أخبار العالم

تعرف إلى قصة حلم زايد للتعليم

العين – راشد النعيمي
إن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، اعتماد يوم 28 فبراير من كل عام “يوم التعليم الإماراتي”، يسلط الضوء على يوم حافل في تاريخ الإمارات، يكمن خلفه يوم التعليم الإماراتي. قصة مآثر بطلها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن مبكراً بأن أهل البلاد هم ثروتها الحقيقية.
ويأتي الإعلان عن هذا اليوم تخليداً لذكرى يوم حضور المغفور له الشيخ زايد حفل تخريج الدفعة الأولى من المعلمين في جامعة الإمارات عام 1982.
كانت جامعة الإمارات العربية المتحدة حلماً في ستينيات القرن الماضي، لكن الإرادة والعزيمة حولته إلى واقع عندما استقبلت الجامعة الدفعة الأولى من طلابها في عام 1977. وكانت الفكرة الأساسية أن تكون. بوتقة انصهار جمعت أبناء الأمة من مختلف الإمارات، محققة آمالاً كبيرة للأمة التي أعلن قادتها وحدتها قبل ست سنوات فقط من تأسيس جامعتها الأم.
عندما تولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في أبوظبي عام 1966، كان ذات يوم جالساً على شاطئ مدينة العين مع مجموعة من أنصاره عندما بادر ليقدم لهم حلمه أن يصبح الوطن جامعة يستطيع الأبناء فيها أن يدرسوا في وطنهم وداخل أسرهم دون أن ينزعجوا من مصاعب الاغتراب من أجل الحصول على التعليم في الخارج.
وفجأة، رحمه الله، رسم خطوطاً على الرمال تحدد موقع الجامعة بين أحياء مدينة العين، وهو نفس المكان الذي تأسست فيه الجامعة عندما تحولت من الحلم إلى الواقع. بعد أن أنعم الله على البلاد بالخير والنعمة والرؤية الثاقبة لقائدهم زايد الخير.
وكانت كلية التربية التي استضافت الدفعة الأولى من المعلمين، إحدى الكليات الأربع الأولى التي تأسست عليها جامعة الإمارات، وتعتبر من الكليات الرائدة وأهم استراتيجيات نظام التعليم العالي، لما لها من دور رائد في إعداد المديرين التنفيذيين التربويين والتعليميين الذين يعملون على تحقيق الرؤية الإستراتيجية للعملية التعليمية في الدولة.
تقدم الكلية برامج مهنية متقدمة في مجال إعداد المعلم والقائد التربوي. كما تقوم بإجراء الأبحاث وتنظيم المؤتمرات والندوات وتوفير التدريب المهني الذي يلبي الاحتياجات التعليمية للبلاد.
وتضم الكلية أربعة أقسام: برامج وطرق التدريس، والتربية، والتربية البدنية، والصحة والتربية الخاصة. وتقدم برامج درجة البكالوريوس لإعداد المعلمين للتدريس في المرحلة الابتدائية، ودرجة الماجستير في التربية لتأهيل القادة التربويين والمتخصصين في المناهج، وبرنامج الدكتوراه للبحث التربوي والدراسة المتقدمة.
وإيماناً منه بأن أبناء الوطن هم ثروته الحقيقية، حضر الشيخ زايد رحمه الله في 28 فبراير 1982 حفل تخريج الدفعة الأولى من طلاب الجامعة والتي ضمت 378 خريجاً. وألقى كلمة في الحفل. وأكد خلال الحفل أن الإنسان.. وليس المال.. هو الذي يحسب الثروة الحقيقية لهذا الوطن وأن بناء الإنسان عمل صعب وشاق.
وفي غضون سنوات قليلة أصبحت الجامعة أول جامعة وطنية شاملة في الإمارات، ونمت كلياتها ومراكزها البحثية ووحداتها الأكاديمية وتخرجت مجموعات الدراسات العليا لتصبح جامعة بحثية شاملة. 17,500 طالب إماراتي ودولي.
باعتبارها الجامعة الرائدة في دولة الإمارات، فهي تقدم مجموعة متنوعة من برامج البكالوريوس والدراسات العليا المعتمدة وعالية الجودة، حيث تتوزع هذه البرامج على 9 كليات: الإدارة والاقتصاد، التربية، الهندسة، الزراعة والطب البيطري، العلوم الإنسانية والاجتماعية، وتقنيات المعلومات. القانون والطب والعلوم الصحية والعلوم.
بفضل أعضاء هيئة التدريس الدوليين المتميزين، والحرم الجامعي الجديد المتطور ومجموعة كاملة من الخدمات لدعم الطلاب، توفر الجامعة بيئة تعليمية لا مثيل لها في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي إطار سعيها للحصول على مكانة بحثية دولية، تعمل الجامعة مع شركائها في الصناعة لتقديم حلول بحثية للتحديات التي تواجه المجتمع المحلي والإقليمي والدولي.
وأنشأت الجامعة عدداً من المراكز البحثية ذات الأهمية الاستراتيجية للدولة والمنطقة، والتي تتناول موضوعات تتعلق بقضايا مهمة في دولة الإمارات ودول المنطقة، مثل مصادر المياه وعلاج السرطان.
كما تم تصنيف جامعة الإمارات ضمن أفضل 6 جامعات في الوطن العربي ومن بين أفضل 261 جامعة على مستوى العالم.
وقد تم تصميم البرامج الأكاديمية للجامعة بالشراكة مع أصحاب العمل، مما يضمن توظيف شريحة أوسع من الخريجين، الذين يشغل الكثير منهم مناصب قيادية في قطاع الصناعة والتجارة والقطاع الحكومي في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى