3 تحديات تدفع طلاباً إلى الابتعاد عن المقاصف المدرسية
تحقيق: ميرا الرشيدي
تعد المقاصف المدرسية جزءًا لا يتجزأ من المدرسة، حيث توفر للطلاب مكانًا للراحة والتواصل الاجتماعي خلال يومهم الدراسي. ومع ذلك، لا تزال العديد من المقاصف المدرسية بحاجة إلى تطوير وتعزيز لضمان سلامة وصحة الطلاب. في الوقت نفسه، تحدث عدد من الطلاب عن ثلاثة تحديات تتعلق بالمقاصف: النظافة، والوجبات السريعة غير الصحية، وتضخم أسعار الوجبات، مما دفع الكثيرين إلى تجاهلها والاعتماد على الوجبات التي يحضرونها معهم. لهم من المنزل.
الخليج التقى عدداً من الطلاب ومديري المدارس الخاصة للتعرف على التحديات التي تواجه المقاصف المدرسية كارتفاع أسعار الوجبات وعدم نظافة المقاصف، وللتعرف على الإجراءات التي يتم اتخاذها لتحسين أوضاعهم والتأكد من توفير البيئة الصحية للطلبة.
وأشار الطلاب إلى عدم وجود أجهزة لتسخين الطعام، مما يجعل الوجبات غير شهية، بالإضافة إلى الطوابير الطويلة في فترات الاستراحة التي لا تكفي للشراء والأكل، كما أن تنوع الوجبات محدود، لعدم توفر خيارات عالية البروتين. ولا تزال الرقابة الصحية على جودة الغذاء غير متاحة لضمان توفير وجبات صحية تلبي احتياجاتهم.
المبالغة في الأسعار
وتحدث الطلاب لـ«الخليج» عن المقاصف المدرسية، حيث قال بطي محمد السعدي، إن أسعار الوجبات في المقاصف المدرسية تعتبر باهظة جداً، مشيراً إلى أن سعر الساندويش يبلغ 12 درهماً، فيما يصل سعر الفشار إلى 5 دراهم. دراهم. مشيراً إلى أن الأسعار في الكانتين غالية جداً، مما يمنعني من شراء الطعام منه، فأحضر طعامي الخاص من المنزل.
الوجبات السريعة
وأوضحت الطالبة خديجة عبد الرحمن محمد، أن تناول وجبات الطعام من المقصف المدرسي كان له تأثير سلبي على صحتها حيث أدى إلى إصابتها بالسمنة المفرطة. وقالت: “أغراني الطعام اللذيذ الذي يقدمه الكانتين ولم أستطع السيطرة على نفسي. لمدة عام كامل، لأن كل وجباتي كانت تأتي من الكانتين. معظمها ليس لها قيمة غذائية.
وأضافت أن أسرتها حاولت مساعدتها على تحسين عاداتها الغذائية من خلال تزويدها بالأطعمة الصحية مثل الفواكه والخضروات لتأخذها معها إلى المدرسة، ورغم هذه الجهود، إلا أنها وجدت صعوبة في مقاومة تناول الوجبات السريعة المتوفرة في المدرسة المقصف جعل الأمر صعبًا عليه. للإلتزام بنظام غذائي صحي.
أجهزة التدفئة
وقالت الطالبة سلامة عبد الله صالح، إن الطعام المقدم في كافتيريا المدرسة غالباً ما يكون بارداً وبالتالي هناك حاجة ملحة لتوفير ميكروويف لإعادة تسخينه، وهذا الحل سيساعد في تحسين جودة الوجبات التي يتناولها الطلاب خلال الفصل الدراسي. اليوم الدراسي، خاصة وأن العديد من الأطعمة تحتاج إلى إعادة تسخينها حتى تصبح لذيذة وصحية.
طابور في المقصف
اشتكت الطالبة نور آلاء يوسف من الطوابير الطويلة خارج كافتيريا المدرسة، مشيرة إلى أنها تضطر في بعض الأحيان للعودة إلى الفصل دون تناول الطعام بسبب ضيق الوقت، مشيرة إلى أن الوقت المخصص للاستراحة لا يكفي للانتظار في الطابور وشراء وجبة و تناوله مما يؤثر على قدرته على التركيز في الحصص. كما أعربت عن أملها في أن تنظم المدرسة فترات الاستراحة بشكل أفضل أو تزيد مدتها، أو توفر المزيد من الموظفين في كافتيريا المدرسة لتجنب الطوابير، حتى يتمكن الطلاب من الوصول إليها. طعامهم ويتناولونه براحة. بدون اندفاع.
التنوع في الطعام
وقال الطالب غانم علي الكثيري إن الأطعمة المتوفرة في المقصف المدرسي مقبولة بشكل عام، حيث توفر المدرسة إضافات مثل الكاتشب والمايونيز مجانا، مما يساعد على تنويع الخيارات المتاحة للطلاب. وأبدى رغبته في تحسين القائمة بإضافة الأطعمة إليها. – الوجبات الغنية بالبروتين مثل الدجاج، بشرط أن تكون أسعارها معقولة ووجود مثل هذه الوجبات سيحفز الطلاب على تناول المزيد من الطعام، خاصة أن البروتين يلعب دوراً مهماً في تعزيز النمو والصحة العامة للأطفال.
مراقبة المقصف
أكدت أماني مصطفى النجار مديرة إحدى المدارس الخاصة، أنه في إطار الجهود المبذولة لضمان صحة وسلامة الطلاب، تتم عملية ضبط جودة الطعام في المقصف المدرسي على مرحلتين، الأولى تتعلق بالمورد حيث يتم اختيار مورد معتمد وحاصل على تصريح رسمي لتوريد المواد الغذائية للمدارس. ووفقاً لمواصفات هيئة الصحة أبوظبي، فإننا نتأكد أيضاً من أن مركبات النقل مسجلة وجاهزة لنقل المواد الغذائية في بيئة مناسبة. بالطريقة التي تضمن وصولها الآمن.
وأضافت أن المرحلة الثانية تتم داخل كافتيريا المدرسة، حيث يجب أن يكون لدى جميع العاملين تصريح، مع التركيز على اتباع إرشادات السلامة مثل غسل اليدين وارتداء القفازات واحترام نظافة الكافتيريا. تنظيف الثلاجات ومعدات الكافتيريا وحاويات التخزين يومياً، بالإضافة إلى مراقبة تاريخ انتهاء صلاحية المواد الغذائية والتأكد من وضع الملصق على كل مادة غذائية.
وعن نوعية الطعام المتوفر في الكانتين، قالت إنه يراعى أن يكون الطعام متوافقاً مع برنامج “صحتي في نظامي ونشاطي”، حيث المشروبات الغازية، مشروبات الطاقة، العصائر الحلوة، الأطعمة المقلية ويمنع تناول الأطعمة التي تحتوي على المكسرات والحلويات والشوكولاتة.
المعايير الغذائية الكافية
أبرزت أخصائية التغذية خولة صالح الجابري أهمية التزام المقاصف المدرسية بالمعايير الغذائية الصحية، مؤكدة على ضرورة تقديم الأطعمة المتنوعة التي تحتوي على البروتينات والفيتامينات والمعادن والألياف، مع التقليل من الأطعمة التي تحتوي على الدهون المهدرجة والسكريات، وأن أحد التحديات التي تواجهها المقاصف المدرسية تهدف إلى زيادة الربحية. من بيع الوجبات السريعة إلى الوجبات الصحية، يفضل الأطفال تناول الوجبات السريعة لأنها سهلة الأكل ويعتادون عليها.
وأضافت أن معظم الوجبات المقدمة لا تلبي احتياجات الطلاب من الفيتامينات والمعادن الأساسية، ولكنها عالية السعرات الحرارية وقليلة العناصر الغذائية اللازمة لنمو الجسم، محذرة من أن الوجبات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات المهدرجة يمكن أن تسبب الخمول وتؤثر سلباً. مستوى التركيز والأداء الأكاديمي للطلاب. وأوضحت أن هناك بدائل غذائية صحية يمكن أن تقدمها المقاصف، مثل استبدال العصائر المعلبة عالية السكر بالحليب قليل الدسم، واستبدال رقائق البطاطس المقلية برقائق الخضار المخبوزة، واستبدال المعجنات والكعك بكعك الشوفان. والفواكه بدلا من الدقيق والزبدة. وشددت على أهمية دور الوالدين في تعليم أبنائهم كيفية اختيار الأطعمة الصحية، مؤكدة أن الموازنة بين الأطعمة الصحية وما يحبه الأطفال هو المفتاح لتحقيق التوازن الصحي. ونصحت الآباء بتقديم الأطعمة الصحية بطريقة جذابة. لأن طريقة العرض تلعب دوراً كبيراً في جذب الأطفال لتجربة الأطعمة الصحية، وأهمية توعية الطلاب بفوائد الأكل الصحي من خلال الصور والرسوم التوضيحية التي تجذب انتباههم، وأهمية تقديم وجبة إفطار متوازنة للطلاب قبل المغادرة. . في المدرسة لمنحهم الطاقة والنشاط.
الأكل الصحي
أكدت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، في السياسة المدرسية الجديدة بشأن الأكل الصحي والسلامة الغذائية، والتي دخلت حيز التنفيذ مع بداية العام الدراسي الحالي، أن المدارس تتحمل مسؤولية خلق أنظمة غذائية آمنة وصحية وتعزيز الصحة الخيارات الغذائية وأن المدارس تتحمل مسؤولية ضمان أن… الغذاء يدعم جهوده لتحسين الاستدامة البيئية لعملياته، معتبرا أن نظام الغذاء الصحي والآمن هو مفتاح الصحة البدنية و النفسية، وعامل أساسي في الحفاظ على الأمن المتكامل.
وشددت على ضرورة أن تكون البيئة والخدمات الغذائية في المدارس بما فيها المقاصف متوافقة مع دليل أبوظبي الغذائي المستخدم في المؤسسات التعليمية في إمارة أبوظبي، وأن تلتزم المدرسة بمعايير النظافة والغذاء. السلامة، وحظر بعض المنتجات الغذائية في المدرسة، بما في ذلك المشروبات الغازية والمواد المسببة للحساسية مثل المكسرات، وتعزيز ثقافة الأكل الصحي، بما في ذلك توفير الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية للطلاب والموظفين.