سياسيون مصريون: انتهاك للقواعد والمواثيق الدولية

القاهرة: محمد عنتر
أدان سياسيون مصريون الهجوم الوحشي الذي وقع، مساء السبت الماضي، على مقر رئيس بعثة الإمارات في الخرطوم، من قبل طائرة عسكرية سودانية، وأدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمبنى.
وأكدوا لـ«الخليج» أن هذا الهجوم يمثل انتهاكاً جسيماً لسيادة القانون الدولي والقواعد والمواثيق الدولية، كما يشكل عملاً غير قانوني.
عدم وضوح الرؤية
وأكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن هذا الهجوم يدل على عدم وضوح الرؤية لدى السودانيين في الوقت الحالي، ويشير إلى حالة عدم الاستقرار التي يعيشها السودان رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الدول العربية. دول مثل مصر والإمارات والسعودية، لتقريب وجهات النظر. ويجتمع الاخوة السودانيون من جديد.
وأضاف فهمي: إن الهجوم على بعثة الإمارات حادث فردي لا يمكن الاعتماد عليه، لكنه يدل على حالة الفوضى القائمة، مضيفا أن الإمارات دولة كبيرة ومهمة تتولى دورها الخارجي كغيرها من الدول العربية. محاولة تقريب وجهات النظر بين أشقاء السودان.
من جانبه، قال الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، إن الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية تتعارض مع قوانين فيينا التي تحمي البعثات الدبلوماسية سواء سفارات أو قنصليات، وأن من واجب الدولة المضيفة حماية السفارة أو القنصليات. القنصلية وممتلكاتها وأعضائها سواء داخل السفارة أو خارجها، وبالتالي الإهمال. وتعتبر حماية سفارة الإمارات في الخرطوم نوعاً من الإهمال في أداء الواجب من قبل الدولة السودانية.
وأكد أن الإمارات لها الحق في تقديم شكوى إلى الجامعة العربية أو الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة، مشددا على أن الاعتداء على البعثات الدبلوماسية يعتبر جريمة بموجب القانون الدولي.
التحقيق الداخلي
وأشار الدكتور: إلى أن بيان الجيش السوداني بمهاجمة وزارة الخارجية الإماراتية قد يؤدي إلى مزيد من التوتر خلال الفترة المقبلة بين البلدين، وأنه يجب على الجيش السوداني إجراء تحقيق داخلي لمعرفة ذلك. أسباب الهجوم غير المبرر على وزارة الخارجية الإماراتية. بعثة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الخارجية: إن الهجوم على بعثة الإمارات في الخرطوم يعد انتهاكا جسيما لحالة القانون الدولي والقواعد الدولية. وأضاف: ما حدث عمل غير مقبول ومدان لأنه يعيدنا إلى العصور الوسطى ويفتح الباب أمام ما يسمى بعمل مماثل للعالم أجمع.
من جانبه قال الدكتور رمضان القرني الخبير في الشؤون الإفريقية: من حق الإمارات أن تتقدم بشكوى رسمية إلى جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي بشأن هذا الهجوم الغاشم من قبل الجيش السوداني.
وشدد على ضرورة احترام أهمية القانون الدولي حتى في الصراعات والحروب، وعدم مهاجمة مقار البعثات الدبلوماسية لأي دولة تحت أي ظرف من الظروف.
وأضاف: ما يحدث في السودان يؤكد أهمية إحياء الجهود الإقليمية والعربية لإنهاء الحرب في السودان وتفعيل قرارات جنيف في ظل الظروف والتطورات التي تحدث حاليا.