نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: حين يعجز البصر ولا تعجز البصيرة!, اليوم الأحد 27 أبريل 2025 12:01 صباحاًحين يعجز البصر ولا تعجز البصيرة! نشر في الوطن يوم 26 - 04 - 2025 * د. منال الجعيدفي الوقت الذي قطعت فيه المجتمعات أشواطًا كبيرة نحو تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، يظل المكفوفون يواجهون تحديًا صامتًا لا تُحدثه الإعاقة، بل يخلقه فكرٌ معيق لا يؤمن بقدراتهم.ليس من السهل أن يطوي الكفيف مراحل التعليم واحدة تلو الأخرى، حتى يبلغ الماجستير، ثم يواصل صعوده بإصرار نحو الدكتوراه. لكنه يفعل. لا لأن الطريق مفروش أمامه، بل لأنه اعتاد أن يبني الجسور حين تُهدم أمامه الطرق. ورغم كل هذا الجهد، يُفاجأ في كثير من الأحيان أن هناك من يشكّك، لا في نظره، بل في كفاءته.أسئلة مغلّفة بالريبة تُطاردهم: "هل أنجز ذلك بمفرده؟ من يساعده؟ وهل يمكن الوثوق به؟"تساؤلات لا تنطلق من نقصٍ في قدرات الكفيف، بل من فراغ في وعي من حوله.التمييز الخفي الذي يعيشه المكفوفون لا يرتدي دائمًا صفة العدوان، بل يتسلل في شكل استبعاد ناعم، أو تهميش غير مُعلن. كأنما لا تزال بعض العقول حبيسة فكرة أن الإنجاز لا يُكتمل إلا بالنظر، وأن القيمة لا تُمنح إلا لمن يُطابق الصورة النمطية.المكفوفون لا يطلبون امتيازًا ولا شفَقة. هم يُطالبون فقط باعتراف حقيقي بقدرتهم على الإنجاز، وبأن تكون فرص الحياة مبنية على الكفاءة لا على الأحكام المسبقة.لقد آن الأوان أن يتغير هذا الفكر. آن للقلوب أن تُبصر، وللعقول أن تتجاوز النظر، وللمجتمع أن يُعيد النظر في نظرته.فالإعاقة الحقيقية ليست في من لا يرى، بل في من لا يُدرك أن النور أعمق من أن يُقاس بالبصر، وأن العطاء لا يُحد بحدود الحواس، بل يُصنع بعزيمة لا تعرف الانكسار. انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.