نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: الشعر في ظل رؤية 2030, اليوم الجمعة 25 أبريل 2025 01:54 صباحاًالشعر في ظل رؤية 2030 نشر بوساطة إبراهيم الوافي في الرياض يوم 24 - 04 - 2025 يُعد الشعر أحد أبرز مكونات الهوية الثقافية في المملكة العربية السعودية، حيث يشكل جزءاً لا يتجزأ من التراث العربي العريق. وفي ظل "رؤية المملكة 2030"، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز الهوية الوطنية، حظي الشعر السعودي باهتمام متزايد من قبل المؤسسات الثقافية والحكومية، مما ساهم في إحياء هذا الفن وتعزيزه كرافد مهم من روافد الثقافة السعودية. ويأتي تأسيس الهيئات الثقافية المتخصصة مثل "هيئة الأدب والنشر والترجمة"، التي أولت عناية خاصة بالشعر من خلال إطلاق المبادرات والمسابقات والدورات التدريبية وفتح باب واسع لترجمة إبداعات شعرائنا للغات عدة، كأحد أبرز مظاهر هذا الاهتمام إذ بدا لنا أن استراتيجيات هذه الهيئة نوعية ومعاصرة وتمثلت في مظاهر كثيرة لعل أهمها، تنظيم مهرجانات شعرية مثل "موسم الرياض الشعري" و"أمسيات سوق عكاظ"، حيث تُتاح الفرصة للشعراء السعوديين، لا سيما الشباب، للتعبير عن إبداعاتهم أمام جمهور واسع، مما يعزز من حضورهم على الساحة الأدبية، فضلاً عن تحويل الثقافة كفعل مجتمعي من خلال برامج اجتماعية كما هو شأن برنامج الشريك الأدبي الذي استوعب عدداً هائلاً من التجارب الشعرية الواعدة وأتاح لها فرصة حضورها وتقديم تجاربها.كما أن تحديث المناهج التعليمية الخاصة بالأدب واللغة في مدارسنا بقصائد لشعراء سعوديين معاصرين وتطوير محتوى المواد الأدبية في المدارس والجامعات بشكل عام يمثل بُعداً آخر لهذا الاهتمام. فقد بات الشعر وسيلة لتعزيز قيم الانتماء والاعتزاز بالتراث، فضلاً عن كونه أداة تعليمية تحفز التفكير النقدي والذوق الفني لدى الطلاب.وفي جانب الإعلام، شهد الشعر السعودي حضوراً متزايداً من خلال البرامج التلفزيونية المتخصصة، مثل المسابقات الشعرية التي تُبث عبر قنوات محلية وعربية، كما هو شأن برنامج المعلقة الشهير حيث تستقطب هذه البرامج جمهوراً واسعاً، مع الإشارة إلى إيمانها بالشعر أياً كان فصيحًا أو محكياً والتصالح مع كل أشكال الشعر ونماذجه، مما أتاح مساحة للتنوع والتجديد في الشكل والمضمون.من جهة أخرى، ساهم التحول الرقمي الذي تروج له الرؤية في توسيع دائرة المهتمين بالشعر، من خلال المنصات الإلكترونية والمجلات الرقمية التي تُعنى بنشر القصائد وتحليلها. وأصبح من الممكن لأي شاعر أن يصل إلى جمهوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما خلق تفاعلاً حيوياً بين الشعراء والمتلقين، وساهم في ازدهار الحركة الشعرية على مستوى الأفراد والمجتمع.ولا يمكن إغفال دور المؤسسات الثقافية والمراكز الأدبية في دعم الشعراء وتمكينهم من تطوير أدواتهم الفنية، من خلال ورش العمل، واللقاءات الثقافية، والملتقيات الشعرية. كل ذلك يسير وفق استراتيجية واضحة تهدف إلى جعل الثقافة، ومن ضمنها الشعر، محوراً أساسياً في بناء المجتمع الحيوي الذي تسعى إليه رؤية 2030.وفي الختام، يمكن القول: إن الشعر السعودي يعيش حالياً مرحلة من النهوض والتجدد، بفضل الاهتمام الكبير الذي توليه له رؤية المملكة 2030. وهذا الاهتمام لا يعزز فقط من مكانة الشعر في الحياة الثقافية، بل يسهم أيضاً في بناء جسور بين الماضي العريق والحاضر المتجدد، في إطار وطني يسعى إلى الحفاظ على الأصالة والانفتاح على المستقبل. انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.