نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اليوم العالمي للكتاب.. احتفاء بالمعرفة وحماية لحقوق المبدعين, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 05:01 مساءً
نشر بوساطة محمد الحيدر في الرياض يوم 22 - 04 - 2025
يحتفي العالم ب "اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف" في الثالث والعشرين من أبريل من كل عام، ، تلك المناسبة التي أعلنت عنها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 1995، لتسليط الضوء على قوة الكتب وأهميتها في إثراء الثقافة والمعرفة والحوار، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة حماية حقوق المبدعين والمؤلفين الذين يساهمون في هذا الثراء الفكري.
رمزية التاريخ والأدب العالمي
يحمل هذا اليوم رمزية خاصة، فهو يصادف ذكرى رحيل اثنين من عمالقة الأدب العالمي، وليم شكسبير وميغيل دي سرفانتس، بالإضافة إلى ذكرى ميلاد أو وفاة العديد من الأدباء والشخصيات البارزة في تاريخ الثقافة الإنسانية.
ويهدف الاحتفال بهذا اليوم عالميًا إلى تعزيز القراءةبتشجيع الأفراد من جميع الأعمار، على اكتشاف متعة القراءة وأهميتها في التنمية الشخصية والاجتماعية، مع وتكريم الإبداع وتكريم الكتاب والمؤلفين، وتقدير الدور الحيوي الذي يلعبه الكتّاب والمؤلفون في إنتاج المعرفة ونشر الأفكار وإثراء الأدب والفنون، إضافة إلى التوعية بحقوق المؤلفوالتأكيد على أهمية حماية حقوق الملكية الفكرية للمبدعين لضمان حصولهم على تقدير مادي ومعنوي لجهودهم، وتشجيع المزيد من الإبداع، ودعم صناعة النشر، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه صناعة النشر وأهمية دعمها، لضمان وصول الكتب إلى أوسع شريحة من الجمهور، ومن ثم تشجيع التنوع الثقافي، وإبراز دور الكتب في تعزيز التنوع الثقافي والحوار بين الحضارات المختلفة.
الكتاب في عصر الرقمنة وشعلة المعرفة التي لا تنطفئ
في عصر الرقمنة والمعلومات المتدفقة، يظن البعض أن أهمية الكتاب قد تضاءلت، ولكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، فلا يزال الكتاب يحتل مكانة فريدة كوعاء للمعرفة، ونافذة على عوالم أخرى، وأداة لتنمية التفكير النقدي والتحليلي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن معدلات القراءة لا تزال مرتفعة في العديد من دول العالم، وأن صناعة النشر تشهد نموًا مستمرًا، وإن كان يتكيف مع التحديات الجديدة التي تفرضها التكنولوجيا.
حقوق المؤلف وحماية الإبداع
تعد حقوق المؤلف (حقوق الملكية الفكرية للأعمال الأدبية والفنية) أساسًا لازدهار الإبداع واستدامته، وتمنح هذه الحقوق للمؤلفين السيطرة على كيفية استخدام أعمالهم، بما في ذلك حق النسخ والتوزيع والترجمة والاقتباس والعرض العلني.
وتشير تقديرات المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، إلى أن الصناعات القائمة على حقوق الملكية الفكرية تساهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي والتوظيف في العديد من الدول، كما أن حماية حقوق المؤلف تضمن: تحفيز الإبداع، وضمان عائد عادل للمؤلفين، وتشجيع الاستثمار في صناعة النشر مكافحة القرصنة.
المملكة وقصة دعم متواصل للمعرفة وحماية للإبداع
تولي المملكة -انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأهمية المعرفة والإبداع في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر- اهتمامًا متزايدًا بتعزيز ثقافة القراءة وحماية حقوق المؤلف، وتتجلى هذه الجهود في صور متعددة ومبادرات متنوعة، ففي سبيل تشجيع القراءة في المجتمع، تطلق وزارة الثقافة وغيرها من الهيئات مبادرات خلاقة تتنوع بين معارض الكتب التي تستقطب عشاق الكلمات، والمسابقات القرائية التي تحفز على اكتشاف عوالم المعرفة، وبرامج دعم المكتبات التي تجعل الكتاب في متناول الجميع، وصولًا إلى حملات التوعية التي ترسخ في الأذهان قيمة القراءة وأثرها.
ولم يقتصر الاهتمام على تيسير الوصول إلى الكتاب فحسب، بل امتد ليشمل تطوير المكتبات العامة والمدارس، حيث تعمل المملكة على تحديث بنيتها التحتية وتزويدها بأحدث الإصدارات والموارد المعرفية، مع إيلاء اهتمام خاص بإنشاء مكتبات مدرسية جاذبة للطلاب، لتكون منارات علم ومتعة في رحلتهم التعليمية.
وفي سعيها لدعم صناعة النشر المحلية وتمكينها من الإنتاج النوعي والوصول إلى أوسع الشرائح القرائية، تقدم المملكة الدعم والتسهيلات لدور النشر المحلية، إيمانًا منها بدورها الحيوي في إثراء المشهد الثقافي.
ولمواكبة التطورات التقنية وحماية حقوق المبدعين في العصر الرقمي، تعمل المملكة باستمرار على تحديث وتطوير قوانين حقوق المؤلف، وقد تجسد هذا الالتزام في إصدار نظام حقوق المؤلف الجديد الذي يعزز حماية الحقوق الرقمية ويتماشى مع المعايير الدولية، ليضمن للمبدعين حقوقهم كاملة في هذا الفضاء المتنامي.
وفي هذا السياق، تبرز جهود الهيئة السعودية للملكية الفكرية (SAIP) كركيزة أساسية في حماية حقوق المؤلفين والمبدعين، حيث تضطلع الهيئة بدور محوري من خلال تسجيل حقوق الملكية الفكرية، ورفع مستوى الوعي بأهمية هذه الحقوق، والتصدي بكل حزم لانتهاكاتها، لتوفير بيئة آمنة ومحفزة للإبداع.
وإدراكًا لأهمية التعاون على المستوى العالمي، تشارك المملكة بفاعلية في الجهود الدولية الرامية إلى حماية حقوق المؤلف وتعزيز ثقافة القراءة على نطاق واسع، لتكون جزءًا من منظومة عالمية تحترم الإبداع وتشجع على نشر المعرفة.
هكذا، تسطر المملكة قصة دعم متواصل للمعرفة وحماية للإبداع، إيمانًا منها بأن الكتاب هو مفتاح التقدم والازدهار، وحماية حقوق المؤلف هي الضمان لاستمرار تدفق الأفكار الخلاقة التي تثري حياتنا وترتقي بمجتمعنا.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق