منصات التواصل والتأثير: هل أصبح كل شاب إعلاميًا؟

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
منصات التواصل والتأثير: هل أصبح كل شاب إعلاميًا؟, اليوم السبت 26 أبريل 2025 03:33 مساءً

منصات التواصل والتأثير: هل أصبح كل شاب إعلاميًا؟

نشر بوساطة محمود سلمان بن رجب في الوطن يوم 26 - 04 - 2025

1164199
في زمن السرعة والمعلومة الفورية، لم تعد صالات التحرير ولا عدسات الكاميرا التقليدية وحدها تصنع الإعلامي، بل أصبح الهاتف الذكي، بشاشته الصغيرة وعدسته البسيطة، وسيلة اختراق هائلة لعالم الإعلام والتأثير، حتى صار السؤال مشروعًا: هل أصبح كل شاب إعلاميًا؟
منصات التواصل الاجتماعي، مثل «إنستغرام» و«تيك توك» و«سناب شات»، لم تعد مجرّد أدوات للتسلية أو التوثيق اللحظي، بل تحوّلت إلى ساحات ضخمة للرأي العام، ومناطق نفوذ رقمية يتصارع فيها صانعو المحتوى على جذب العقول والقلوب. الشاب الذي كان بالأمس مجرد مستهلك للخبر أصبح اليوم ناقلا، ومؤثرا، بل مشكّلا للرأي الجمعي أحيانًا.
وعلى الرغم من أن هذه التحولات منحت حرية التعبير فرصة غير مسبوقة، فإنها في الوقت نفسه هشّمت الفروق بين الإعلامي المتخصص والهاوي المتصدر. فبين غياب المعايير وتضخّم ثقافة اللا-تخصص، نشهد اليوم تدفقًا هائلًا للمعلومات، يصعب أحيانًا التحقق من دقته أو مضمونه.
لذلك، لا بد من وقفة ووعي بأن الاحتراف الإعلامي لا يتحقق إلا بوجود أربعة أعمدة لا غنى عنها: المهنية والدقة والأخلاق واحترام الأعراف العامة، فكل منشور يُعدّ خطابًا، وكل كلمة تُنشر تُحدث أثرًا، والأثر الإعلامي لا يمكن تركه للارتجال أو المجاملة أو الإثارة الجوفاء.
إن السؤال الحقيقي الذي يجب أن يُطرح ليس هل كل شاب إعلامي؟ بل: أي نوع من الإعلام يصنعه هذا الشاب؟ هل هو إعلام مسؤول؟ هل يلتزم بالتحقق، بالإنصاف، بالوعي أم أنه إعلام مبني على الإثارة والانتشار السريع، ولو على حساب الحقيقة؟
الجيل الجديد يمتلك أدوات غير مسبوقة، لكنه بحاجة إلى توجيه لا كبح، وتثقيف لا تقليل. لا مانع أن يكون كل شاب إعلاميًا، لكن بشرط أن يكون إعلامه منارة لا نارًا.
في النهاية، لا تصنع المنصة الإعلامي، بل تصنعه القيم. وإذا أراد شبابنا أن يكونوا إعلاميي المستقبل، فليكن شعارهم: التأثير لا يعني التزييف، والصوت العالي لا يعني الحقيقة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق