أخبار العالم

خبراء أمميون: غزة تعيش أقسى أزمة منذ الحرب العالمية الثانية

أكد خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة أن قطاع غزة يعيش “أخطر أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وأصبح أرضا قاحلة مليئة بالأنقاض والركام البشري”، في حين قتل 61 شخصا وأصيب 231 آخرون خلال عمليات الجيش الإسرائيلي. غارات على قطاع غزة خلال 24 ساعة، واستمرار الحصار والخنق والتجويع للقطاع الشمالي لليوم السادس على التوالي.
قدر خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن قطاع غزة يعيش أخطر أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من عام. وشددوا على أن قطاع غزة “أصبح أرضا قاحلة مليئة بالأنقاض والأشلاء البشرية”. وشدد الخبراء على أن الحرب في غزة كانت مسرحا للإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعقاب الجماعي ضد الفلسطينيين، وأن القنابل الإسرائيلية لم تستثن أحدا، وتم القضاء على عائلات بأكملها ومحي أجيال.
وقبل يوم واحد من تقرير الخبراء، خلصت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى أن إسرائيل تسعى عمدا إلى تدمير النظام الصحي في قطاع غزة وإساءة معاملة السجناء الفلسطينيين. وأضافت اللجنة أن إسرائيل ارتكبت “جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية تتمثل في الإبادة الجماعية من خلال هجمات متواصلة ومتعمدة على الطواقم الطبية والمرافق الطبية”. واتهمت اللجنة قوات الاحتلال الإسرائيلي بتعمد قتل وتعذيب الطواقم الطبية، واستهداف المركبات الطبية، وعرقلة تصاريح خروج المرضى من قطاع غزة المحاصر.
ولم تتعاون إسرائيل مع التحقيق الذي قالت إنه متحيز ضدها ووصفت نتائجه بأنها “مخزية”. تشكل الأدلة التي تجمعها هذه اللجان المكلفة من قبل الأمم المتحدة الأساس لمحاكمات جرائم الحرب ويمكن أن تستخدمها المحكمة الجنائية الدولية.
من ناحية أخرى، واصلت قوات الاحتلال اقتحام بلدة جباليا ومخيمها لليوم السادس على التوالي، وفرضت حصاراً خانقاً على كافة الطرق المؤدية إليها، تحت قصف عنيف من الطائرات الحربية والمدفعية. وتزداد الأوضاع الإنسانية في مخيم جباليا خطورة مع مرور الوقت، مع عدم القدرة على إمداد المواطنين بالغذاء والدواء والمياه، وصعوبة دخول فرق الإسعاف لانتشال جثامين الشهداء ونقل الجرحى. ويشهد شمال قطاع غزة اعتداءً عنيفاً يستهدف البنية التحتية والطرق وباقي منازل المواطنين، بالإضافة إلى عزل المناطق عن بعضها البعض. ورافق ذلك حملة تجويع ممنهجة ومنظمة، شملت منع دخول المواد الغذائية والأدوية والمياه والوقود، واستهداف المخابز.
استشهد ثمانية فلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم الجمعة، خلال قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين في رفح جنوب قطاع غزة، وجباليا شمالا، ومدينة غزة.
وقالت مصادر طبية إن 21 فلسطينيا استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة منذ فجر الجمعة، ليرتفع عدد القتلى إلى 61 و231 جريحا خلال 24 ساعة، ويزيد إجمالي عدد الهجمات الإسرائيلية. ضد قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ 7 أكتوبر 2023، وتسبب في مقتل 42126 شخصا وإصابة 98117 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وبشكل منفصل، أعرب مسؤولان في الأمم المتحدة الجمعة عن قلقهما من أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية في شمال غزة يمكن أن تؤثر على حملة التطعيم ضد شلل الأطفال المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل.
وقال ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحفيين: “أنا بالطبع قلق بشأن التطورات في الشمال، وخاصة أوامر الإخلاء هذه”. وأضاف أن العشرات من المرافق الصحية في جميع أنحاء قطاع غزة تخضع لمثل هذه الأوامر من الجيش الإسرائيلي. كما أعربت جين جوه، الممثلة الخاصة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في دولة فلسطين، عن قلقها، ووصفت الأوضاع بأنها “أكثر تعقيدا” مما كانت عليه في المرحلة الأولى من حملة التطعيم الشهر الماضي. (وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى