خبراء يناقشون فرص الأجيال القادمة وأساليب وأدوات استشراف المستقبل
دبي: الخليج
انطلقت أمس في متحف المستقبل، فعاليات اليوم الأول من منتدى دبي للمستقبل 2024، أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل ومؤسساته العالمية من نحو 100 دولة، بمشاركة أكثر من 150 متحدثاً. الإمارات والعالم، وحضور أكثر من 2500 متخصص في قطاعات حيوية للمستقبل و100 مؤسسة ومنظمة دولية متخصصة في المستقبل.
وألقى خلفان جمعة بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، الكلمة الافتتاحية للمنتدى، أكد خلالها على أهمية التخطيط للمستقبل والاستفادة المشتركة من فرصه، مؤكداً أن عجلة التقدم الإنساني، اخترعها الأولون تتطور المجتمعات الزراعية في هذه المنطقة اليوم بسرعة أكبر من أي مرحلة تاريخية أخرى. وهذه سابقة، وعلينا أن نستشرف تحولاتها ونجهز أنفسنا بأكبر قدر ممكن لتفعيل إمكاناتها.
وقال بالهول: «نجتمع هنا في دبي لاستكشاف الفرص المستقبلية والاستفادة منها لتحسين نوعية الحياة، واقتراح الأفكار وأفضل الممارسات للحكومات والمؤسسات والشركات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم والتعاون لتخطيط المستقبل الذي سيخلق مستقبلاً أفضل». يكون لنا. ومن يستطيع أن يتصورها ويصممها وينفذها، كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله.
شغف الاستكشاف
وبعد الكلمة الافتتاحية للمنتدى، تمت مناقشة جلسة حوارية رئيسية بعنوان “من الفضاء إلى المحيط: شغف استكشاف الكون”، بمشاركة سارة صبري أول رائدة فضاء عربية وإفريقية، من البروفيسور أسامة الخطيب عالم الروبوتات. الخبيرة ومخترعة روبوت استكشاف أعماق البحار “Ocean One K”، وسعاد الحارثي، خبيرة استكشاف الطبيعة في مجلة ناشيونال جيوغرافيك، الفرص المستقبلية في استكشاف الفضاء والمحيطات والطبيعة ككل.
قالت سارة صبري، أول رائدة فضاء عربية وإفريقية، إن تصميم المستقبل هو عملية تعاونية ومتعددة التخصصات يستفيد منها الجميع، مسلطة الضوء على مبادرة تعمل من خلالها على تمكين الجيل القادم من الباحثين في مجالات استكشاف الفضاء إقليميا وعالميا، و وتضم حالياً 300 عضو و60 جنسية من المنطقة العربية والقارة الإفريقية والعالم.
وأكدت أنها كأول امرأة عربية وأفريقية تصعد إلى الفضاء، سعت جاهدة إلى تحفيز الأجيال القادمة في العالم العربي على توسيع آفاقهم وطموحاتهم، وأن تكون لديهم الثقة في قدراتهم، وأن يعملوا بجد لتحقيق أحلامهم. قالت: “علينا ذلك. استكشاف الفضاء والعمل كمجتمع إنساني واحد لتحقيق الأهداف المشتركة للبشرية. واستشرافاً للمستقبل، يهتم الكثير من الشباب العربي بقطاع الفضاء، ولا بد من تشجيع الباحثين والرواد وقادة المشاريع الناشئة في قطاع وصناعات الفضاء. في المنطقة العربية.
بدورها، قالت سعاد الحارثي، إن المهم في استشراف المستقبل هو الإيمان بالقدرات والإمكانات، والعمل الجاد والاجتهاد، بالإضافة إلى التركيز على الإدماج والعمل مع الجميع لتحقيق أهداف إنسانية عليا مثل حماية البيئة. مستقبل البيئة والحفاظ على الموائل الطبيعية على نطاق الكوكب.
وأكدت أن الشباب يعتبرون أنفسهم قدوة ورواد ومستكشفين لمختلف القطاعات، مثل أولئك الذين ينظرون في المرآة، خاصة في النماذج الناجحة مثل صعود دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الفضاء، مؤكدة أهمية التعلم لبناء القدرات. وتدريب البلدان الناشئة والمواهب الشابة على الابتكار من خلال اقتراح حلول للتحديات الكبرى، مثل تحسين كفاءة استخدام المياه والطاقة ومكافحة التلوث.
من جانبه، قال البروفيسور أسامة الخطيب، إن تصميم المستقبل سيكون أسرع من خلال تحقيق تكافؤ الفرص والسماح للفئات المتنوعة بالمساهمة في استكشاف فرصه، مسلطاً الضوء على أهمية “تكامل عمل الروبوتات والبشر، وليس التنافس مع الآخرين”. مؤكداً أن الروبوتات التي تعمل في المحيطات تدخل حالياً أيضاً قطاع الفضاء، مشيراً إلى برنامج مشترك بهذا المستوى مع وكالة الفضاء الأوروبية.
وأكد الخطيب أن العالم يعرف عن الكواكب أكثر مما يعرفه حتى الآن عن محيطات كوكب الأرض، وأنه يجب تكثيف العمل لاستكشافها باستخدام الأدوات التكنولوجية غير المسبوقة التي لدينا اليوم، والتي تؤهلنا لسبر الأعماق. من الكوكب. المحيطات بعمق آلاف الأمتار. واعتبر أن التعلم المبكر ضروري لتعزيز تفوق الطلاب في القطاعات الحيوية للمستقبل، مثل العلوم والتكنولوجيا، التي تشكل الخزان البشري للباحثين والمبتكرين، معتبرا أن التعلم الرقمي. مكملاً للتعليم المدرسي والجامعي، مسلطاً الضوء على أهمية التكنولوجيا في توليد المعرفة ونقلها ونشرها، مشيداً بشغف وحماس طلبة وشباب الإمارات للاستكشاف واكتساب المعرفة.
المحطة التالية
تلا ذلك كلمة رئيسية للدكتور براج خانا، مؤسس شركة ألفا جيو، بعنوان “إلى أين تتجه الإنسانية؟ ويؤكد أن متحف المستقبل هو المكان المثالي للبحث في تصميم المستقبل على نطاق عالمي.
وأكد خانا أن الجغرافيا بفئاتها الطبيعية والجيوسياسية والخدمية، معيار بالغ الأهمية لتحسين التواصل بين مجتمعات المستقبل المترابطة والمتكاملة والمشتركة في مصالحها ومنافعها.
ورأى خانا أن الماضي قد لا يكون دائمًا أفضل دليل أو أنسب خريطة للتنقل في آفاق المستقبل، مشددًا على أن سلاسل القيمة العالمية اليوم والتقدم الرقمي والمجتمعات المتصلة والنظم البيئية الحيوية تجعل جغرافية المستقبل وتضاريسه معقدة للغاية.
وأكد أن تبسيط الأنظمة مهم لاستمرار فعالية الحضارة الإنسانية في المستقبل، خاصة مع ظهور المجتمعات الحضرية، والهجرة من الريف إلى المدينة، واتساع تركز المجتمعات في المدن الكبيرة.
وأكد أن مدن المستقبل، مثل دبي، ستكون محاور مركزية لازدهار الشبكات الحضارية العالمية، مسلطاً الضوء على الحاجة المستقبلية لمدن ذات كفاءة عالية ومتصلة دائماً ببقية العالم.
وسلط الضوء على إمكانية الاستفادة من مفاهيم مثل الاقتصاد الكمي لتحسين كفاءة المجتمعات الحضرية المستقبلية.