أخبار العالم

فوز ترامب يغرق اليسار الأمريكي في التضليل الإعلامي

واشنطن – أ ف ب
بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، تراجعت مزاعم الاحتيال من اليمين الأمريكي على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما بدأ اليسار في تبادل نظريات المؤامرة التي تشكك في مصداقية التصويت.
وعلى شبكتي “X” و”Threads”، انتشرت رسائل لا أساس لها من الصحة حول عمليات احتيال في ولايات رئيسية ومزاعم تتهم دونالد ترامب بـ”الغش” ضد كامالا هاريس.
منذ 5 نوفمبر، ينشر بعض المستخدمين اليساريين نظرية كاذبة مفادها أن إيلون ماسك، أغنى شخص في العالم، ومالك X واليد اليمنى لترامب، استخدم نظام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية Starlink الخاص به لتزوير الانتخابات والتلاعب بعملية الفرز. .الأصوات.
وهذه الرسائل، رغم صعوبة تقييم مدى وصولها، تظل أقل انتشارا من تلك التي يروج لها المستخدمون المحافظون بعد الهزيمة الانتخابية للملياردير الجمهوري في عام 2020.
وقال دان براهمي، مدير شركة سيابرا المتخصصة في مكافحة التضليل الإعلامي: “ما نشهده اليوم هو زيادة في مزاعم تزوير الانتخابات من اليسار، خاصة في الأيام التي أعقبت الانتخابات مباشرة. شبكة من الروبوتات”، وهي حسابات آلية تدار بواسطة برامج المعلومات.
وأكد أن ذلك “خير دليل على أن تقنيات التضليل والتلاعب الإعلامي لا تقتصر على أيديولوجية سياسية واحدة، فهي تستخدم على نطاق واسع للتأثير على الرأي العام”.
– “كاميلا”
وعلى النقيض من ترامب في عام 2020، لم يشكك الحزب الديمقراطي في نتائج الانتخابات، حيث اعترفت كامالا هاريس بالهزيمة، وتعهد الرئيس جو بايدن ببذل كل ما في وسعه لجعل انتقال السلطة “سلميا ومنظما”.
لكن في الساعات التي تلت إعلان النتائج، تصدر وسم “كمالا لا تخضع” أكثر من 30 ألف مرة على موقع “X”، مصحوبا بكلمات مثل “احتيال” و”سرقة” و”كاذب”، بحسب ما نقلته “رويترز”. لما ذكره موقع Newsguard.
وبحسب سيابرا، فإن هذه “حملة تضليل إعلامي منسقة للغاية” على “X” تروج لافتراضات كاذبة انتشرت أولاً على حسابات مزيفة قبل أن تشاركها حسابات مؤثرة أخرى.
وتعمد المستخدمون تحريف اسم المرشحة الديمقراطية، فكتبوا “كاميلا” بدلاً من “كامالا”، للتهرب من الرقابة التلقائية على المنصات ودعم هذه النظريات. وأشار “سيابرا” إلى أن هذه الخدعة “تقلل من إمكانية حذف المحتوى تلقائيا”.
واعترف براهمي بأن “التحول الأخير في مزاعم تزوير الانتخابات من اليمين إلى اليسار يشير إلى هشاشة كبيرة” على جانبي الطيف السياسي. وكشف أن «الروايات تبدأ بمعتقدات هامشية، لكنها يمكن أن تطغى على الخطابات السياسية، بغض النظر عن توجهاتها السياسية، إذا توافرت الظروف المناسبة لذلك».
– “الاستبداد والتعصب”
وفي عام 2020، تبنى نشطاء اليمين نظرية تزوير الناخبين، والتي لم يتم إثباتها مطلقًا منذ هزيمة ترامب. ودفعت هذه الافتراضات أنصار ترامب إلى اقتحام مبنى الكابيتول في عام 2021.
وظلت متداولة حتى الموعد النهائي للانتخابات في 5 نوفمبر، قبل أن تنخفض توزيعها بعد تأكيد فوز ترامب. وقالت نورا بينافيديز، مستشارة منظمة فري برس غير الحكومية: “لقد أدت نتائج الانتخابات إلى تهدئة مخاوف الناخبين. اليمينيون الذين أنكروا الحقيقة. ولكن هذا لا يعني أن التضليل الإعلامي لم يعد يمثل مشكلة، أو أنه اختفى فجأة بأعجوبة.
وشددت على أن “حرب المعلومات أصبحت شرسة بشكل متزايد، وعندما نسمح لها بالوقت الكافي لترسيخ جذورها، فإنها تصبح عنصرا أساسيا في تعزيز الاستبداد والتعصب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى