترامب وهارفارد والحرية الأكاديمية

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب وهارفارد والحرية الأكاديمية, اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 05:57 صباحاً

ترامب وهارفارد والحرية الأكاديمية

نشر بوساطة khaledalawadh @ في البلاد يوم 30 - 04 - 2025

3628491
هناك اعتقاد شائع غير مكتوب أو ثقافة غير معلنة، أو منهج خفي كما يقولون، وهو أن أي عالم ينتمي لجامعة هارفارد، فإن عليه أن يأتي بنظرية ما، أو اكتشاف ما، أو فكرة جديدة، أو تأسيس مشروع رائد مختلف. وبالفعل عندما تفكر في بعض المنتمين إليها، تجد على سبيل المثال أن عالم النفس المعاصر هوارد جاردنر، جاء بنظريتين على الأقل مثل نظرية الذكاءات المتعددة، ومؤخراً نظرية العقول الخمسة؛ أو العالم الشهير جيروم برونر الذي أسّس مركز الدراسات المعرفية في هارفارد، والذي كان له صدى واسعا في فهم طبيعة العقل البشري. الإنجازات العلمية كثيرة في هارفارد لكننا ذكرنا هنا فقط ما نعرفه في العلوم الإنسانية. كل ذلك لم يشفع لهذه الجامعة العريقة أن تبقى بعيدة عن الهجوم الكبير الذي شنّه ترامب عليها مؤخّراً. تخيل أن يأتي شخص وصفه أحد أساتذته بأنه أسوأ طالب مرّ عليه ليملي على جامعة هارفارد نوع المنهج الذي تدرّسه. هذا العداء بين هذا الطالب وبين الجامعة وبعض خريجيها قديم خاصة إذا عرفنا أن أحد أعدائه اللدودين هو باراك أوباما الذي تخرّج من نفس الجامعة. طالبَ ترامب قبل ولايته الرئاسية الأولى الجامعة بالكشف عن سجلات أوباما الأكاديمية مدّعيا أنه طالب سيء، لكن في الوقت نفسه هدّد أحد محاميه المؤسسات التعليمية التي التحق بها ترامب بعدم الكشف عن سجلاته فيها.
لعل أخر المناوشات بين ترامب وهارفارد هو تجميده للتمويل الفيدرالي البالغ 2.2 بليون دولار لجامعة هارفارد، بعد أن تحدّت الجامعة مطالبه برقابة حكومية واسعة تشمل تغيير المنهج الذي تدرّسه والتدقيق في قرارات قبول الطلاب الأجانب والتدريس والتوظيف وتغيير سياساتها المعادية لليهود التي يسمّونها بشكل خاطئ معاداة السامية. هذا المصطلح يتضمّن العرب أيضاً وليس اليهود وحدهم لكن لا غرابة في ذلك فقد سرق الصهاينة الأرض وليس اللغة فقط. هذا المصطلح كان موضوعا لمقال سابق في هذا المكان. يعتقد ترامب أن الجامعة فشلت في حماية الطلاب اليهود وذلك بسماحها بالمظاهرات الكثيرة والكبيرة في ساحاتها التي ساندت الفلسطينيين في غزة، وأن عليها سن سياسات جديدة لهذا الغرض. هذه المظاهرات لم تنحصر في هارفارد، بل امتدت إلى الكثير من الجامعات المرموقة هناك إلى الدرجة التي شكلت هذه الجامعات تحالفا لمواجهة ترامب. رفعت هارفارد قضية ضد ترامب وإيقافه التمويل الذي سيؤثر حتما على جهودها البحثية، رافضة هذا التدخل السافر من ترامب في حريتها الأكاديمية واستقلاليتها المعروفة. يقول رئيسها: "لن تتخلّى الجامعة عن استقلالها أو تتخلّى عن حقوقها الدستورية. لا ينبغي لأي حكومة بغض النظر عن الحزب الذي يرأسها، أن تملي على الجامعات الخاصة ما يمكن تعليمه، أو توظيفه، أو مجالات الدراسة والبحث التي تختارها." لم يتحمّل ترامب هذا الرفض الصريح، وهدّد بإلغاء وضع الجامعة الذي يعفيها من الضرائب.
الحرب مستمرة بين ترامب وهارفارد. السؤال الذي يفرض نفسه: هل ستستمر هارفارد في الحفاظ على استقلاليتها أم أنها ستتخلّى عن قِيمها وتخضع لبضع مليارات من الدولارات؟.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق