خسائر إسرائيلية فادحة في أول مواجهة برية بجنوب لبنان

بيروت: «الخليج»، وكالات
اندلعت اشتباكات عنيفة بين جنود إسرائيليين متسللين إلى الأراضي اللبنانية ومقاتلي حزب الله، أمس الأربعاء، للمرة الأولى منذ الإعلان عن بدء التوغل البري في جنوب لبنان، فيما أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل ثمانية جنود بينهم ضابط وضابط. وأصيب سبعة آخرون، فيما أفادت وسائل إعلام أن صحيفة إسرائيلية أفادت بمقتل 14 جنديا إسرائيليا وإصابة أكثر من 30 آخرين في سلسلة كمائن نصبها حزب الله، الذي أعلن أيضا أنه دمر ثلاث دبابات ميركافا مزودة بصواريخ موجهة، في حين وشدد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي على ضرورة وقف إطلاق النار في لبنان في أسرع وقت ممكن، وأدانت مصر التصعيد الإسرائيلي “الخطير” في جنوب لبنان.
ووصفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية محاولات الدخول البري بالكارثة بعد أن تكبد الجيش خسائر فادحة في صفوف جنوده على مدى يومين فقط. وبحسب الصحيفة، فبعد أقل من يومين من بدء الدخول البري إلى لبنان، فقد أو قُتل أو أصيب عدد كبير من الجنود.
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثمانية جنود في معارك بجنوب لبنان بعد عبورهم الحدود لاستهداف مواقع لحزب الله، فيما كشفت مصادر إسرائيلية عن مقتل 14 جنديا إسرائيليا في اشتباكات جرت أمس الأربعاء في جنوب لبنان، كما أعلن الجيش اللبناني. وقالت إن أحد جنودها قتل وأصيب آخر خلال القتال في جنوب البلاد.
من جانبه، أعلن حزب الله أنه دمر ثلاث دبابات ميركافا إسرائيلية بالصواريخ الموجهة خلال تقدمها نحو جنوب لبنان. وأضاف أنه قام بتفجير عبوة ناسفة ضد قوة إسرائيلية بالقرب من الحدود. وقبل ذلك، أعلن أن مقاتليه «تصدوا» لمجموعة من جنود الاحتلال كانت تحاول «التسلل إلى بلدة العديسة وقاتلوها وأوقعوا فيها خسائر بشرية وأجبروها على التراجع». أعلن حزب الله أن مقاتليه اشتبكوا في “اشتباكات مع جنود إسرائيليين تسللوا إلى بلدة مارون الراس” في جنوب لبنان، مؤكدا وقوع “ضحايا” في صفوف القوات الإسرائيلية. وعقب ذلك أكد الجيش اللبناني أن القوات الإسرائيلية توغلت على الحدود اللبنانية جنوبا لفترة قصيرة قبل أن تنسحب. وقال الجيش في بيان: إن قوة إسرائيلية خرقت الخط الأزرق لمسافة 400 متر تقريبا داخل الأراضي اللبنانية في منطقتي خربة يارون وبوابة العديسة، ثم انسحبت بعد فترة قصيرة. » أعلن حزب الله صباح اليوم أن مقاتليه استهدفوا “قوة كبيرة من المشاة في مستوطنة ميسكاف عام بالصواريخ وأسلحة المدفعية”، والقوات الإسرائيلية في ثلاث نقاط متفرقة من الحدود بالصواريخ والمدفعية. كما أعلن أنه شن هجومًا واسعًا بمسيرات على موقع مدفعي في منطقة نيفي زيف شمال إسرائيل. وفي تطور آخر، أعلن حزب الله أنه استهدف مناطق شمال مدينة حيفا بـ”وابل كبير من الصواريخ”.
دعا الجيش الإسرائيلي مرة أخرى السكان إلى إخلاء مناطق في جنوب لبنان. استهدفت غارة جوية إسرائيلية جديدة الضاحية الجنوبية لبيروت في الصباح، بعد ليلة شهدت سلسلة من الغارات العنيفة، وبعد أيام من مقتل الأمين العام لحزب الله في غارة مماثلة في الضاحية.
من ناحية أخرى، استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة فريق الدفاع المدني أثناء قيامه بانتشال القتلى والجرحى في بلدة عيترون، فيما أصيب 3 من عمال الإنقاذ بجروح مختلفة. قال الدفاع المدني اللبناني إن 10 أشخاص قتلوا، بينهم أربعة من عمال الإنقاذ، في غارتين إسرائيليتين على بلدتي عيترون وجنطا في جنوب وشرق لبنان. كما نفذ الجيش الإسرائيلي عدة غارات على بلدات في منطقة بعلبك في البقاع، كما استهدفت بلدة الجبين في جنوب لبنان وبلدات النبي أيلة وحلبتا وحضرتا وبديع وشعث والفكاني. حارة وكفردان وعلي النهري وتمين التحتا في البقاع.
من ناحية أخرى، أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي مجددا أن لبنان يحتاج إلى وقف لإطلاق النار لإنهاء تصعيد الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله، مشيرا إلى أن حوالي 1.2 مليون شخص في مناطق مختلفة من لبنان نزحوا بسبب الهجمات الإسرائيلية.
إلى ذلك، أبرز مجلس الوزراء المصري، في بيان له، أمس الأربعاء، إدانة مصر للتصعيد الإسرائيلي “الخطير” في جنوب لبنان، وأكد رفضه لأي محاولة “لخلق وضع جديد” على الأرض يمس السيادة اللبنانية.
وأضاف البيان: “دعا المجلس إلى حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان وقطاع غزة، معتبراً أن هذا هو العامل الأساسي الذي من شأنه خفض التصعيد وإرساء الهدوء”.