أخبار العالم

إسرائيل تواصل الحرب بعد هدنة يتيمة.. ولا حل في الأفق

بعد مرور عام على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، الذي تحل ذكراه السنوية اليوم، لا يبدو أن الحرب الإسرائيلية على غزة قد انتهت، بعد أن اتخذ الصراع مسارات أكثر تعقيدا، مما أضعف احتمالات التوصل إلى اتفاق بين الإسرائيليين. والفلسطينيون، أقل احتمالا من أي وقت مضى. على الرغم من المحاولات المتكررة من قبل الوسطاء الأمريكيين والمصريين والقطريين للتفاوض على هدنة في غزة والتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمعتقلين الإسرائيليين في قطاع غزة، إلا أن الصراع لا يزال دون حل، وقد انتشر الآن في جميع أنحاء المنطقة.
مخاطر توسيع الحرب
خلال هذا العام من الحرب، تعرض قطاع غزة لدمار واسع النطاق، وتضررت بنيته التحتية بشدة واتسعت دوائر النزوح. ومنذ بداية الحرب، قُتل أكثر من 41 ألف فلسطيني. لقد وصل الوضع الإنساني في غزة إلى مستويات كارثية، حيث يواجه سكان غزة نقصا هائلا في الغذاء والدواء وانتشار الأمراض، كما تم تهجير حوالي 1.9 مليون شخص من منازلهم. وبهذا المعنى فإن الحرب في غزة خلفت ندوباً سياسية وأمنية عميقة، وأشعلت شرارة الصراعات في مناطق أخرى، والآن تتردد أصداء تداعياتها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. في حين فشلت جهود الوساطة العام الماضي في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ولم تسفر إلا عن هدنة لمدة أسبوع أواخر نوفمبر الماضي أسفرت عن إطلاق سراح 109 رهائن و240 معتقلا فلسطينيا ودخول بعض المساعدات الإنسانية في ذلك الوقت، أعقبها إطلاق سراح 109 رهائن و240 معتقلا فلسطينيا ودخول بعض المساعدات الإنسانية في ذلك الوقت. جولات عديدة من المفاوضات. وفشلت جميع المفاوضات بسبب رفض إسرائيل وقف إطلاق النار. وفي الوقت نفسه، تتزايد مخاطر اندلاع صراع إقليمي شامل، مع فتح إسرائيل الجبهة الشمالية مع لبنان، وتبادل الضربات مع إيران والاستعداد لتوسيع حربها لتشمل جبهات متعددة في سوريا والعراق واليمن.
تجميد الهدنة في غزة
وفيما يتعلق بالتهدئة، من المهم التأكيد على أن الحرب الإسرائيلية على غزة لم تحقق أياً من أهدافها المعلنة، وهي القضاء على الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين بالقوة، وإنهاء حكم حماس. القطاع، دون تحديد مستقبل القطاع أو ما نسميه ما بعد الحرب. وبالتالي، واجهت جهود الوساطة “عقبات” لا حصر لها في ظل الاتهامات المتبادلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بعرقلة إبرام اتفاق التهدئة في غزة. ويدور أصل هذه العقبات حول رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة إنهاء الحرب، لأسباب سياسية وشخصية، كما يعترف المراقبون، لأنه بمجرد انتهاء الحرب، سيتم تقديم نتنياهو للمحاكمة أولا. للجميع. لمسؤوليته عن الفشل الاستراتيجي الذي حدث يوم 7 أكتوبر على كافة المستويات العسكرية والأمنية السياسية، وثانياً بسبب قضايا الفساد التي تورط فيها بالفعل، والتي تمنع استمرار الحرب من بدء محاكمته ضدهم، لا. يذكر أن أعضاء حكومته اليمينية المتطرفة لا يترددون في إظهار أطماعهم الأيديولوجية التوسعية الرامية إلى احتلال قطاع غزة والاستيطان فيه.
العقبات الإسرائيلية
في نهاية المطاف، دفعت هذه العقبات الوساطة إلى مرحلة من الركود، حيث أعلن نتنياهو مطلع أيار/مايو فرض شروط جديدة على الاقتراح الأميركي الإسرائيلي الذي يقبله الجانب الفلسطيني، بهدف نسف الاتفاق. وتحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية فشله. ومن الشروط الجديدة التي وضعها نتنياهو إصراره على منع القوات الإسرائيلية من إبادة “فيلادلفيا” أو صلاح الدين، وعدم السماح للفلسطينيين المهجرين الذين فروا تحت القصف إلى الجنوب بعد إعلان مناطق آمنة بالعودة إلى منازلهم في الجنوب. شمال. وكانت آخر محاولة للوسطاء بعد مفاوضات الدوحة في 16 أغسطس/آب الماضي، هي أن تقدم واشنطن مقترحاً جديداً يهدف إلى سد الثغرات المتبقية بجولة مفاوضات في القاهرة بدأت نهاية الشهر نفسه، دون حلول. قبل أن يؤدي اكتشاف 6 رهائن قتلى، بينهم أميركي، نهاية الشهر الماضي، إلى “جمود في المفاوضات”، يرافقه تصعيد إسرائيلي على الجبهة اللبنانية.
التناقض الأوروبي
ووسط هذه الجهود التي تهيمن عليها الإدارة الأميركية لحل معضلة غزة وإنهاء الحرب، بدت الحركة الدولية ضعيفة ومفككة، وبدت الأمم المتحدة شبه غائبة، بينما مواقف الاتحاد الأوروبي التي تعد الأهم دوليا بعد بدت الولايات المتحدة منقسمة ومتناقضة في كثير من الأحيان بين تأييد ورفض الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية. لكن الضغوط الشعبية والمظاهرات الطلابية والاحتجاجات ضد حكومات الدول الأوروبية، فضلاً عن المطالبات بدعم القضية الفلسطينية، ساهمت بشكل كبير في تغيير الموقف الأوروبي. وقد أصبح هذا الوضع أكثر وضوحا، خاصة مع ظهور موجات جديدة من الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، والتي تتداخل توجهاتها مع توجهات حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل. منذ هجوم 7 أكتوبر 2023 والحرب الإسرائيلية على غزة، لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من التحدث بصوت واحد في مواجهة هذه الحرب التي أحدثت تحولات عميقة في النظام الأوروبي. ورغم أن العديد من الدول الأوروبية دعمت إسرائيل تحت تأثير الضغوط الأمريكية والبريطانية، إلا أن استمرار الحرب والمعاناة الإنسانية في غزة وضع الدول الأوروبية التي ترفع شعار العدالة وحقوق الإنسان في موقف حرج. وانكشف التناقض الأوروبي لأول مرة في 27 أكتوبر 2023، عندما تم التصويت على قرار يدعو إلى هدنة إنسانية فورية في قطاع غزة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث انقسمت الدول الأوروبية بين دولة تقف بالكامل إلى جانب إسرائيل وأخرى. الذين عارضوه بدرجات متفاوتة.
الاعتراف بفلسطين
لكن الموقف الأوروبي من الحرب في غزة سرعان ما شهد تغيرا ملحوظا بعد الأحداث الدامية التي شهدها قطاع غزة والاحتجاجات الواسعة التي عمت مختلف الدول الأوروبية دعما للشعب الفلسطيني ومنددا بالسياسات الإسرائيلية، والتي ترجمت إلى إجراءات دبلوماسية ملموسة، حيث أعلنت أيرلندا وإسبانيا والنرويج وسلوفينيا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين. كما اتخذ عدد من الدول الأوروبية قرارات بشأن فرض حظر كامل أو جزئي على توريد الأسلحة إلى إسرائيل. ويشير هذا الاعتراف إلى بداية تفكك الدعم الأوروبي المطلق لإسرائيل، ويعكس تحولا في السياسة الأوروبية نحو تبني مواقف أكثر توازنا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى