أخبار العالم

معارك عنيفة في جنوب لبنان.. والتوغل البري الإسرائيلي يراوح مكانه

بيروت: «الخليج»، وكالات
وتصاعدت حدة الاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي أمس الاثنين، مع اشتداد الغارات الإسرائيلية وتوسعها من الجنوب إلى الشمال، مقابل توسع ملحوظ في أهداف حزب الله الصاروخية، لتصل إلى تل أبيب بعد حيفا وعكا وطبريا. وصفد والجليل، ودخول ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ. وسط التهديدات المتبادلة، وعد حزب الله بعمليات أكثر تحديدا، مثل تلك التي استهدفت قاعدة بنيامينا يوم الأحد، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من الإسرائيليين.
وبينما أبلغت إسرائيل واشنطن بأنها سترد بقوة على الضربة، بما في ذلك ضد العاصمة بيروت، ظل التوغل البري الإسرائيلي راكدًا بعد أن صد مقاتلو حزب الله جميع محاولات التوغل عبر الحدود اللبنانية.
وتعرضت مناطق “تل أبيب الكبرى” أو ما تسمى “غوش دان وشارون”، مساء الاثنين، لقصف صاروخي مكثف من لبنان، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في أنحاء المدينة ومحيطها. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوت للتحذير من إطلاق صواريخ باليستية من لبنان باتجاه منطقة تل أبيب، بينما ذكر موقع “واللا” أن صفارات الإنذار دوت في أكثر من 194 مدينة وموقعا في إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه جرت محاولات لاعتراض عدد من الصواريخ التي أطلقت من لبنان باتجاه وسط إسرائيل. وقالت مصادر إسرائيلية إن عدة صواريخ سقطت في مناطق مختلفة، مما أثار حالة من الذعر في صفوف الإسرائيليين، حيث أصيب عدد منهم جراء سقوطهم أثناء هروبهم للاحتماء. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حركة المرور في مطار بن غوريون في تل أبيب تعطلت. وذكرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في 182 بلدة في وسط وشمال إسرائيل. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أيضًا أن أكثر من مليوني إسرائيلي هرعوا إلى الملاجئ.
وسبق ذلك إعلان حزب الله أنه نفذ ضربة صاروخية على قاعدة بحرية قرب مدينة حيفا واستهدفت ثكنة عسكرية شرق مدينة نتانيا شمال تل أبيب، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض مقذوفين. انطلقت من لبنان في وسط إسرائيل. ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عددا من الإسرائيليين أصيبوا بجروح إثر هجوم صاروخي على بلدة كرميئيل والمناطق المحيطة بها في الجليل.
ويأتي هذا التصعيد بعد الهجوم على قاعدة بنيامينا جنوب حيفا التابعة للواء غولاني، والذي وصفه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أمس الاثنين، بأنه “صعب وذو عواقب مؤلمة”. وأبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت نظيره الأمريكي لويد أوستن أن إسرائيل سترد بقوة على الضربة. وقال مكتب الوزير في بيان إن جالانت تحدث مع أوستن خلال الليل و”أكد على خطورة الهجوم والرد القوي الذي سيتم اتخاذه ضد حزب الله”.
من جانبه، وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقطع فيديو نشره مكتبه بأن إسرائيل ستواصل “ضرب حزب الله بلا رحمة، بما في ذلك بيروت”. وقال خلال زيارة للقاعدة: “أريد أن أكون واضحا: سنواصل ضرب حزب الله بلا رحمة في جميع مناطق لبنان، بما في ذلك بيروت. »
مع استمرار إسرائيل في عملياتها البرية “المحدودة” في جنوب لبنان، أعلن حزب الله أمس الاثنين أنه استهدف جنودا إسرائيليين داخل بلدة مارون الراس الحدودية، بعد أن قال إن مقاتليه واجهوا “محاولات تسلل” في عدة مواقع. على الحدود. وأضاف أن مقاتليه يخوضون “اشتباكات عنيفة في بلدة عيتا الشعب بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصواريخ والقذائف المدفعية”، لافتا إلى أن “الاشتباكات مستمرة”. وأعلنت في بيان منفصل أنها استهدفت ناقلة جند مدرعة في البلدة الحدودية بصاروخ موجه خلال الاشتباكات، ما أدى إلى إطلاق النار عليها وسقوط قتلى وجرحى في صفوف ‘الداخلية’.
قتل 18 شخصا على الأقل، أمس الاثنين، بحسب تقرير للصليب الأحمر اللبناني، إثر غارة إسرائيلية استهدفت للمرة الأولى بلدة في قضاء زغرتا شمالي لبنان، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام. ذكرت. وأحصى الصليب الأحمر “18 قتيلا وأربعة جرحى”، بعد أن أفاد تقرير أولي لوزارة الصحة بمقتل تسعة أشخاص إثر الغارة التي استهدفت، بحسب الوكالة، شقة سكنية في بلدة أيتو. تقع في قضاء زغرتا ذات أغلبية مسيحية. وأشار مصدر أمني لبناني، دون الكشف عن اسمه، إلى أن «عائلات نازحة من جنوب لبنان كانت تسكن المبنى الذي تم استهدافه بعد وقت قصير من وصول سيارة يقودها رجل».
وهذا هو الاستهداف الثاني لشمال لبنان منذ يوم السبت، عندما استهدفت غارة إسرائيلية بلدة دير بيلا الواقعة على بعد 15 كيلومترا من بلدة البترون الساحلية. وبحسب الوكالة الوطنية، فإن الغارة استهدفت منزلا لجأت إليه عائلات من الجنوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى