الدكتور القاسمي يكتب: حكاية قصيدة
وفي أوائل سبتمبر 1953 وصل الوفد التعليمي الكويتي إلى الشارقة. وضمت المعلمين: مصطفى طه مديرا ومعلما، وأحمد قاسم البيروني مدرسا. كما وصلت إلى المدرسة القاسمية في الشارقة، التي كانت تتمتع بحكم شبه ذاتي. – منتظم مع شحنة من الكتب والأدوات الرياضية.
بدأت الدراسة للعام الدراسي 1953-1954 وكانت في أربعة فصول من الصف الأول إلى الصف الرابع الابتدائي. وإلى جانب معلمي الإرسالية، كان هناك مدرسان من مدرسة القاسمية بالشارقة، غير المدرسة. – المدرسة بالزي الرسمي وهم عبدالله القيواني وجاسم بن سيف المدفع.
قام بتدريس مقرر اللغة العربية أحمد قاسم البيروني، بينما قام بتدريس مقرر الدراسات الدينية عبدالله القيواني.
وفي حصة اللغة العربية، كان أحمد قاسم البيروني، إذا أخطأ أحد الطلاب، يوبخه بقوله: “سوف يهدم بيتك. »
وصلت هذه العبارة إلى عبد الله القيواني أستاذ الدراسات الدينية، وأثناء محاضرته قال لنا: لماذا لا تجيبونه؟ فقمت وقلت: أنت معلم مثله، وعندما علمت بهذا التصريح، يجب أن تخبره أن هذا التصريح غير مسموح به في بلادنا. أما نحن فلا يسمح لنا بالتواصل مع الناس. فرد عليّ الأستاذ عبد الله القيواني قائلا: من لا يريد الرد على هذا الأستاذ فليهدم بيته.
في اليوم التالي، لم أذهب إلى المدرسة ورافقت والدي إلى السوق حيث كان يقوم بأعماله. وبينما كنا نسير في السوق، وصل سعود بن سلطان القاسمي إلى هناك وأعادني. من خلال ملابسي ليخبرني أن المدير يريدني، فطلبت منه أن يعود إلى المدرسة وسأعود إلى المدرسة من بعده.
التفت والدي إلى هذا الحديث وسأل سعود عنه. أجاب سعود أن المدير يريد السلطة، فالتفت إلي والدي وسألني عن سبب غيابي عن المدرسة.
قلت لأبي: دع سعود يعود إلى المدرسة وسأخبرك بالأمر. فشرحت لأبي ما قاله لي عبد الله القيواني. وقتها غضب والدي من هذا التصريح وقال: هيا بنا. وعندما دخلنا المدرسة وجهت والدي نحو غرفة المدير، وهناك انفجر والدي في وجهه: من هو عبد الله القيواني الذي يستنكر السلطان وخراب بيته؟ وقف والدي يهز عصاه ويقول: أنا الذي هدمت بيته!!! بهذه العصا أمام الطلاب!!!، أستطيع أن أبني مدرسة خاصة لسلطان، ولن يدخل ابني هذه المدرسة التي فيها هذا المعلم. » هنا بكيت بسبب هذا الوضع الذي خلقته.
فالتفت والدي فرأى الدموع تتساقط من عيني، فسألني: ما الذي يبكيك؟ طلبت من والدي أن يترك الأمر للمدير، وأي قرار سيتخذه سأقبله.
فقال أبي: إن أعجبك فأنا سعيد به.
ترك والدي المدرسة بعد أن ودعه مدير المدرسة مصطفى طه. أخذني إلى غرفة المدير وأكد لي أنه سيتولى الأمر بنفسه.
سألني المخرج مصطفى طه عن مكتبتي الخاصة وما تحتويه من كتب، فأخبرته عن أهم الكتب قائلا: فيها كتاب نهج البلاغة وكتاب جواهر الأدب و. “الشوقيات” لأحمد شوقي.
سألني المخرج: هل تحب الشعر؟ أجبت أنني أحب الشعر حقًا. فقال المدير: استمع لي. »
بدأ بإعداد قصيدة من ذاكرته بعنوان: علياء وعصام.
فرحت فرحاً وقلت: أين أجد هذه القصيدة؟
قال المدير: إذا كتبت لك هل أنت راضٍ عن قراري في قضية عبد الله القيواني؟ قلت: نعم، قال: سآتي به معي غداً.
فشكرته على ذلك فقال: لم تسمع قراري في عبد الله القيواني.
فقلت: كن بخير وسأفعل كما تقول.
قال: سأنادي عبد الله القيواني إلى غرفة المخرج وأتجمل.
قلت: أطيع أمرك.
جاء عبدالله القيواني إلى غرفة المدير وتم الصلح بيننا. أما قضية أحمد قاسم البيروني فسيتولىها مدير المدرسة.
وفي اليوم التالي جاء المخرج مصطفى طه بالقصيدة التي كانت أغلى هدية.
لقد احتفظت بقصيدة “علياء وعصام” منذ سبتمبر 1953 إلى يومنا هذا، وما القصيدة المنشورة مع المقال إلا هذه القصيدة.
الدكتور سلطان بن محمد القاسمي