سكان غزة يبنون مساكن من ركام وطين
في قطاع غزة، الذي دمرته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام على مدى 70 عامًا، يقوم الفلسطينيون بتجديد منازلهم بكل ما يستطيعون من مواد تحسبًا لفصل الشتاء البارد، بينما يبيع آخرون الملابس التي تم انتشالها من تحت الأنقاض.
ووسط الأنقاض، يخلط الفلسطينيون الطين بالماء لبناء جدار جديد بالحجارة المتبقية من منازلهم المدمرة. إنهم يأملون في إعادة بناء الجدران لحمايتهم ومن ثم استكمال بناء المنزل تدريجياً.
يستخدم العديد من سكان بلدة خان يونس، جنوب قطاع غزة، الوسائل المحدودة المتاحة لترميم منازلهم مع بدء انخفاض درجات الحرارة.
قبل الحرب، كانت مواد البناء تصل بالكاد إلى قطاع غزة بعد أن فرضت السلطات الإسرائيلية قيودًا صارمة على استيراد الأسمنت خوفًا من أن تستخدمه الجماعات المسلحة لبناء الأنفاق. حالياً هذه المواد محظورة تماماً، والعديد من المنظمات الإنسانية الدولية تطالب منذ الصيف بإدراجها مرة أخرى ضمن قائمة المواد المسموح بها تحسباً لموجة البرد.
وتنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لهذه الأعمال الإنشائية التي تهدف إلى معالجة الوضع الإنساني المأساوي في غزة، لتحية براعة أهل غزة الملحوظة بعد الحروب المتكررة التي شهدها القطاع.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دمرت الحملة العسكرية الإسرائيلية قطاع غزة، وتراكمت حوالي 42 مليون طن من الحطام في أماكن كانت قائمة فيها المنازل والمساجد والمدارس والمحلات التجارية. وفي أبريل/نيسان، قالت الأمم المتحدة إن إزالة الأنقاض قد تستغرق 14 عاما. وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن عملية إزالة الأنقاض ستتكلف ما لا يقل عن 1.2 مليار دولار.
من ناحية أخرى، وفي مواجهة نقص السيولة النقدية، يبيع سكان غزة الملابس التي تم انتشالها من تحت الأنقاض، خاصة وأن العديد من الملابس تعود إلى أشخاص متوفين والعائلات تحتاج إلى المزيد من الملابس مع قدوم فصل الشتاء.
على سبيل المثال، يتسلق معين أبو عودة كومة من الأنقاض في جنوب غزة، بحثاً عن الملابس والأحذية وأي شيء آخر يمكن بيعه لجمع المال. أبو عودة، أب لأربعة أطفال، يقوم بالحفر في الكتل الخرسانية وإزالة الغبار في موقع دمرته غارة جوية في مدينة خان يونس. يقوم أبو عودة بإخراج كل ما يستطيع من الملابس لبيعها وشراء الدقيق منها. (فرانس برس، رويترز)